facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمين محمود: وزير فوق العادة


رؤى عربيات
28-09-2014 12:26 PM

زيارة يتيمة لمبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، مع صديقتي وزميلتي الكاتبة الساخرة (هند خليفات)، كانت كفيلة لأن أدرك كيف ينزل الوزراء من أبراجهم العاجية وينخرطون في صفوف المراجعين أصحاب الحاجات يستمعون إليهم ويوجهونهم ويبذلون أقصى طاقاتهم لتلبية الحاجات.

في الطريق إلى الوزارة صباحا كانت (هند) تتفقد أوراق معاملتها الخاصة بإكمال دراستها العليا، وبطريقتها الساخرة تتحدث عن الأسوار العالية التي ترفعها البطانة حول المسؤول وكيف يتلذذ أصحاب القرار في وضع العصي بالدواليب، (وشحططة) المواطن بين الطوابق والمكاتب الأمر الذي حدا بها لأن تنتعل (حذاء دون كعب) تحسبا لماراثون التوقيعات الذي عليها أن تؤديه لإنجاز المعاملة، ضحكت كثيرا عندما قلت لها: مقالي القادم إذن سيكون بعنوان:
(الكعب الواطي في التعليم العالي).

كانت المعاملة التي جئنا لإنجازها، وفق ما أخبرنا به أحد الموظفين، تحتاج إلى شروحات من معالي الوزير، وعلى الشروحات أن تتضمن استثناءً يوقع عليه الوزير ضمن صلاحياته، فتسرب الإحباط إلينا وكدنا أن نعود أدراجنا بعد أن عرفنا أن سمو الأمير رعد بن زيد في زيارة للوزارة، فليس من المعقول أن تتاح لنا فرصة لقاء الوزير في ظل الزيارة الأميرية، وحين هممنا بالمغادرة أوقفنا صوت وقور من خلفنا يحاور واحدا من المراجعين ويشرح له أمورا تتعلق بالمعاملة التي جاء من أجلها، عرفته من صوره في الصحف والمواقع الإلكترونية، وكنت فيما مضى، وعند تسلمه الحقيبة الوزارية الثانية بعد وزارة الثقافة، قد عرفت بأنه يحمل شهادة الدكتوراة في التاريخ الحديث من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية.

أمين عبدالله محمود الوزير السبعيني الذي ترك الوقار وسماحة الخلق والخُلق في وجهه وضاءة وحيوية تليقان بمن يصنعون التاريخ، بادر إلى تحيتنا وساعدته ذاكرته الذهبية بحكم التخصص وعنايته بالمثقفين والأدباء على التعرف إلى هند فبادرها بالسلام بكل تواضع، وعندما عرفته بنفسي تبادل معنا الأطراف الحديث الأبوي الذي يأخذ مكانه سريعا في القلب، الحديث الذي جعلني أشعر أنني أعرف الرجل منذ سنوات طويلة على الرغم أن هذا اللقاء هو أول لقاء بيننا.

ودون اتفاق مسبق، كنت أنا وهند قد شحذنا أذهاننا وحشدنا فيها كل جمل الاستعطاف والإقناع والمحاورة على أمل أن نقنع الوزير بتوقيع الاستثناء على المعاملة، إلا أن نظرة منه على الأوراق وفرت علينا عناء الجدل، وبالقلم الذي لا يفارق يمينه وقع على المعاملة وهو يقول: "لن نقف في طريق طلبة العلم ما دام القانون يُتيح لنا ذلك، على بركة الله".

لم نكن صاحبات حظوة عند الوزير، كنا ككل المراجعين للوزارة الذين شاهدناهم يلوذون بالوزير في أروقة الوزارة، فلا يرد منهم سائلا، ولا يُشيح عن أحدهم، ولم تمنعه الزيارة الأميرية من متابعة شؤون وزارته، وفي طريق العودة كنت قد عزمت على كتابة هذا المقال، لا لشيء، فقط لأقول أن هناك رجلا عاليا في وزارة التعليم العالي، وزير فوق العادة، اسمه: أمين محمود.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :