تابعت خطاب ترامب في حفل تنصيبه فلاحظت ان الرجل لا يزال يعيش أجواء الحملة الانتخابية حيث الاستعراض والنفاق للناس وأنهم هم المرجعية، ووعد الأمريكيين الفقراء والعاطلين عن العمل بجنات عدن في تجاهل العوامل المختلفة التي تؤثر على الاقتصاد . لقد كان خطابا لا يليق بقائد أعظم دولة في العالم، فلم يتحدث عن السلام العالمي ولا طبقة الأوزون ولا عن العلاقات الدولية بل ولا عن العلاقات الحزبية داخل المجتمع الأمريكي . رئيس أعظم دولة يفترض فيه ان يتحدث عن الفقر في العالم وعن القتل في العالم وعن الصحة في العالم وعن البيئة الإنسانية المهددة من بلاده بصورة رئيسة . لم يتحدث لا عن حرب باردة ولا ساخنة !! لم يتحدث عن إنجاز من سبقوه بل اعتبر تاريخ اليوم هو التاريخ !! وما قبله ليس بشيء !! لم يكن لبقًا حتى مع منافسته التي كانت تجلس قريبا منه . أهم ما قاله انه سيحارب الإرهاب والتطرف الإسلامي في دجل وتلاعب بعقول المستمعين مع انه يعلم ان مفجر أوكلاهوما ستي هو المسيحي ماكفيه ، وأن قاتل المصلين في الخليل هو المجرم اليهودي غولدشتاين . فالأصل أن يقول انه سيحارب الإرهاب والتطرف من اي مصدر كان، اما ان يحصره في المسلمين فهو السخف الذي ينفيه الواقع والتاريخ . فهتلر ليس مسلما . والذي ألقى القنبلة النووية على اليابان ليس مسلما ، والذي احتل العراق وقتل مليونا ونصف من العراقيين ليس مسلما . الملايين التي قتلت في الجزائر سفك دمها غير مسلم . 

 

إذا كانت هذه هي البداية فالأمر يسير في الاتجاه السلبي، والمهم أن نظرته إلى العرب في غاية السوء وبخاصة دول الخليج التي لا يراها سوى نفطًا يجب أخذه منهم بأية طريقة. وان اسرائيل هي الأساس وأنه لن يبالي بنقل سفارة بلاده إلى القدس في تحد للمسلمين في العالم فهل يظن أن هذا سيكون مقبولا من دولة أن تحتضن الأمم المتحدة وهي عضو في مجلس الأمن؟ الأيام القادمة ستزيد الصورة وضوحا، فنحن لسنا أمام رئيس سياسي مما يعني انه سيلعب على المكشوف وستكون ردود الفعل بنفس الطريقة.