عمون- صدر عن دار الشروق عمان- رام الله، كتاب بعنوان "رحلة مع غوايات الإبداع- دراسات في الرواية الفلسطينية"، للكاتب والناقد د. نبيه القاسم، وهو مجموعة دراسات تتناول الرواية الفلسطينية.

الروايات التي يتضمنها الكتاب هي "ركب الريح"، "اليد الدافئة" ليحيى يخلف، ورواية ليانة بدر "الخيمة البيضاء"، "يعدو بساق واحدة" لسامح خضر، ثلاثية "فاطمة"، محمد نافع ولمحمد علي طه "نوم الغزلان"، "التيه والزيتون"، لانور حامد، "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة"، لربعي المدهون، :علي: قصة رجل مستقيم"، لحسين ياسين، "عين خفشة"، لرجاء بكرية، "بلد المنحوس"، لسهيل كيوان، "المرحومة تمام مكحول"، عودة بشارات، "ثلاثية فلسطين"، لنبيل خوري، "فارس الثلاج"، لاحمد سليمان، "انت القاتل شيخ" سلمان ناطور، "زمن وضحه" لجميل السلحوت، بالاضافة الى "جدار حي"، دوريت ربينيان للكاتبة اسرائيلية.

المؤلف يقول إن الروايات التي شملتها الدراسة تتميز بالطرح الجديد لقضايا مهمة شغلت الانسان الفلسطيني، وترتبط بأماكن تواجه، مشيرا الى ان ما حدث على الساحة السياسية في الخمس والعشرين سنة الأخيرة، منذ اتفاق اوسلو، اصاب الوحدة الوطنية والسعي لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس بالصميم، واختلفت الاهداف والطرق، وسمح لكل شخص اختيار ما يراه صحيحا، ووجد الفلسطينيون انفسهم بعد هذا الاتفاق، ما لم يعيروه اهتماما، ولم يكن ملموسا وشاغلا لهم، حيث انهم ينقسمون الى اربعة تجمعات جغرافية متمايزة ومختلفة وهي:
"المنفى في اقطار العالم العربي، المقيمون في الضفة الغربية وقطاع غزة، المنفى في العالم الغربي وخاصة الدول الاوروبية والولايات المتحدة، المقيمون في وطنهم والحاملون للمواطنة الإسرائيلية".
وتكشف هذه الروايات بحسب القاسم، الاختلاف في الاهتمامات والمشاغل بين التجمعات المختلفة، فالروايات التي كتبها مبدعون من الضفة الغربية يتمحور موضوعها حول الآثار السلبية التي تركها اتفاق اوسلو، خاصة على العائدين من المنفى، الذين يحملون الآمال والرغبات، ويحلمون بمستقبل رائع، حيث تحطمت احلامهم، وفقدوا آمالهم، ووجدوا انفسهم بعد ذلك الاتفاق والعودة للوطن مرفوضين من قبل الأهل، متهمين بانهم جاؤوا ليأخذوا امكنتهم، وأنهم سبب زيادة فقرهم كما جاء في رواية "الخيمة البيضاء لليانة بدر" بحسب المؤلف.
وشار القاسم الى ان الراويات التي كتبها مبدعون من حاملي الهوية الاسرائيلية الذين اعتدنا تسميتهم بعرب ال "48"، اهتم كاتبوها بالعودة الى الماضي والكشف عن حقيقة ما جرى، والسبب في حدوث النكبة وضياع الوطن وتشريد الناس، ورسم الوجه الثوري الناصع للإنسان الفلسطيني الذي صمد وقاوم واستمر في التشبث بالحياة، وفرض وجوده حتى اصبح اليوم يشكل طرفا مهما واساسيا في التكون المستقبلي للعلاقات بين الشعبي.
واعتبر المؤلف ان المبدعون الفلسطينيون الذين يعيشون في اوروبا بعيدا عن الوطن، وعن العنف والظلم والملاحقة في الوطن العربي فقد تحرروا، كما يبدو، بعد اتفاق اوسلو من رهبة زيارة الوطن الام ومقابلة الاهل، والتعرف على مشاكلهم ومدى تكيفهم مع الشعب اليهودي، كما تحرروا من عقدة اليهودي العدو، واليهودي المخيف، وتعاملوا مع الإنسان اليهودي كإنسان عادي وحاولوا رسم بعض مناحي الحياة المشتركة للشعبين وامكانية الحياة المستقبلية فبطل رواية "والتيه والزيتون لأنور حامد ينخرط في حياة الناس ويقيم العلاقات الحميمية معهم وينشغل بمشاكلهم، وهكذا ابطال رواية مصائر لربعي المدهون الذين زاروا البلاد وشاركوا الناس حياتهم وحاولوا استعادة الماضي البعيد حيث كانت البلاد بلادهم والوطن وطنهم والبيوت بيوتهم.
ونوه القاسم الى انه قصد من اضافة دراسة رواية "جدار حي " للكاتبة الاسرائيلية دوريت ربينيان ، لاهمية الطرح الذي قدمته حول رؤية اليسار اليهودي الإسرائيلي لحل النزاع بين لاشعبين، ومدى تخبط هذا اليسا وانعدم الرؤية المستقبلية لديه.
ويذكر ان نبيه القاسم ولد في قرية الرامة في الجليل فلسطين "48"، وأنهى الدراسة الابتدائية والثانوية في مدارس بلدته الرامة، وحصل على شهادة B.A ، وصدر له نحو "31"، كتاباً، توزعت ما بين النقد الأدبي والأبحاث والقصة القصيرة.