مساء الخميس الماضي وعلى شاشة التلفزيون الأردني, أعلن مقدم البرنامج للجمهور في الاستوديو وللمشاهدين عبر الشاشة عن قرب اطلالة فنانة لبنانية منحها ما شاء من أوصاف وألقاب, بعد ذلك دخل إلى الاستوديو أربعة رجال يرفعون على أكتافهم تلك الفنانة وقد استرخت فوق كرسي خاص كبير ثم أنزلوها بعناية ومد أحدهم يده اليها ورافقها إلى موقعها بمقابل المذيع وسط تصفيق شديد من الحضور.إلى هنا المشهد طبيعي وعادي, فكل مذيع حر بأوصافه يوزعها كما يريد على من يريد من ضيوفه, كما أن كل واحد حر بأكتافه يحمل عليها من يريد, لكن أن تكون ملابس أصحاب الأكتاف شبيهة تماماً بملابس رجال البادية ويرتدي كل منهم الحطة الحمراء فإنه أمر يستحق بعض التفكير.

في مسائل مثل الرموز يتعين التحلي بالكثير من الدقة في تقديمها وعرضها, وبغض النظر عن الاختلاف في تقييم رموز مثل لباس البادية والحطة الحمراء, فإنه يتعين على القائمين على منبر عام مثل التلفزيون الرسمي أن يحافظوا على درجة حساسية عالية على الأقل مع الفئة التي تحترم هذه الرموز وتعتد بها, والغريب أن ذلك حصل فيما التلفزيون يقدم نفسه كمدافع عن الثقافة الوطنية والثقافات الفرعية أيضاً, فما بالك برموز تكاد تكون محل اجماع عند قطاعات واسعة من المجتمع الأردني.

لا يعتبر هذا التعليق مزاودة على "شاشتنا الوطنية", ولكنها دعوة الى استثارة الحد الأدنى من الذكاء بما يكفي لعدم جرح الناس, لأن التلفزيون وغيره من المنابر مهما لوحوا وزخرفوا وتغنوا بالحطة الحمراء وأعادوا خياطتها بشتى الأشكال, فإن مثل هذا المشهد يجب ما قبله.