facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الى اين ؟! .. من دم (رابين) حتى (انفاق حماس)


أحمد سلامة
27-04-2024 12:07 PM

التاريخ ليس سردية للتسلية او الاستعراض التاريخ هو الاسم الحركي (للمستقبل)!!

فالسؤال الحائر على شفاه الجميع الان بعد معركة حماس !؟ ما هو الحل؟ وإلى أين تتجه المنطقة كلها!

ثمة حادثات، تقع في لحظات صارمة في الحياة فتغير ملامحها وقبل ان ادرك التوقع بمعنى التحليل وليس بمعنى دقة المعلومة غير المتوفرة كيقين (عند احد) فانني اود ان ابدأ من البعيد حتى امهد لمخاوف القادم، او للتفاؤل به…

اولا: كان اول البعيد ذهاب السادات الى (القدس المحتلة في زيارة اذهلت البشرية) وكذلك (اغتياله) الذي شكل نهاية غير مسبوقة لاي فرعون مصري في التاريخ المدون ان يمدد القائد مذبوحا ببنادق جيشه الذي هو الحامي والترس

كان ذلك اول قرار جائر يتخذه حاكم بحق نفسه اولا وبحق الامة العربية كلها ثانيا،

ببساطة كان معنى الذهاب بالطريقة (الانورية) قرار انهاء الامة العربية كارادة قتال لانه لا حرب بدون مصر ولا اجبار للكيان الصهيوني بالضغط بالقوة لتعديل مسار التسوية بين اسطورة الصهيونية وتاريخية الموقف الفلسطيني لذلك رحل الحل السياسي الى ما لا نهاية

ثانيا: ثورة ايران الاسلامية !!

قبل ان يفيق العالم كله من اسطورة (السادات) وحركته المجنونة تجاه اسرائيل بزيارة مجانية، واذ باعصار حقيقي غير مسبوق ارتطم بخد الشرق الاوسط فافقده توازنه وصوابه تدحرج راس امبراطورية في الشرق كانت غريبة في ادارتها، وغامضة في نواياها وواضحة حاسمة في ولائها للغرب المتوحش، وثرية حد الصفاقة في الانفاق من خيراتها لترضي كل الغرب وتشتري ذممه..

لقد تبخر كل ذلك، وعاد الشيخ وحذف الامبراطور لما وراء البحر واضحت قصة الشيخ والبحر ليست ابداعا لهيمنغواي، بل اضحت اسطورة الشرق الاوسط الجديدة ذهب الشاه، وعمد الامام وفي ذلك سابقة ليس على طهران وحدها انعكست الاثار بل على العالم اجمع وقف يلتقط نفسا من اعماق الكرة الارضية ليصحو على فارس وامبراطورية كورش التي احتفل بها قبل سنين بمعزل عن الامة الفارسية !!؟

وقع كل ذلك والشرق الاوسط يمسك بذيل عقد السبعينات يودعها بحزن وبحيرة ما بين السادات والخميني كان شاه ايران يبحث عن قبر ياويه فوجد ضالته في ذلك المتعجرف الذي اختص بصنع المعجزات الهستيرية !؟

لقد دفن السادات الشاه ولم يكن يدري ان مدفنه كان قريبا في الزمن من قراره تجاه الشاه !!

لقد اخرج الشاه بالنفي واندثر السادات بالقتل لكن الاول دفن اثره بسحر العمامة البديلة وظلت اثام مرحلة السادات تجثم على روح امة العرب حتى هذه اللحظة لان الوريث كان صورة رثاء وتقليد حرفي لمن مضى لقد ترك السادات مبارك خير امين على تراثه في هدفه الخفي والعلني ملاحقة فكرة العروبة من التفريط بفلسطين حتى ذبح الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله لو لم يكن مبارك رئيسا في مصر لما تم ازهاق روح شهيد النبل القومي (صدام) بتلك الدموية المتوحشة !!!

كانت الثورة الايرانية جديدة في كل شيء.. حرس ثوري بدل الجيش! وعمامة بدل الصولجان والغاء للسافاك والزام النسوة بالجادور واغلاق سفارة اسرائيل ومن ثم الاتجار معها في فضيحة (ايران غيت) تجارة سلاح وليس تجارة زعفران وفستق!! والانغماس في فكرة (تصدير الثورة) يعني احتلال كل الخليج العربي وتمزيق العراق !!!

وبوجود صدام في العراق توقف تصدير الثورة، وحلت اشياء بديلة له (حزب الله بديلا، والحوثي بديلا اخر، والحشد الشعبي صورة لتصغير الارادة العراقية، وانضمت حماس (السنية المذهب) بدوافع التصدي لعجرفة (اسرائيل) وانغلاق اي افق للحل السياسي في رفع قيود السجن لكل غزة

انا هنا لا ابرر التحالف بل افسر ذلك.. ليس جديدا ان يغادر (المخنوق) الجغرافيا والتاريخ فيبحر في لغة المصالح المشتركة..

لقد قدمت سوريا (بشار الاسد) اهم درس ونموذج لحماس حين ترك النظام السوري كل العروبة وهم رواد البعث وهجر الجغرافيا للدفاع
عن الوجود وغادر الى طهران بصورة اقل من تبعية واكثر من تحالف !!!

كانت حماس ترى مبررا في ذلك كي تتقارب مع طهران في محاولة لتجنب الفناء بالحصار!!

كانت ثورة ايران على الصورة التي وقعت فيها قد شكلت تقاطعا مع رحلة السادات في (طلاق العروبة) وتركها مشلحة عارية دون مصر (روح الامة ومروحتها التي تبعث الهواء في رئتي الامة) وتجمد الشرق الاوسط حتى اطلق صدام حسين ٣٩ صاروخا على اسرائيل لاول مرة في تاريخ نشاة (الهنغر الصهيوني) في فلسطين

وبهذه الرشقة الصاروخية تداخلت النظرة الامنية الصهيونية مع هدير الانتفاضة الفلسطينية الاولى !!! ما ادى ذلك الى الحدث المدوي الثالث وهو اغتيال اسحق رابين ثمنا لاقدامه على ابرام ( اوسلو )

ثالثا: اغتيال ( اسحق رابين )

في الرابع من نوفيمبر ١٩٩٥م اقدم يهودي متطرف حد الكفر من جماعة نتنياهو وشارون هو (ايغال عمير) على اطلاق رصاصتين على جسد رابين فارداه قتيلا في ساحة عامة كان يغني مع الالاف من المومنين بالسلام معه اغنية تمجد السلام

ان اغتيال اسحق رابين كان نتيجة طبيعية لحملة شعواء مريبة قادها شارون ونتنياهو وتواصلت عدة شهور.. ان لحظة وفاته كانت انتهاء معسكر السلام في اسرائيل وتم تنفيذ انقلاب دموي بالاغتيال وراحت اسرائيل الى عالم اخر جديد ادى بفنون جنونه الى مذبحة السابع من اكتوبر…

لقد تهادت السيارة بنا ضمن الموكب الرسمي من القدس نزولا الى منزل رابين في تل ابيب… حين ادركت الارملة الثكلى قولها امام الحاضرين في المنزل (انه لا يشرفني ان ابقى في هذه البلاد بعد مقتل زوجي بهذه البشاعة) واكملت (ارسل الي احدهم رسالة من معسكر (القتلة) يقول لي فيها (غادري لا يشرفنا بقاؤك في اسرائيل واجرة الرحيل انا اتكفل بها)

في تلك اللحظة وفي طريق الاياب لعمان، كنت اقلب الافكار مع صديق عزيز قلت له هذا الكيان سيتغير الى الابد في النهاية هم بشر مثلنا وهذه المرارة المقرونة بالتحدي ضد الارملة المكلومة ليست اخلاق مجتمع يستأنس ان يعقد معه اي صيغة للسلام بيننا وبينهم
ثمة مرض مشوب بالدموية سيطغى على القادمين ممكن ان يصيروا حكاما جدد بدون خلق وبدون خبرة في الحياة

كان صديقي يظن ان شمعون بيريز سيفعلها ويكمل لكن المفأجاة الاولى ان الكيان بساكنيه قد كافأ مجموعة (الحمقى السياسيين الاغرار) واودع قدره وادارته لاقبح اثنين عرفتهما البشرية على الاطلاق قتلة وحكام في نفس الوقت

كانت اسرائيل تعد رحلتها لبقايا القرن الماضي والدخول الى علم الالفية الجديدة بتصورات ثلاث

- شطب مرة اخرى اسم فلسطين من ثقافة الشرق الاوسط
- مد اللسان لمنابع النفط باعتبارها المخلص والحامي من ايران الجار المزعج والانتهاء من نظرية واشنطن في الاحتواء المزدوج !!
- يهودية الدولة تعني خنق غزة حد التلعثم والغاء دور السلطة حد الفساد المطلق والتخلص من اي تاثير فلسطيني عن طريق اشاعة الاستيطان كحق مقدس

وساعد في كل ذلك صعود اليمين الامريكي البشع الذي اوكل مهمة كل ادارة العالم (الى انسان من عالم الابراج والصفقات ومسابقات ملكات الجمال، كان ترامب البيئة الاقبح لكن الانسب لتحقيق كل ذلك

اخطأت اسرائيل بالخلط بين وهم القوة لديها وقوة الوهم فهذا المعسكر المقصود بوظيفته وهي فصل الشرق العربي عن الافريقي واستنزاف الامة لم يكن ولن يكون شريكا لا للامبريالية البريطانية ولا الفرنسية ومن بعد الامريكية!! بل هو كيان وظيفي بحت!! لقد دفعت اسراءيل ثمنا باهظا حين مدت لسانها الى خزان الطاقة الذي هو مراد امريكا الدائم للتحكم في تبعية اوروبا لها….

وارجعت في عشية قبل ضحاها لتكون تلك المشيخة الخائرة القوى المجروحة في وجودها وكبريائها من (تنظيم مسلح متدين) بلغ العناء في قيادته وافراده من جور الاحتلال بالحصار ان تتساوى الحياة مع الموت وتزول الفوارق بينهما …

في ظني ان اسرائيل قد دفعت ثمنا باهظا لانها قررت ان تلعب كقوة وحيدة طاغية في الشرق الاوسط وكما تغيرت بعد مقتل رابين فان اسرائيل قد غيرتها معركتها مع حماس الى الابد كذلك

رابعا: معركة ( السابع من اكتوبر ) بين معنى الثار ومعنى النصر

لست ادري هل هي مجرد مصادفة صنعتها الطبيعة، وارادها الله سبحانه عظة وعبرة؟! ام انها عبقرية الذي اختار توقيتها واملاه على اسرائيل

ان اول حرب اتخذ العرب فيها الزمام وامسكوا باللجام الصهيوني قد وقعت في ٦ اكتوبر عام ١٩٧٣م ولقد ادمت قلب قيادة تل ابيب!! ومن المفارقات ان السادات وعد ان تكون تلك الحرب اخر الحروب التي تشن على اسرائيل من العرب وكانت الحرب الثانية التي امتلك العرب الفلسطينيون الاسلاميون الزمام قد وقعت بالترتيب بعد يوم واحد من السادس من اكتوبر..

بالمعنى المستنبط ان لا احد يتمكن من اخذ التاريخ والمستقبل بيديه مهما كان متعجرفا ومتطاولا وانه ما لم ينتبه اليهود الى جنونهم
فان الثامن من اكتوبر في الطريق مهما ذبحوا واحرقوا واقترفوا كل حمق الاحمق المنفلت هذه امة مولعة بالتتابع في اختيار تواريخها ومواقيتها المفاجئة

كان التوقيت اول الدهشة وكانت القيادة الدهشة الثانية!! ومع كل التقدير للاسلاميين والاحترام لدورهم في حياتنا كامة ووطن اردني ايضا.. فانها المرة الاولى التي يقاتل فيها الاسلامي الفلسطيني، ويقود، ويخطط ويسود، ويتقبل الثار الصهيوني مقدما كل غزة هدية لروح الكفاح بيوتا وشوارع ومساجد وكنائس ووكالة غوث وارواح بريئة بعشرات الالاف…

ان الحركة الاسلامية منذ قيادة الحاج امين الحسيني في فلسطين حتى اسامة بن لادن قد الحقت اشد انواع الصعوبات في الصراع لان نقل الصراع للخانة الدينية فان الغرب كله دوما كان يزحف علينا للثار لليهود من مذبحة مرتقبة وهم من كانوا دوما الذباحون عمر ما الفاسطيني تمكن من حجم هذا الايذاء للمشروع الصهيوني بالقتل والاسر والذبح

هل اؤويد ذلك ؟! انا لا اؤويد ذلك لو لم يذبح الصهاينة غزة من الوريد الى الوريد وقتلت وجرحت الف فلسطيني مقابل كل يهودي جرح او اسر او قتل وفي ذلك مبالغة لا يقبلها عقل سوي

السابع من اكتوبر ارجعت مشروع الدولة الجبارة الى دولة خوارة تعتاش على (النافية / الارزاق) الامريكية والاوروبية!! مهما كانت النتائج
فان حماس قد خلصت المنطقة بما في ذلك مواطني اسرائيل المعتدلين العقلاء من جنون البشر والبقر الممثل بالثلاثي (سموتريتش، بن غفير، ونتنياهو) وسيكنس ثلاثتهم لكن بالمقابل فان حماس مطلوب منها الخروج من عالم الانفاق الى اجواء الاتفاق وان تدخل عالم الغيب والسياسة بغير ذلك فانها ستواجه اثمانا ربما انه لا قبل لها بها

اخيرا: الاردن وحقائق الشرق الاوسط

لقد كتب على جيلي ان يعايش كل هذا الذي ذكرته متنقلين بين عالم الكفاح للصحافة للسياسة للتامل وعشناه اردنيين حقيقيين، آمنا ان الاردن وطن الرسالة، وليس وطن البطاقات المتعددة الالوان.. وان الاردني كل الاردنيين الموالين للحكم وليس من هنا او هناك قد اصطفوا من خلف عروش ملوكهم الاطهار من السلالة الطاهرة التي اثبتت ان كل شيء متغير وزائل الا فهم هذه القيادة، وحرصها على مكاسب شعبنا…

واعود لاقول: في محنة السادات واختطاف الامة لغير للتوازن المنطقي فان التاريخ المحترم دون انحياز الا للحقيقة فان الاردن وبقيادة عظيمه (سيدنا الحسين) طهر الله روحه قد اسهم في اعادة بناء التوازن لحال الامة حين اختار الوقوف كتفا الى كتف مع (بغداد والرياض ودمشق والجزائر) في قمة بغداد التي جمدت مصر جسدا وابقت على روحها قريبة وكان للحسين رحمه الله الدور الاساس في ذلك…

لقد رسمت كامب ديفيد للاردن وظيفة ودور وقال الاردن نحن مع العروبة والامة لاننا ورثة النهضة ولم تنجح كامب ديفيد بسبب الوعي الاردني لدور الامة…

انا لا اقول ذلك لتذكير احد ربما انه قد نسي بل ان التاريخ لا يحتمل التزوير ابدا ولقد مللنا بعض الشيء من كثافة (الافتراءات ) على الاردن

والاردن هو الذي حمل مصر على ظهره ومن دون تبجح وبهدوء في عام ١٩٨٤ م اتخذ المغفور له سيدنا الحسين رحمه الله قرارا بارجاع مصر الى الحضن العربي لقد هرع خليفة انور السادات (الرئيس مبارك) الى عمان على رأس وفد ضخم ليعرب باسم كل مصري عن اجزل الشكر واعظم الامتنان للاردن وبعد ذلك اعاد العرب علاقاتهم

نعم كان الاردن عينه على الجبهة الشرقية وانه يحشد كل عناصر الضغط ليقنع طهران بقبول وقف الحرب ومن ضمن ذلك اعادة مصر لكن مصر ظلت في وجدان الحسين كما هي في قلب ابو الحسين (الشقيقة الكبرى) وام الصابرين والكتف الذي ننتخي بدفئه..

كان الاردن في الحالتين يقدر المحذور ويقدم المصلحة العربية دوما ولقد لاقى الاردن من فورة وهيجان معنى تصدير الثورة في اول عصر ايران الثوري عنتا وصعوبات وهجمات ولما اندلعت الحرب على البوابة الشرقية كان الحسين من فوق كل جراحه الشخصية (يمتطي صهوة صقر قريش) وينطلق الى بغداد ويعلن دون لعثمة او تاويل (نحن مع العراق لان العراق ظهرنا وظهيرنا وحارس بوابتنا الشرقية) ولقد اندلعت الالسن ضارية ناقدة هذا الموقف القومي الحاسم

واثبتت الايام ان الاردن كان على حق

في قضية حماس اود ان اتحدث بقلب وطني مسؤول وعاطفي ايضا فكل شيء يخلو من الحب لا يعول عليه وانا من محبي الحركة الاسلامية لكني لست منها انا ابن النظام واحد كتابه وصحفييه والمؤمن به ايمان العجائز.. لكنني لست من الزمرة التازيمية التي ترنو الى دور بافتعال معارك لا اساس لها

وفي نفس الوقت فان هناك ما يقلق من تراشق من كلا الزاويتين زاوية بعض الناقدين بمرارة للحركة الاسلامية ولحماس وزاوية (المتسلبطين) باستقواء احيانا وبتوظيف دم شهداء غزة الابرياء بغير وجه حق حينا اخر وانني احاول هنا فقط النصح بالتذكير !!!

ان من يتوهم ان الدولة الهاشمية الاردنية العربية في الاردن تمر بحالة ضعف وارباك !! يكون عديم الرؤيا ويكون بلا منهج سياسي، اغامر بالقول انه يغامر بخسران كل مكاسبه السياسية

دولتنا عتيدة وعنيدة ورقيقة وقوية ولعيبة في الاقليم والعالم ودورها لم يبدأ بعد!!

ان استعراضا للحالات الاربع التي ذكرت يؤكد من غير لبس ان الكل مضى او ضعف او خسر ونحن من بقي وتقوى وكسب..

وقف احد رجالات الاكاديميا في الجامعة الاردنية من الاتجاه الاسلامي رحمه الله ونظر بعد ثورة الخميني في ايران الى صورة جلالة المغفور له سيدنا رحمه الله والمعلقة على مدخل كلية الشريعة ووعد سامعيه ان هذه الصورة ستنزل عما قريب وسينصرنا الله كنصر الخميني ومات بعد سنين وهو بعيد عن الوطن واقيم له عزاء في عمان وكان ان قام سيدنا رحمه الله بتقديم واجب العزاء به..

ما وددت ان اقوله للاخوة في الحركة الاسلامية المحترمة: انصحكم بالا يستدرجكم احد الى مواجهة مع الدولة فانتم ابناؤها وتختلفون عن كل الحركات الاسلامية في كل الوطن العربي، حيث انهر من الدم تفصل النظم عن الاسلاميين.. انتم نبتم ونشأتم وكبرتم في احضان دولتكم وشعبكم ولذلك ظلت علاقتنا بكم مثلا اعلى وانتم تعرفون التاريخ وانتم تعرفون بعثات الدولة وخصتكم بها منذ ان كان الحصيف الحكيم الوازن المرحوم اسحق الفرحان فيكم ابا وقائدا ووزيرا في الحكومة وقوائم الابتعاث موجودة في ادراج دولتنا ومعظم قياداتكم من تلك المرحلة !!!

اما حماس والمجاهد ابو عبيدة وكل التوترات التي وقعت يحل اشكالها قصة واحدة.. والله لو ان الذي حدث من الزعيم الروحي الهاشمي الحسين رحمه الله، بحق محنة المجاهد خالد مشعل في يوم عماني تعرفه كل الاجيال اما بالحضور واما بالاطلاع او بالقراءة لما جاز لكل كوادر حماس الشهمة ان ترفع عينها لحظة واحدة في وجه الاردن (اما المعاهدة واما حياة ابننا) شددوا على وصف (ابننا) وما انتجه ذلك الموقف من الافراج عن الشيخ الشهيد المجاهد احمد ياسين رحمه الله…

حوار الدولة مع حلفائها لا يتصف بالتمنن او المعاتبة…

وحماس فصيل مقاتل شهم نبيل يقاتل على ثرى فلسطين الطهور هو يرى ان موازين القوى يتيح ويبيح له القتال والتحالف مع ايران ونحن كدولة وسط معمعان الصراع لنا مفهومنا الخاص بنا في ادارة هذا الصراع..

نحن لا نختلف عن التعبير والاحتجاج لكن ان كان التعبير ٧٠٠ او ١٠٠٠ او مليون الفكرة منه ايصال الموقف كذلك اعتبار الرابية ساحة مواجهة
فانني انصح الحكماء والعقلاء بان اول الحرب كلام

ان من يطالب النيل من الحركة الاسلامية لا تقل سذاجته السياسية مثل الذي يشتم الاجهزة الامنية التي تحمي المتظاهرين

اختم.. اليوم بدأت ماكينة الانتخابات النيابية وهي صورة من صور التعبير الديموقراطي لكنها ليست الوحيدة والمطلوب بمنتهى الدفء والحمية القول إن المرحلة صعبة على الجميع ولا بد من وقفة مع الذات والصدق في القول دونما تقية

نعم تخطئ اجهزة الحكومة والعصمة ليست الا للانبياء لكن لا خطايا والحمد لله

الاخوان المسلمون تتظيم حكيم يتقن النقد الذاتي ولقد اجرى عصبة من العلماء ما اسمي (بالمراجعات الكبرى) من علماء الاخوان في مصر في سجن ليمان طرة بعد سجنهم سنوات عدة واعدام سيد قطب

حدثني احد احب اساتذتي الى قلبي في الازهر الشريف وكان يشغل منصب (رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة سنة ٢٠١٧) هو الاستاذ الدكتور محمد الشافعي وهو من ابرز من شارك في تلك المراجعات وصفها بانها جرت تحت حراب السلطة في السجن وتم فيها غربلة الصواب من الخطأ

نحن بحاجة الى روح المراجعات الاخوانية، مراجعة الموقف في الربيع العربي وفي ظني انه احدث شرخا غائرا تلك لحظات الزهاء حين وقف
احد القادة المبجلين وطلب ان يلتمس من الحركة الاسلامية لاعادة ضخ الغاز المصري واقامة احتفال افطار رمضاني اتسع لخمسة الاف شخص قبل ان يقوم جلالة سيدنا الملك عبدالله باقامة احتفاله الاول

نحتاج الى قراءة تعيد الطمأنينة والدفء الى عالم الحركة ومناخات الدولة.. ولتكن الحركة على يقين ان التماس ابو عبيدة لتثوير الجماهير الاردنية يبقى كلام اقرب الى الشعر

ان شهادات قادة الجهاد الفلسطيني في تخليد دور الاردني في حماية القدس قديمة قدم القضية والنابام الاسرائيلي حرق المواطنين الذين لجأوا الى ملاجئ اربد قبل ان يفتكوا بوحشية بالاهل في غزة

كل العرب والمسلمين شركاء مع حماس بالتضامن الا الاردن قيادة قدمت مؤسسها شهيدا على عتبات الاقصى فدو لعيون فلسطين
ولم يبق (تلم) فلسطيني الا واخضرت سنابله من دماء الشهداء الاردنيين

ايها النبلاء في الحركة الاسلامية نريد استرجاع حكمة المرحوم عبد اللطيف عربيات، ووقار الشيخ عبد الرحيم العكور، ووطنية بسام العموش، ورقي خلق عبد المجيد ذنيبات وقبل كل هذا استاذية ومرونة واردنية اسحق الفرحان الحنونة

نحتاج الى الصلاة على النبي والا يكون الموسم الانتخابي عتبة للتأجيج بل نريده بابا للنظر معا للذي ينتظرنا وننتظره الحل السياسي الذي يفضي الى دولة فلسيطينية يلتقط فيها الفلسطيني نفسه وحريته وكلما كان الاردن معافى كلما كانت النتائج وطنية اكثر وعربية اكثر ومريحة لفلسطين اكثر

ليس في القادم مركزي دوره اكثر من الاردن ويا لطيب الحوار





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :