facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حوار صحفي - هشام عودة


11-12-2014 03:10 PM

عمون - هشام عودة


1 ـ أشياء كثيرة هي تلك التي لم أكتبها بعد، وحينما يشعر الكاتب أنه أنجز ما يستحق الأشارة إليه، فإن مبررات استمراره في الكتابة تتضاءل.
أعتقد جازماً أن كل ما كتبته، وغيري، يقف الآن باستحياء أمام إصرار طفل فلسطيني على اقتناص الحياة التي يسرقها منه الجنود الصهاينة، وأمام لحظة قلق مرعبة يعيشها طفل عراقي في انتظار هدايا الموت الأميركية، السؤال الجدير بوعينا أن نقول، هل استطاعت كتاباتنا أن تجد لها موقعاً في معركة الأمة؟، والإجابة واحدة من مفاتيح الوعي واستحقاقات الانتماء.
كتبت حتى الآن ما أعتقد أنه يستطيع أن يقدم صرخة غضب واعية، وأن يقول للمتلقي أن حياتنا ليست وردية تماماً، لست متشائما، لكنني منحاز إلى لون الدم، وجاهز تماما للانخراط في غضبة الضمير الذي أعتقد أنه ما يزال حياً.
قصائدنا تقدم لمتلقيها "وجبة" مغايرة"، لا تنتمي إلى عصر الوجبات السريعة التي يروج لها الآن الذوق الأميركي، الذي يريد القبض على كل مقومات الجمال في أرواحنا.
ما الذي سأكتبه غداً أو بعد غد، لا أدري ، لكنني أمتلك مشاريع كثيرة تنتظر خروجها إلى فضاء الناس.
2 ـ تجربتي في كتابة الشعر تمتد إلى أكثر من ربع قرن، لذلك من الضروري أن يكون جمهوري مختلفاً، غير إنني لا أذهب إلى تفصيل قصيدتي على مقاس ذائقة محدودة، أو شريحة اجتماعية معينه.
الكتابة هي إعادة صياغة للحياة، فيهمني كثيراً أن أعيد صياغة حياتي كما أريدها ، لا كما يريدها غيري.
ولا يمكن لنا أفكار حقيقية، صارت واضحة للجميع، وهي أن جمهور اليوم يختلف تماماً عن جمهور الأمس، كان جيلنا ملتصقاً بالقراءة ، ويبحث عن مفاتيح المعرفة بين صفحات الكتب، أما اليوم فإن تطور وسائل الاتصال وثورة المعلومات أغرت الجيل الجديد في الحصول على "مفاتيح المعرفة" المتيسرة ، والتي غالباً ما يتم تصنيفها بأنها سطحية وهشة.
كان الشاعر منا قبل سنوات بعيدة يلقي قصائده في قاعات مكتظة بالجمهور الذي يستطيع التفريق بين الغث والسمين من الشعر، أما اليوم فإن الشاعر نفسه يذهب إلى قاعات شبه فارغة.
لا أعتقد أن الخلل يكمن في الشاعر أو القصيدة، لكن الخلل يكمن حتماً في عملية التثقيف التي تتعرض لها الأجيال الجديدة، وهنا يقفز سؤال ساذج.. هل مازلنا بحق أمة شاعرة؟
3 ـ لا بد من الاعتراف أن جزءاً مهماً من ثقافة جيلنا الأولى وامساكه بتلابيب المعرفة، كانت مبنية على الثقافة الشفوية، من تلك الحكايات والأمثال الشعبية التي حفظناها في طفولتنا من أفواه جداتنا وأمهاتنا، ومن تلك الأمسيات التي كان الحكواتي فيها حاضراً عبر شخصيات الزير سالم وعنترة بن شداد وأبي زيد الهلالي وغيرها.
بعد سنوات اكتشفت حجم المخزون المعرفي وتراكم الخبرة الشعبية ونضجها في تلك القصص والحكايات والأمثال، حتى أن واحدة من المخطوطات التي أنجزتها قبل عدة سنوات "قراءة معاصرة في الأمثال الشعبية الفلسطينية" تستند إلى دور ووظيفة هذا التراث العامر بتجارب أجيال متعاقبة.
واعتقد أن هذه الثقافة الشفوية هي التي أسست لوعي العديد من مبدعينا، وأسهمت في توسيع مداركهم ومساحة إطلالتهم على صنوف الثقافة والمعرفة بشتى أنواعها.
هي الثقافة البكر، وهي البئر الأولى التي شربت منها ، ويظل لها مكانتها الأثيرة في الوعي والوجدان.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :