facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تفكيك الجيوش العربية لصالح من؟


سارة طالب السهيل
22-12-2017 05:36 PM



لا شك ان جيوشنا العربية هي حصن الأمان لحدودنا وأرضنا وشعوبنا وسلامتها من جراء أي اعتداء خارجي، وهي جيوش وطنية في تشكيلها لأنها تعتمد على نظام الخدمة الإلزامية، ومن ثم فقد ترعرعت عقيدتها القتالية على حماية الأوطان من الاعتداءات الخارجية وعلى الولاء الوطني.
ولكن ما ان اندلعت ثورات الربيع العربي، حتى تفككت أربعة جيوش عربية وهي العراق فبل ان يستعيد الجيش العراقي قوته وليبيا واليمن وسوريا. ومن الملفت للنظر ان هذا التفكيك للجيوش العربية جاء عقب انتشار الفوضى الخلاقة التي دعت اليها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية، ومستشارة الامن القومي الأمريكي.
صاحبة دعوى الفوضى الخلاقة اعترفت في إحدى محاضراتها مؤخرا بمعهد بروكينغ الأمريكي، بان الولايات المتحدة لم تذهب الى غزو أفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003 من اجل تحقيق الديمقراطية، بل للإطاحة بحركة طالبان التي وفرت ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة، وللاطاحة بحكم الرئيس العراقي صدام حسين، الذي كنا نظن انه كان يعيد بناء ترسانة من أسلحة الدمار الشامل. و لكن هل كانت الإطاحة بنظام الديكتاتور صدام حسين تبتغي تدمير البلد بكامل اجهزته ذاك الوقت ام كان بالإمكان تغيير النظام دن هذا الدمار و التمزق الذي مر به العراق طوال السنوات الماضية رغم محاولات بعض الوطنيين من المواطنين و الساسة و المفكرين الحفاظ على الوطن من سموم الطائفية التي زرعها الأعداء للسيطرة على العراق و ثرواته و تاريخه و قوته
ولكن لم ينتبه قادة العالم العربي بعد احتلال بغداد للكوارث اللاحقة بباقي الدول العربية وأنظمتها العسكرية، وان عمليات التدمير قادمة لا محالة فكل عرق و كل طائفة ذاقت ما ذاقته من عمليات التطهير العرقي و الديني و التهجير و القتل و الترويع لاحقا على أيدي داعش و قبلها ايام الحروب الطائفية في ظل اصرار الدول العربية على امتلاك القوة العسكرية في مواجهة تحركات اسرائيل وأطماعها في اقامة دولة من النيل الى الفرات.
فقد عمدت القوى الكبرى على استخدام شماعة حقوق الانسان والديمقراطية للضغط على الحكومات العربية لإضعافها، وهو حق يراد به باطل، في الوقت الذي تحت هذه الشماعة جانبا لبعض الوقت، وعمدت الى استغلال ضعف ووهن الدول العربية في ازكاء النعرات الطائفية والمذهبية ومشكلات الحدود بين الدول العربية لإنهاك الجيوش العربية من ناحية، ولإبراز ضعفها أمام قوى المنظمات الارهابية وقدرتها على خوض حروب الشوارع والعصابات، بينما الجيوش العربية معدة ومجهزة بالأساس لخوض الحروب النظامية.
ولا شك ان القرار" القاتل " للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة عاصمة بلاده إلى القدس، يمثل أعلى درجات الاستثمار لفرصة ضعف العرب وانقسامهم، ويعد تتويجا لجهود تفكيك الجيوش العربية وتقسيم شعوبها وأراضيها، وتفويت أية فرصة لإعادة اللحمة العربية مجددا.
رغم ان المشكلة الفلسطينية ليست مشكلة حدود بقدر انها مشكلة وجود فالتطاحن الداخلي بين فصائل والمكونات السياسية والدينية داخل الدول القطرية العربية قد زكتها بالأساس الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها لتحقيق فوائد جمة منها ترويج بضائعها الراكدة من السلاح وتغطيتها أزمتها الاقتصادية، والأهم أيضا هو بيع السلاح للعرب كي يقتل أخيه العربي داخل القطر العربي الواحد مثلما حدث في سوريا واليمن وليبيا والعراق في حروب داخلية لا يعلم مداها الا الله تعالى،

أزمة مصالح
وبحسب محللين عسكرين وخبراء في الشئون الاستراتيجية، فان الجيوش النظامية لهذه الدول الاربعة التي تفتت كانت تحمل في طياتها مقومات انهيارها، لان حكام هذه الدول وظفوا هذه الجيوش لحماية أمنهم الخاص ومصالحهم الشخصية وليس لحماية وأمن وسلامة شعوبهم فالرئيس الراحل معمر القذافي أهمل مؤسسة الجيش لصالح كتائب في الجيش الليبي يشرف عليها أبناء القذافي، و بعد ثورة الربيع العربي انقسمت القوات النظامية في ليبيا لأقسام مفتتة لا أحد يدري الى أين ستصل في نهاية المطاف.
أما الجيش اليمني بحسب ساسة نشطاء يمنيون، فقد وصف بأنه جيش عائلي وطائفي عمال خدمة يخدم مصالح الرئيس الراحل على عبدالله صالح وأسرته على مدار 3 عقود، بينما تشهد الساحة اليمنية عدة تشكيلات عسكرية، أولها الحرس الجمهوري ويقوده الآن نجله أحمد على عبدالله صالح، ويضم 24 لواءً، والفرقة الأولى ، وثالثاً الأمن المركزي وعدة تشكيلات أخرى، بجانب جبهة الحوثيين المسلحة.
كذلك الوضع بالنسبة للجيش السوري، و العراقي

تجليات الصورة
وامام هذه القراءة لواقع الجيوش العربية التي تفتت، والخنجر المسموم الذي ضرب الرئيس الامريكي دونالد ترامب به ظهر وقلب العالم العربي باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، فان الحقيقة بانت واضحة للعيان وهي من المستفيد الاول والأخير من قتل الجيوش العربية ؟، وأن نشر الطائفية والمذهبية كانت ورائه جهود مخابرات عالمية خبيثة زرعت داعش وغيرها في بلادنا لتحقيق اهدافها المسمومة لتغيير خارطة الشرق الاوسط وتقسيم دولنا العربية الي دويلات لتظل اسرائيل هي القوة الوحيدة المتماسكة في هذا المحيط العربي الشاسع.
وعلينا ان نقر بحقيقة شديدة المرارة وهي أن القضاء على محور الشر الذى أعلن عنه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في عام 2001 بعد احداث 11 سبتمبر، وكان يقصد وقتها العراق وايران وسوريا قد نجح للأسف في تحقيق اهدافه الشيطانية.
‎حيث استطاع البنتاجون الأمريكي ان يضع خططه من اجل الوصول لذلك الهدف من خلال تدمير الجيوش العربية بدءا بتدمير قوة الجيش العراقي بسلاح الفتنة الطائفية والمذهبية ودخول العراق في أتون الصراع مع التنظيمات الارهابية كالقاعدة وداعش.
وسنحت الفرصة مجددا للولايات المتحدة لاستكمال مخططها الخبيث لتدمير الجيش السوري من خلال تسليح المعارضة وادخال البلاد في حرب اهلية وثورة دموية يقتتل فيه الجانبان، وتتدمر سوريا وجيشها واقتصادها ومستقبلها.
‎كذلك فعل حلف الناتو مع ليبيا حين قام بتسليح المعارضة، لتظهر الصراعات القبلية ، وفي النهاية قد يلجأ الليبيون الي الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب ليتم تقسيمها الى دويلات صغيرة
.الا ان العراق استعاد مؤخرا قوة جيشه الذي اتحد للقضاء على الاٍرهاب و انتصر على داعش و أعاد للعراق هيبته الدولية و لا ننسى ايضا دور البيشمركة المشرف في مكافحة الاٍرهاب و النصر على داعش

كلمة أخيرة
فان اسرائيل ومن يقف ورائها من قوى استعمارية كبري لم تكن تسطيع تحقيق احلامها ومخططاتها في تدمير اوطاننا وتفتت بمعزل ضعفنا الداخلي واطماعنا الشخصية وتخاذلنا عن تحقيق حلم الوحدة والتعاون فيما بيننا على حماية أمننا الوطني والقومي معا.
فمنذ ان تخلينا عن مفهومنا للوحدة و المحبة و التعاون، واهتمت كل دول عربية بمشاغلها القطرية الداخلية، حتى أصابنا الوهن ونخر سوس الطائفية في أوطننا فأنهكها وقضى على الكثير من عناصر قوتها. واليوم فان الاتحاد قوة كما تعملنا منذ الصغر، ولا سبيل امام الوطن العربي للخروج من مخطط التقسيم سوى بالتخلي عن المصالح القطرية الضيقة ونبذ الخلافات السياسية جانبا، واستعادة بناء الجيوش الوطنية مجددا.
و لم أكن يوما من محبي القتال و مؤيدي النزاع بل لطالما كنت من مناصري السلام و المحبة و لكن لا احد يبقى مكتوف الايدي اذا اعتدي عليه فما بالك بمسؤولية أمن وطن و الحفاظ على كيان الدولة
و برقبتك حماية الارض و الشعب و العرض كجيش دفاع و ليس اعتداء او هجوم
و يجب ان لا ننسى ان الاتحاد ليس فقط بتجييش الجيوش بمعارك لا نهاية لها..استخدم نفس سلاح عدوك الفكر والاقتصاد و النهضة والاتحاد لنكون سلطه نقضي بها على أي مخططات ومطامع تضر بأمتنا
فليس كل الحروب تحتاج الى سلاح من النار فهناك حروب تحتاج سلاح المحبة و الفكر و العقل و التخطيط
وامام تسارع الخطى الخبيثة لتدمير الوطن العربي، وان العدو يتربص بنا في كل لحظة لينقض علينا بشراسة، فان هذا التحدي يفرض سرعة تسوية الصراعات الداخلية القطرية والعربية معا واعلان الوحدة القطرية والقومية مجددا عملا بقول الله تعالي: " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :