facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أزمة أسرة في مستشفيات الحكومة .. والعناية المركزة بحاجة لـ "حثيثة"


17-12-2019 09:41 PM

* نسبة الاشغال في مستشفى البشير الاعلى عالميا

* 160 طفلا يرقدون على 126 سريرا في خداج البشير

* البشير بحاجة لـ 300 سرير لحل مشكلة العناية الحثيثة

عمون - عبدالله مسمار - "لا داع للتعجل في الوصول الى المستشفى إذا اصابك طارئ ما، فمستشفيات الدولة عاجزة عن استقبالك حتى وإن وصلت مبكرا"، هذا ما يقوله لسان حال المرضى بعد عجز معظمهم الحصول على سرير في اقسام العناية المركزة بالمستشفيات الحكومية.

ليست وحدات العناية المركزة وحدها، بل تفتقر مستشفيات وزارة الصحة لوحدات الحروق ايضا، فمن ينسى الطفلة ميرا ذات الثلاثة اعوام التي توفيت مطلع العام بعد معاناة مع اسرة المستشفيات وهي تبحث عن مكان تتلقى به العلاج اثر حريق منزل ذويها.

طبيب مقيم في طوارئ مستشفى البشير الحكومي الاكثر استقبالا لحالات المرضى والذي يحول اليه المرضى من كافة مستشفيات المملكة ومراكزها الصحية، روى لـ عمون شهادته من داخل قسم الطوارئ.

يقول الطبيب إن مرضى يصلون الى المستشفى مصابون بجلطات دماغية وقلبية، ساعات تفصلهم عن الموت، ورغم ذلك يضطرون للبقاء في قسم الطوارئ بانتظار رحمة تفتح لهم باب الدخول لاحد اقسام العناية، ليس تقصيرا من الكادر ولكن "لا يوجد أسرة".

عبارة "لا يوجد أسرة" هذه هي الأكثر ترددا داخل قسم الطوارئ نظرا لعددها المحدود في قسمي الـ (ICU) والـ (CCU)، يضيف الطبيب "في أحد الأيام استلمت مناوبتي في الطوارئ وهناك 10 مرضى بقائمة الانتظار بحاجة الى أسرة في وحدات العناية، ثم سلمت مناوبتي قبل تأمين أيا منهم".

يشكو الطبيب قلة حيلته وزملاءه ويقول، "نتعاطف مع المرضى ومرافقيهم، ونضع انفسنا بمكانهم، يرتابنا الخوف والقلق، فقد نصل في يوم ما الى المستشفى بحالة كالتي نتعامل معها ولا نجد سريرا يسعفنا، ثم نستفيق من تخيلاتنا هذه على صوت مرافق ينهرنا أو مريض يصيح ألما، وقد يتعدى ذلك الى تعرض للاعتداء، نصمت ونقول في انفسنا ما ذنبنا؟ لا يوجد أسرة".

يرى الطبيب أن أسرة وحدات العناية بحاجة الى مضاعفة عددها على الاقل، كي يتمكن المستشفى من استقبال مراجعيه وتأمينهم بأسرة للحالات التي لا يمكن أن تنتظر على الحد الأدنى.

لا تقتصر المشكلة على أسرة وحدتي العناية، بل يطال النقص غرف وأسرة الاقسام ايضا، فيقول الطبيب المقيم إن العديد من المرضى وبعد خروجهم من العمليات يتلقون المتابعة على اسرة اقسام الطوارئ، اضافة الى معاناة المرضى عند اجراء الصيانة ومنها أعمال الدهان خلال استقبال المرضى.

لم تكتف عمون بشهادة الطبيب المقيم، عدد من مرافقي المرضى في مستشفى البشير تحدثوا عن معاناتهم والتي كانت العامل المشترك فيها أزمة الأسرة.

خالد حمدان رافق شقيقه الذي توفاه الله اثر نزيف داخلي، الحق يقال وجد شقيق خالد سريرا في العناية المركزة، لكن بعد 4 أيام من الانتظار بقسم مراقبة الطوارئ.

يقول خالد لـ عمون وصوته أجش حزنا "وصلنا الى الطوارئ، أبلغنا الطبيب بضرورة ادخاله الى العناية المركزة، إلا أن ذلك لم يتم، الا بعد 4 أيام، والسبب لا يوجد أسرة".

"الطاقم الطبي محترف، ولدى وصوله العناية المركزة تلقفه الاطباء بسرعة، ثم بدأت الاجراءات الطبية فورا، لكن رحمة الله كانت أقرب" يؤكد خالد.

حتى لحظة كتابة هذا التقرير كانت زوجة أحد المرضى المصابين بضيق في التنفس مستمرة في البحث عن سرير لزوجها، جالت جميع الاقسام والتقت كل طبيب تجده أمامها في المستشفى راجية سرير في العناية المشددة دون حتى أن تعرف معنى "العناية المشددة" لكن هذا ما قاله لها طبيب الطوارئ، إلا أن الاجابة كانت ثابتة "لا يوجد سرير".

تقول السيدة المسنة: "وصلنا المستشفى أمس، وما نزال ننتظر السرير، زوجي لا تأمين صحي له سوى المجاني لمن فاق عمره 60 عاما، واخبرونا أن من يملك هذا التأمين لا حق له بالانتقال الى مستشفى خاص في حال عدم وجود أسرة".

الأطفال ايضا يعانون من نقص الأسرة..

منذ أيام قليلة تشافى طفل سامر علي حديث الولادة إلى الشفاء، يقول سامر "في غضون يومين من ولادة طفلي الذي ولد قبل موعده بشهر أخرج من قسم الخداج، وعدنا الى منزلنا فرحين به، وخلال ساعات كنا بالمستشفى مجددا، الطفل بحاجة الى ادخال هذا ما علمناه بعد انتظار امام المستشفى استمر من الساعة الثانية عشر ليلا وحتى الثانية من ظهر اليوم التالي، أي 14 ساعة، واظطر الاطباء الى ادخاله على سرير مع طفل اخر".

ويصف سامر تجربته في المستشفى بأنها "المعاناة الأكبر".

اما والدة إحدى الطفلات تقول لـ عمون إنها وجدت سريرا لابنتها في وحدة الانعاش خلال ساعة واحدة فقط، حيث كانت تعاني ابنتها المصابة بمرض السكري من حموضة بالدم.

وتضيف "اهتم بها الاطباء خلال انتظارها بشكل جيد، ثم ادخلت الى وحدة الانعاش وبقيت 24 ساعة، ثم اخرجها الطبيب وعادت الى المنزل، لكنها اضطرت لمراجعة المستشفى مجددا في ذات اليوم".

عمون تواصلت مع مدير مستشفى البشير الدكتور محمود زريقات، والذي لم ينكر كل ما قاله المواطنون، مؤكدا على معاناة المستشفى ايضا كما المرضى.

يقول الدكتور زريقات إن المستشفى يحتوي على أكبر وحدة عناية حثيثة في المملكة والتي تضم 80 سريرا، لكنه بحاجة الى وجود أكثر من 300 سرير لحل مشكلة مرضى العناية الحثيثة.

واضاف أن المستشفى يقوم بتحويل كل من يملك تأمين صحي ويحتاج الى عناية حثيثة، الى المستشفيات الخاصة والمستشفيات العسكرية، والبالغ عددها 37 مستشفى، ويبقي على اسرته للمرضى الذين لا يمتلكون تأمينا صحيا ولا يسمح القانون بتحويلهم.

وبين أن قسم الطوارئ يستقبل يوميا بين 10 الى 20 حالة تحتاج للادخال الى العناية الحثيثة، يتم تحويل 50% منها، اما البقية فتبقى بالانتظار الى ان يحين دورها.

وعن أسرة الاطفال في قسم الخداج قال الدكتور زريقات إن 160 طفلا يرقدون الآن على 126 سريرا، مشيرا الى ان بعض الاسرة يوجد بها طفلين اثنين، مؤكدا أن نسبة الاشغال بقسم الخداج لم تنخفض الى 100% منذ توليه إدارة المستشفى.

وأوضح مدير المستشفى أن نسبة الاشغال بشكل عام في البشير هي الأعلى عالميا، مشيرا الى أن طبيب الاختصاص يعاين نحو 120 مريضا يوميا فيما يبلغ المتوسط العالمي بين 15 الى 20 مريضا.

وعن حل المشكلة قال الدكتور زريقات إن التوسعة الجديدة للمستشفى تضم 26 سريرا عناية حثيثة، مؤكدا أنها ستشغل خلال الـ 24 ساعة الاولى من افتتاحها، وتستمر الأزمة، مطالبا بخطة حكومية لحل أزمة العناية الحثيثة.

وأضاف أنه لا بد من بناء مستشفيات جديدة وزيادة عدد كوادرها والاهتمام بالرعاية الصحية الاولية في المراكز الصحية، مشيرا الى ان 80% من المتواجدين في اقسام الطوارئ يمكن تقديم الرعاية لهم في المراكز الصحية قبل الوصول الى المستشفى.







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :