facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وأعلنت غزة جدارتها في الحياة


21-01-2009 10:55 PM

صوت آذان الفجر... أخذ يعلو شيئا فشيئا على مسمعها... حتى أيقظها من نومها... حاولت فتح عينيها... ولكن لم تستطع... هناك شيء قابع فوق أهدابها منعها من ذلك... فخطر لها أن تمسحه بيدها... ولكن... يدها ثقيلة جدا لدرجة أنها لم تستطع حتى جرها... أخذ الخوف يتخللها... فحاولت أن تنهض بجسدها... ولكن لم تستطع... أسئلة سريعة راودتها... ما هذا الشعور الغريب؟... لماذا أحس بكل هذا الثقل فوقي؟... وما هذه البرودة التي تسكن جسدي؟... هل هو حلم؟...

لا لا... هزت رأسها.. وأخذت بالسعال... ما هذا؟ ما كل هذا الغبار؟... فتحت عينها... لتجد نفسها تحت جبل من الركام... أغمضت عينها وضحكت..."لعل هذا حلم"... فتحت عينيها مرة أخرى... لتجد الصورة ذاتها... صوت الرياح المارة بين الركام أخافها... أخذت برفع جسدها بقوة مرارا.. حتى تعبت... ارتجفت... أقنعت نفسها أن تهدأ قليلا...
سمعت صوت أقدام تقترب منها... لم تستطع أن ترى سوى قدميه... اقترب منها وأخذ برفع الطوب عن جسدها... تراقب تحركاته الثقيلة بصمت... فحلقها مليء بالتراب... وشفتاها متيبستين من شدة العطش... استطاع أن يصل إلى جسدها... سحبها... نظرت إلى وجهه... لم تعرفه... كان وجهه مليئا بآهات شعب وذكريات غطاها غبار الدمار...

حملها بين يديه ومشى بها... نظرت حولها... حاولت أن تتذكر أين هي... لم تستطع...
سألته أين نحن؟... لم يجبها... سألته إلى أين تأخذني؟... لم يجبها أيضا... هل ستأخذني إلى أهلي في غزة؟؟؟... لم تسمع سوى أنفاسه ودقات قلبه المتسارعة... عاودت ترقب المكان حولها لعلها تعرف أين هي؟... لم تجد سوى أرض موحشة... وفضلت أن تغلق عينيها لتتذكر مدينتها غزة... أشجار البرتقال... الميناء.. البحر.. الشاطئ الجميل.. وتذكرت أصوات الصيادين الذاهبين إلى البحر في مثل هذا الوقت.. ذكرياتها أشعرتها بالاطمئنان.. ولكن..

وصل بها إلى مكان كادت أن تميزه.. مليء بالناس الذين يرتدون اللون الأزرق والأبيض.. وجوه يملؤها التعب... دخل بها إلى غرفة كبيرة... مليئة بالخزائن الحديدية... وضعها على طاولة... بقيت صامتة.. ترمقه بعينيها... أحضر قطعة من القماش الأبيض ليلفها بها... حاولت أن تسأله لماذا تفعل ذلك؟؟.... لم يجبها... كان ينظر إلى وجهها بعينيين ذابلتين... حملها... اقترب من إحدى الخزائن... وضعها فيها وأغلقها... وذهب... ليبحث عن شهداء آخرين... دفنوا تحت الأنقاض... بعدالحرب اللعينة على غزة... ولن ننسى... نعدكم أن لا ننسى... ومن هنا أناجي مولا جليلا بأن تعود غزة أفضل مما كانت... ويبقى لحمها مرا... یخافها العدو... وأن تبقى صامدة حتى لو حاول إغراقها فی الدم...

وأعلنت غزة جدارتها في الحياة... وأعلن الشعب الفلسطيني أن يلملم الجراح... ويكفكف دمع النواح... بعد أن جاهد لكرامته... دون أن يسأل عن الثمن بقي يدافع... فنصر الله قريب...

إلى غزة منا السلام... وسلام على قوافل شهدائنا... وسلام على المقاومة...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :