facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أبو غيث .. "نقاء" في ذكريات وطن


نشأت الحلبي
14-03-2009 08:11 PM

نعم، أنا كنت ممن هاتفهم الفايز، فلا أنسى ذلك اليوم الذي تلقيت فيه إتصالا من "مجهول الرقم" وكان التوقيت ظهرا وأخبار تشكيل حكومة فيصل الفايز ما زالت طازجة، ومن كثر ما تابعت الأخبار "زهقت" وتوجهت الى المنزل للقيلولة، ولبعد منزلي في "الرصيفة" عن مقر الصحيفة في عمان، زاد علي التعب، وكدت أن "أتوفى" لا أن أنام، وعندما رن الموبايل قررت للحظة أن لا أرد، ولكن عندما رأيت الهاتف "مجهول الرقم" قررت الرد لأن المتصل إما ناشر الصحيفة أو أحد المسؤولين الذين يريد أن يعلق على خبر ما نشر بحقه في الصحيفة وكنت أعشق أن أجادل مسؤولا ما في خبر يخصه لأنني لا أنشر خبرا إلا وأنا متأكد من صحته، وكانت المفاجأة كبيرة بأن قال لي المتصل وبالحرف : "مرحبا يا أستاذ نشأت أنا فيصل الفايز"، وبكل صراحة "طار" النوم من عيني و "فزيت بأربعتي" ودبت بي الحياة من جديد، وكل ذلك ليس لهيبة منصب رئيس الوزراء، فذلك شيئ عادي لصحفي خاصة في الأردن الذي "حطم" فيه جلالة الملك كل "الحيطان" العالية بين الناس وبين المسؤولين وكرس مقولة أن المسؤولية تكليف وليست تشريف، لكن ما حدث لي هو نتيجة ما قرأته بثوان من المكالمة لما يريده صاحب الإتصال من الإتصال، فتلك بكل تأكيد مقدمة لذهنية جديدة في مفهوم "الحكم" في الأردن أول وأهم قوائمها هي التعلم من الذهنية الملكية بأن لا أحد أعلى من الشعب، ولا أحد أكبر من مصلحة الأردن، ومن هنا، فإن الفايز كان أول من يترجم هذه الذهنية، فالتواصل مع الناس في كل مواقعهم وتلمس همومهم وسماع رأيهم هو الطريق الأول للنجاح، وبداية الطريق للنجاة بالوطن من كل الأمواج التي تحاول إغراقه، وفي لحظة، شعرت بأن الفايز قد أجرى قبل الإتصال بي وبعده مئات الإتصالات الأخرى بكل الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف اليومية والأسبوعية حتى يتواصل مع الجسم الإعلامي ومن مختلف تياراته الفكرية والسياسية، وهذا كان يعني لي بأن لا معلومة يمكن أن تخفى بعد ذلك على الإعلام، وهو ما يعني بان المواطن الأردني سيعلم بعد اليوم بكل شاردة وواردة في الحكومة وبأن الشفافية ستكون عنوانا للمرحلة القادمة التي إختار الملك لها أحد "أبناء القصر" فيصل الفايز لقيادة دفتها.

المكالمة الهاتفية إذن، كانت تلك أحد تفسيراتها في مخيلتي، ومضت الأيام وبدأت أتابع عن كثب مدى أن أكون صائبا أو مخطئا فيما ذهبت إليه، وحدث لأكثر من مرة أن كنا في الصحيفة الأسبوعية التي كنت أرأس تحريرها في ذلك الوقت "الإتجاه" بحاجة لمعلومات حول أكثر من موضوع، وكنا نتصل مباشرة بالوزير المعني وأراقب مدى أن يرد الوزير أو "يختفي"، وفيما كنت أتمنى أن لا نحصل على رد حتى أصل الى القناعة بأن تلك كانت حالة عابرة وكنت على خطأ بأن "تفاءلت" كل ذلك التفاؤل بعد مكالمة الفايز، لكن ما يحدث هو العكس، وأصبحت الحكومة منفتحة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الحكومات الأردنية على الأقل تلك التي عاصرتها كصحفي، فتيقنت بأن ذلك "منهج" حكومي يطبقه الفايز بعد أن فهم تماما ما يريده الملك لترسيخ ذهنية المملكة الرابعة بكل ما تعني كلمة "ترسيخ" من معنى.

مناسبة ما أكتب هنا هو الحوار الذي أجراه موقع "عمون" مع فيصل الفايز، فأبو الغيث هو نفسه الذي عرفته منذ شكل الحكومة، هو بنفس الصدق الذي تحدث فيه تحت قبة البرلمان عندما وجه نواب إتهامات للحكومة بالفساد بموضوع النفط عندما فرد "شليله للحق" وإستعد للرد على إي إتهام.

بعد فترة واجهت الفايز وجها لوجه لأول مره في مكتبه بالبرلمان بترتيب من مستشار الرئيس الإعلامي آنذاك الصديق العزيز رمضان الرواشدة، فقال لي الفايز بإختصار أن "أوراقي مفتوحة للجميع"، وكان يعني الكلمة ومستعد لفتح الأوراق لمن يريد أن يتأكد، فترسخت قناعاتي بأنني أمام ذات الشخصية الكريمة للراحل الشيخ عاكف الفايز الذي قادتني الصدفة لأن أقابله لأكثر من مرة وان أرافقه في رحلة الى مدينة العقبة لإفتتاح مقر لحزب الوطن الذي كان يرأسه وكنت أنا صحفيا في صحيفة النداء التي يصدرها الحزب، عندها لامست ذات الوقار وذات الصدق وذات "العفة" وذات النخوة لنفس تلك الشخصية الأردنية التي ما زالت محفورة في ذاكرة الوطن.

إذا كان الوطن هو الأرض والهواء والذكريات والماضي والحاضر والمستقبل الذي يحضر فيك دائما ذاك الحنين لا سيما إذا ما إضطرتك الظروف لا سيما القاهر منها لأن تبتعد مرغما عن الوطن، فإن رجالا مثل فيصل الفايز هم من المكونات الأصيلة لهذا الوطن بإخلاصهم لأرضه وعرشه ومستقبله، وهم ممن يجعلون من الغربة أكثر صعوبة ومن الحنين للوطن شلالات من الدموع.
Nashat2000@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :