facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




د. اخليف الطراونة أعطى ولم يأخذ ..


ياسين العودات
17-03-2016 04:52 PM

لم تحظ شخصية غادرت الوظيفة العامة بذلك التعاطف مثل الذي حظيت به شخصية الدكتور اخليف الطراونة، رئيس الجامعة الاردنية السابق. فقد اشغل الرجل صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وجلسات المواطنين والاذاعات وخصوصاً اذاعة الجامعة الاردنية واشعلت تعاطفا لم يكن احد منا يتوقع ان الطراونة يأخذ هذه المكانة في قلوب الناس طلاباً وموظفين واكاديميين وعموم المجتمع.

لم هذا؟ .. الجواب ان الدكتور اخليف الطراونة اثبت خلال وجوده رئيساً للجامعة الاردنية بانه ملأ كرسي الرئاسة كما يجب ان يكون الرئيس وانفتح على الجميع وقدم انجازات كبيرة اكاديمية وادارية ومالية للجامعة لم تستطع تحقيقها منذ عقود مضت، ومع كل ذلك الثناء والتقدير وحجم الانجاز لكنه لم يجدّد له وتم "انهاء رئاسته" بطريقة اقل ما توصف به بانها كانت كفعل " المكر او التنكر" لانجازات الرجل ومكانته الاكاديمية والوظيفية والاجتماعية ايضا وكل ذلك لم يشفع له على الاطلاق.

الدكتور الطراونة قيل عنه بانه يحظى بدعم ونفوذ نيابي وسياسي وحكومي بشكل واسع وفّر له ذلك الغطاء الذي تحرك تحته، لكن الطريقة التي أُنهي بها عقده بعدم التجديد له اثبتت عكس ذلك وكشفت ان مكان رئيس الجامعة الاردنية كمؤسسة اكاديمية بقيت ضمن صراعات المصالح والنخب ومناكفاتهم، وان النظرة لم تغادر المربع الذي أُجريت فيه تنقلات رؤساء الجامعات الحكومية قبل سنوات وكأنها داخل اقسام مدرسة ابتدائية يجري تبديل الادوار والاشخاص فيها للاسف بلا اي ضابط او عُرف اكاديمي، هذا ما يجري ونحن نعلن صباح مساء بأننا دولة القانون والمؤسسات ومنها "استقلالية الجامعات".

تفاوتت التحليلات حيال ذلك ويمكن القول: ان مسألة تنفيذ قرار رفع الرسوم الجامعية لم تكن سوى بروفة أولية للتحضير والاعداد للقرار الاصعب وهو رفع اسعار الخبز الذي تقول الحكومة انها تدعمه مثل المحروقات التي هزت مصداقية العلاقة بين المواطنين والحكومة ومؤسساتها ولا نبالغ اذا ما اقتربنا من الرأي القائل بان اعتصام الطلبة يصح ان يطلق عليه بـ"الاعتصام المدبر" بتوقيته لولا ان الطلبة لحظة اعلان عدم التجديد لرئيس الجامعة اصدروا بيانا بان شخص الرئيس ليس من أهداف الاعتصام وإنهائه والخلاف مع ادارة الجامعة.

في العادة تجديد رئيس الجامعة يكون روتينيا في مجلس التعليم العالي، هذا وعندما فشل قرار رفع الرسوم وتصلب مجلس امناء الجامعة المتواري عن الانظار والاحداث امام اصرار الطلبة على الاعتصام كان الدكتور الطراونة في نظر مجلس التعليم العالي والحكومة بأنه "فتيل الازمة" الذي يجب نزعه بكل اسف بهذه الطريقة المؤلمة للجميع، كما حدث في ازمة معان التي تركت لوزير الداخلية السابق حسين المجالي حتى كانت اقالته الحل!! ومثلها ازمة صحيفة "الرأي" التي انتهت باقالة رئيسي مجلس الإدارة والتحرير سميح المعايطة وسمير الحياري!! بهذه الطريقة التي يلجأ لها رئيس الوزراء في امتصاص وحل الازمات التي يبتعد عن مواجهتها ولا يغيب عن البال ان وزير التعليم العالي منذ مجيئه على غير وفاق مع رئيس الجامعة الاردنية ولو تمكن من تغييره منذ فترة طويلة لفعل، والشاهد تغييره لمجلس التعليم العالي المُشكّل قبل مجيئه بفترة بسيطة.

الدكتور الطراونة اعطى ولم يأخذ وبعبارة اوضح فان راتبه الشهري لم يكن يتقاضاه بل ينفقه في ابواب الخير، وكان يقوم بعمله تحت عنوان اداء الواجب الوطني غير راغب في اكثر من ذلك. لكن المأخذ الوحيد على ادارته "الطراونة" انه أدار الازمة وحيدا ولم يسانده المسؤولون الجامعيون مع انه كان يقدمهم للدولة والمجتمع ووسائل الاعلام على انهم "عقل الدولة" الذي يفكر لها وبقي الطراونة يخوض المعركة وحيداً معركة لم يقررها بنفسه ولا مسؤولا عنها.

يبقى التذكير بان الرؤساء الذين تم التجديد لهم هم الدكتور ناصر الدين الاسد والدكتور عبدالسلام المجالي والدكتور فوزي الغرايبة فقط، وان الطراونة نقش اسمه مع زملائه السابقين في لوحة شرف الرؤساء، وسبقها ايضا في جامعة البلقاء التطبيقية حين كان رئيساً لها، وهو يحمل سيرة ذاتية مليئة بالانجاز الاكاديمي والوظيفي وفوق ذلك رصيدا شعبيا من محبة الناس و(رضا الوالدين) الذي لا يعرف الا القليلون أنه السبب الأوفر بما يحظى به مع اشقائه من تميّز وتفوق، لكننا في الاردن نكافئ الفاشل ونتناسى اصحاب الانجازات، وكل واحد منا يستطيع ان يملأ جدولا من الطرفين ويبقى السؤال: متى نتغيّر!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :