facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجلوات العشائرية .. وقفة تأمل * ماهر ابو طير


ماهر ابو طير
30-11-2010 03:35 AM

في المعلومات ، ان الكرك وحدها تعاني من اثنتي عشرة جلوة عشائرية ، ادت الى تهجير مئات العائلات ، الى مواقع اخرى.

في مدن اخرى في المملكة من شمالها الى جنوبها ، هناك جلوات عشائرية ايضاً ، لاسباب مختلفة ، والجلوة في حالات مثل القتل تؤدي الى تهجير اقارب القاتل واخلاء عشرات البيوت ، ودمار مئات الافراد في كل حادثة ، خوفا من رد فعل اهل القتيل.

وجهاء العشائر اشاروا مراراً الى ان درجة الجلوة يتوجب تغييرها ، وبعضهم قال يتوجب الغاء الجلوة كلياً ، وقد صيغت وثائق اجتماعية في هذا الصدد ، الا انها لم تنفذ وبقيت الجلوة كما هي.

لا احد يقف مع الظالم او مع من يرتكب جريمة قتل او عرض او اي نوع من الجرائم ، غير ان المؤلم في الموضوع هو ان هذه الجرائم تؤدي الى ثمن اكبر بكثير حتى مما يفرضه المنطق ، فلماذا تتحمل عشرات العائلات البريئة وزر شخص اخطأ.

افهم ان يتم ابعاد العائلات القريبة جداً من مرتكب الخطأ ، حتى يهدأ الوضع وحتى يتم تجاوز "فورة الدم" غير ان ما يجري هو العكس تماماً اذ يتم اجلاء عشرات العائلات في كل مرة ، بمن في ذلك اولئك الذين ينتمون لدرجات قربى ابعد مع مرتكب الجريمة.

العشائر العامود الاجتماعي للبلد ، وهي منتجة الكفاءات ، واحد اسباب قوته واستقراره وقد كانوا دوماً سندا لبعضهم وللناس وللبلد ، ولم يكونوا يوماً عنصر تشويش ، وهم اوفياء دوما لكل قيم الخير والمروؤة والكرم والاحسان والصبر.

من هذه الزاوية بالذات آن الاوان لوضع حد لمفهوم الجلوة العشائرية بمفهومها الواسع ، رحمة بالناس في هذه الظروف ، ورحمة بأهلنا في كل مكان ، اذ ان العفو يبقى قيمة اصيلة في نفوسنا ، قبل العقاب ، وقبل اخذ الحق مثنى وثلاث ورباع.

لا يمكن فرض معايير مستوردة على الناس ، او مس تاريخهم ، وعلى هذا فان هيئة اجتماعية عشائرية قضائية قادرة على اعادة صياغة مفهوم الجلوة العشائرية بشكل معقول ومخفف ، او الغاء الجلوة كلياً.

الامر متروك لتقديرات الخبراء والقضاة العشائريين والمدنيين ، ومن يحقنون الدم دوماً بين الناس ، ولا يمكن الا ان يكونوا اهل عدل كما نعرفهم.

يرتكب شخص ما جريمة ، ويوقع خلفه مئات العائلات البريئة في بئر الجلوة والتشرد والجوع ، لاننا نعرف ان الناس بدون الجلوة بالكاد ينفقون على بيوتهم ، فكيف حين تتم جلوتهم وتخرب بيوتهم بسبب شخص اودى بهم الى التهلكة ، في زمن مختلف عن الزمن الذي تأسست فيه قصة الجلوة قديماً.

ملف الجلوات لا بد من حله ، واذ حقن الناس الدم مراراً ، وتمت تسوية قضايا كثيرة ، انهت الجلوات ونتائجها المريرة ، فان هناك عشرات القضايا العالقة لا بد من تسويتها ، والوصول الى صيغة جديدة لادارة المشاكل.

بقدر ما تتأثر لوقوع ظلم على احد ، بسبب من يرتكب خطأ ما ، بقدر ما تتأثر من نتائج فعلته على الابرياء من عائلته ايضا ، لانهم ينامون ابرياء ، ويصبحون شركاء في الجريمة وثمنها ، رغماً عن انفهم.

للاردن واهله رحمة الله وبركاته.

mtair@addustour.com.jo

(الدستور)





  • 1 ضايق الويل 30-11-2010 | 09:32 AM

    يا ريت يا استاذا ضم صوتي لصوتك الشغلة خطيرة على المجتمع و لها ابعاد نفسيه سيئه.

  • 2 كرك1 30-11-2010 | 01:21 PM

    انت رائع

  • 3 ابناء الكفاوين 30-11-2010 | 01:33 PM

    نشكر الكاتب ماهر ابو طير على هذا المقال الرائع وخاصة اننا نتلمس ما كتب فيه ونشعر به وخاصة اننا قد تم اجلاءنا مرتين من بلدتنافي الكرك , والمصيبة في هذه العادات السيئة المرافقة للجلوه وكأن الحلم والاصالة وطيب الاخلاق و كرم النفس والعشيرة قد انتهى من هذه البلدة العزيزة على قلوب ساكنيها من جميع العشائر, فلم يبقى من له سطوة الرأي على الاغلبية لا كبير و لا شخص ماين والحكومة لا تخسر شيء تبقى متفرجة على الاوضاع دون تحريك ساكن فتخضع للامر الواقع ويضيع ابناءنا وابناء غيرنا من ظلم و هوان وقلة الموارد حتى يصل تفكيره الى اسوء الحالات فلا معين ولا سائل.
    ارجو وصول هذا المقال الى جميع ابناء الكرك حتى يفكروا جديا في الحل بالتعاون مع الحكومة ولنصل الى دولة مؤسسات وقانون ورفاهية مجتمعية مقبولة وما في حدا على راسه ريشه فالكل سواسية امام القانون

  • 4 المهندس حـَطـّــام الصّقيـــري الدعَـــــجة 30-11-2010 | 06:52 PM

    للأسف ما زال هذا النوع من العقوبات الجماعية التي ترفضها قيمنا الدنية و الإنسانية مستمرا في وطننا العزيز في ظل صمت غريب من الجهات الرسمية. على الجميع مناقشة هذا الموضوع وباشراف الحكومة صاحبة الولاية لخطورته الاقتصادية و الأمنية و الاجتماعية.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :