عمون - تساؤل السفيرة الأمريكية الجديدة في عمّان في مجلس الأعيان عن صحّة التقارير والدراسات التي تقول أن نسبة الأردنيين لا تزيد عن 27% -حتى ولو كانت زلّت لسان- أثار حفيظة الأردنيين مسؤولين ومواطنين، لأن ذلك فيه إشارة قويّة لنقصان نسبة الأردنيين في وطنهم وخطورة القادم من الأيام على ديموغرافية الأردن والمنطقة:
1. هنالك حوالي 10.750 مليون نسمة يعيشون الآن على أرض المملكة ويشمل ذلك الأردنيين ممن يحملون جوازات السفر والرقم الوطني ومليون ونصف لاجىء سوري ومليون عراقي و 750 ألف عامل مصري وافد وحوالي مليون أجنبي وزائر ومقيم من مختلف الجنسيات، وكأننا نقول أن حوالي 4.250 مليون غير أردني، وحوالي 6.5 مليون أردني أي بنسبة حوالي 60%.

2. كلام سعادة السفيرة إن أُخذ على محمل الجدّ و "بحُسن النوايا" يؤشر لضرورة وقف تدفق اللاجئين للمملكة حفاظاً على هويتنا الوطنية، أمّا إن أُخذ "بسوء النوايا" وقصد دسّ السمّ بالدسم أو إثارت الفتنة المبطّنة فإن سعادتها قصدت إثارة موضوع الهوية الوطنية الأردنية وحاملي الجنسية الأردنية من أصول فلسطينية وحاملي الرقم الوطني على السواء! وكأنها تقول أن 27% هي نسبة الشرق أردنيين "وأنا لا أحبّ هذا المصطلح" لأنني أشتم رائحة التفرقة والإقليمية الضيقة فيه، وبالطبع هذه نسب غير صحيحة وغير واقعية البتّة!

3. الأردن وبتوجيهات قيادته الهاشمية اليعربية آوى ونصَر وجبَرَ كلّ مَنْ إنكسر، فإستقبل أفواج اللاجئين من فلسطين وسوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية المحيطة، وذلك من منطلق إيمانه اليعربي منذ إنطلاقة الثورة العربية الكبرى.

4. نفخر كأردنيين بهذا النسيج والمزيج العربي الذي يتواجد على أرض المملكة والذي نعتبره كبداية الطريق لوحدة العرب، وهو جزء من واجبنا تجاه الأشقاء العرب ممن إنقطعت بهم السُبل.
بصراحة: الحكومة مدعوة وبسرعة لسؤال السفيرة عن مقصدها من السؤال وإعطاء النسبة هذه! والحكومة مدعوة لوقف أو تنظيم تدفّق اللاجئين للمملكة حفاظاً على هويتنا الوطنية الأردنية من الضياع لأن القادم من الأيام تبدو أصعب!
صباح الوطن الجميل وجمعتكم مباركة

د. محمد طالب عبيدات
*وزير سابق