عمون - صبّ قرار إلغاء رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بإلغاء تعميم صادر عن وزارة الأوقاف بعدم استعمال مكبّرات الصوت على مآذن المساجد، في المصلحة العامة لما ظهر من غضب شعبي عليه. وهذا جيد. لكن ما استوقف السياسيين تبرير د. الرزاز لالغاء التعميم عندما قالت رئاسة الوزراء ان إلغاء الرزاز جاء "فور علم رئيس الوزراء بمضمون التعميم .. طالبا إلغاءه على الفور نظراً لعدم اطلاع مجلس الوزراء على مضمونه".

وفق تقدير ما جرى، فإنه لن يخرج عن أحد ثلاثة سيناريوهات:

السيناريو الأول: أن تقدير موقف وصل الرئيس يفيد بتشكل حراك شعبي بدا يدعو إلى الاحتشاد ضد قرار ابو البصل يوم الخميس تحت وسم "#سجادتك_وعلى_الرابع، وهو ما يعني وجع رأس جديد للحكومة التي باتت تخشى من "الرابع" ودواره.

وهذه المرة الدعوة اخر منا ينتظرها الرزاز المعروف بفكره السياسي. فأن يحتشد المواطنون ضد قرار لوزارة الاوقاف تحت شعار سجادتك وعلى الرابع امر يحمل معان يجب أن تكون مرعبة للرئيس.

أما السيناريو الثاني فيتعلق بدخول الرزاز على خط وزارة الاوقاف طلبا للشعبوية، بعد أن وصلته تقارير تفيد باتساع رقعة الرفض لقرار وزير الاوقاف الدكتور عبدالناصر ابو البصل، فأراد الرزاز استثمار المشهد ضمن حلقات العلاقات العامة التي يشتغل عليها منذ بدء رئاسته. فنطّ على القرار وأمر بإلغائه لشراء السمعة والصيت، حتى وإن كانت على حساب وزير الأوقاف.

أما السيناريو الثالث، فهو أن سبب تدخل الرزاز حقا هو في "عدم اطلاع مجلس الوزراء على مضمونه"، ما يعني ان على كل وزير ووزيرة ومدير ومديرة أن يعود لمجلس الوزراء في كل تعميم وقرار صغر أم كبر في وزارته أو مديريته. وما يعنيه ذلك هو ان الرئيس المتهم بفقدانه للولاية العامة افقد هو بنفسه ولاية الوزراء على وزاراتهم.