facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العبدلي يكتب: الشريف الحسين وقضايا الأمة


mohammad
01-06-2016 12:39 AM

كتب: الشريف بلال العبدلي

حينما تسلم الشريف الحسين حكم الحجاز في أواخر عهد السلطان عبد الحميد الثاني كانت الظروف بالغة التعقيد في الخلافة العثمانية والامة العربية , كان فيها الحجاز بلداً فقيرا لم تكن فيه الثروات المعدنية قد اكتشفت بعد.

وتعد سنة 1908 م فاصلة في تاريخ الدولة العثمانية حيث اعلن الدستور وتشكل البرلمان.

( مجلس المبعوثان ) من الترك والعرب وبقية الاجناس ؛ ولكن لم تمض سوى سنة واحدة حتى تبدل الحال وأطيح بالسلطان عبدالحميد وأقصي عن السلطة وقبض على مقاليد السلطة غلمان الاتحاد الذين لا يملكون الخبرة ولا الحنكة؛ بل ان فيهم من كان مغرماً بالمدنية الاوربية فعملوا على الابتعاد عن أصالة الشرق وتقاليده وعن أممه وشعوبه , وعمدوا الى إنشاء دولة تركية تدين بدين الطورانية وأهملوا بل اضطهدوا العناصر الأخرى التي كانت متآخية في ظل الخلافة العثمانية ,وسرحوهم من وظائفهم واحتكروا مناصب الدولة لهم ولمناصريهم دون بقية الأمم , وحاولوا فرض اللغة التركية على الشعوب العربية والاسلامية .... وهكذا تبدل الحال وبدأت بوادر العداء والابتعاد بين أمم وشعوب كانت على عهد السلطان عبدالحميد تعد نفسها شركاء في الوطن العثماني الاسلامي.

ومن هنا بدأت مرحلة جديدة ترى الأمم فيها أن مصيرها مع هؤلاء الاتحاديين أصبح مجهولا.

(الشريف حسين والاتراك)

لقد كان الشريف حسين يعيش هذه الأحداث الخطيرة ويبذل الجهد الواسع في النصح والتوجيه ويصبر حيناً ويثور حينا، ولكن الاتحاديين أوصدوا الأبواب وركبوا سبل الشطط والعناد.

وكانت ثقتهم بالشريف حسين متزعزعة لأنهم كانوا يعدونه من رجالات السلطان عبدالحميد الذي ثاروا عليه , فلم يمنحوا الشريف ثقة ولا أقبالا ومنذ بداية تولية الشريف حكم الحجاز من قبل السلطان عبد الحميد , أمر السلطان أن يكون أمر الحجاز وادارته متصلة بالسلطان مباشرة ولا يتبع وزارة الداخلية ولا يستلم أمرا من غير السلطان ؛ وهذا يُعد تكريم واهتمام من السلطان بالشريف والحجاز ، في حين كان الأتحاديون وهم المسيطرون على الداخلية يريدون ربط الحجاز بتوجيهاتهم.

لقد كان الشريف الحسين هاشمي النسب عثماني الولاء والطاعة للخليفة وهذا ديدن الاشراف لايطمعون في حُكم ولا ينازعون أهله بل دائماً كان الناس يلجئون اليهم لان الله ارتضى منهم نبياً لدينهم فكيف لايرضون بهم لدنياهم ؛؟فحين يكفيهم الغير مسؤلية البلاد والعباد تجد الهاشمين اول من يساند ويقف مع الغير على الحق ؛ فكان الشريف حسين يرى الخلافة العثمانية أمرا شرعياً والانقياد لها واجباً دينياً. ولما رأى شوكة الاتحاديين قوية وأخذوا يفتاتون على السلطان عبدالحميد ويقلصون صلاحياته , قال للسلطان وقد جاء يودعه بعد تسلمه مرسوم ولاية الحجاز.

"أيها السلطان أقترح أن تأتي الى الحجاز وتستقر السلطنة في مكة أو المدينة وتترك هؤلاء الاوغاد في مكانهم وتنحاز الى جهتنا والرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول: ’’ والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ’’

فبكى السلطان وشكره قائلاً:

’’ يا ابني لم يحن الوقت بعد ’’

ثم ساءت العلاقة اكثر بعد الانقلاب على السلطان وتفرد الاتحاديين بالسلطة حتى أضطر الشريف أن يعلن المفاصلة ويسعى الى استقلال العرب للحفاظ على الأمة من مغامرات العسكر الماسوني الذي زج الامبراطورية العثمانية في اتون حرب عالمية لا مصلحة فيها للأمة الاسلامية وكانت كارثة على البلاد والعباد .

لقد كان الشريف حسين يُصرح بأنه ثار ضد جمعية الاتحاد والترقي الماسونية وليس ضد الدولة التركية أو الخلافة العثمانية.

بل أن مطالبه التي رفعها الى السلطان العثماني ووافق عليها وهي تتمثل في إستقلال العرب ضمن اتحاد لا مركزي مع الدولة العثمانية وأصدر السلطان الأمر في اقرار مطالب العرب وانهاء الفتنة والقتال بين المسلمين , غير ان ضباط الاتحاد والترقي _ أنور باشا وطلعت باشا _ أهملا قرار السلطان وأفشلا اخر محاولة للصلح بين الهاشميين والاتراك وكان ذلك في عام 1918م.

ان ذكرى مئوية الثورة العربية التي تعيش الاردن اليوم ثمرة مبادئها وتحتفل بسبعينية استقلالها من الممكن ان تلعب دوراً ريادياً في استقرار المنطقة فالتاريخ ذاكرة الشعوب وما قول الشريف حسين للسلطان عبدالحميد والمدينة خير إلا لان النبي عليه الصلاة والسلام أوصى بها.

ولان المنطقة العربية بحاجة اليوم الى لملمة التشضي وجدنا المملكة الاردنية الهاشمية سباقة في الانضمام الى التحالف الاسلامي الذي فيه قوه وعزة للمسلمين ؛فجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الهاشمين حفظه الله كان في مقدمة الداعمين لاخيه جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله؛ فجلالتهما اليوم امام تحدي حقيقي لمواجهة التحديات في المنطقة وايجاد مخرج للأمة العربية والإسلامية ؛ فنصرة قضايا العرب والمسلمين فرض عين على الأكرمين ولو طالة بهم السنين .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :