facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جحا الفيليسوف الضاحك


أمل محي الدين الكردي
20-08-2018 02:34 PM


كيف تخلق الامم شخصياتها الاسطورية؟لا تكاد أمة تخلو من شخصياتها الأسطورية التي تعيش معها جيلا بعد جيل ،وكل جيل منها يرسم لنفسه صورها كما يتخيلها ،ويكسبها من الملامح النفسية والعقلية ما يجعلها تبدو وكأنها تعيش معه وتشعر بمشاعره وتفكر بأسلوب تفكيره ،فهي بالنسبة الى كل جيل صورة لشخصية هذا الجيل أو مرآة يعكس عليها صورتها الخفية الباطنة .
وليس من المهم أن يكون لأشخاص الأساطير أصول حقيقية ، بل أن أغلب الظن أن عامة الشعوب يلصقون صورهم التعبيرية بأشخاص حقيقين،بعيدين كل البعد عن الصور التي يلصقونها بهم ،كما يوضح القناع المصنوع على وجه الشخص فيجعله يبدو.ومن الأمثلة على هذا ما صنعه خيال العامة في الامة العربيةمن الاقنعة ووضعه على وجوه أشخاص معروفين مثل ابو النواس وهارون الرشيد وأشعب مع إن هؤلاء جميعا من الأشخاص التاريخيين الذين تظهر وجوهم على وجوهم في صفحات التاريخ بملامح تختلف كل الاختلاف عن ملامح الصور الخيالية التي رسمتها العامة لهم في أساطيرهم.
ومن بين شخصيات الأساطير العربية فقد تكاد أن تكون وحيدة في مميزاتها وملامحها العقلية والنفسية وهي شخصية (جحا) الفليسوف الضاحك الساخر الذي يقوم بتمثيل فلسفته في قوالب تشبه المسرحيات ذات المغزى الواضح .وهو في مواقفه التمثيلية ظريف دائما.عاطفي دائما ويبدو كمهرج ،ويتصرف تصرفا شاذا عن المألوف حتى كأنه ذو لون من الجنون ولكنه يلمس نواحي الضعف الأنساني في رحمة،ويكشف عن نواحي الظلم أو النفاق وهو أقرب الى الرثاء أو المواساة واستطيع أن أقول انني لم أطلع في أداب الشعوب الأخرى على شخصية مماثلة له التي تختفي تحت مظهر الفكاهة الساخرة وقد حاول بعض الاجانب أن يرسموا صورة مهرج بلونه في لغتهم ولكن لم يتمكنوا من إدراك فلسفته ولا فكاهته .فشخصيته كانت في العصور الماضية تعكس مشاعر الناس وكانت في الوقت نفسه ضعفهم الأنساني ومواطن الخلل وانعدام العدالة في مجتمعهم وحكامهم والتشجيع على مواجهة قسوة الحياة بروح التفاؤل والمساعدة على الاحتفاظ بالتماسك والروح المعنوية حتى يزول الظلم وينتصر الحق والعدل .
هل نحن بحاجة اليوم الى هذه الشخصية أم إنها موجودة بيننا؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :