facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




والدة طفلة "حاوية القمامة" وأدت ابنتها أم تركتها لقدرها المحتوم؟


08-09-2007 03:00 AM

عمون - حيدر المجالي - مشهد الطفلة ابنة الساعتين التي وجدها عامل النظافة في حاوية القمامة الأربعاء الماضي وهو يهم بوضع محتويات الحاوية داخل مكابس"الضاغطة المخصصة لجمع النفايات" لا شك بانه مؤثر.. ومثير للشفقة والعطف من جميع الناس، لان المخلوقة روح ومهما كان الذنب، فيحرم قتل الروح، حتى وان كان الجنين في رحم أمه بعد بلوغه الأربعين يوماً.. فكيف إذا خرج للحياة باكياً ويشم الهواء، حينها فان قتله جريمة وخطيئة تعاقب عليها شريعة السماء وقوانين الأرض..ألطفله التي وجدت في حاوية القمامة لم تكن ملقاة بطريقة عادية كما يلقى أي شيء في القمامة، وإنما كانت ملفوفة في "بشكير" اخضر اللون، وموضوعة داخل كيس بداخل "كرتونة" وكذلك حبلها السري الذي انفصل عن مشيمة أمها مقطوع بطريقة طبية، بدليل الملقط الطبي الموجود.. هذه الحقائق التي أثبتتها الأجهزة الطبية والأمنية بعد العثور عليها، تشير الى ان ألام لم تكن تقصد قتل طفلتها، بهذه الطريقة المفزعة، ولو أرادت ذلك فعلاً لكانت أجهضتها خلال فترة الحمل، وهذا متاح لها وقد يكون أسهل من عملية الولادة ذاتها.. من هنا يكمن التخمين والتحليل في ان عاطفة الأمومة لا يمكن لها ان تقل من أم الى أخرى فهي غريزة ربانية وجدت مع كل أم منذ عصر الخليقة، وألا كيف تتمكن الأمهات اللواتي يعانين من خلل نفسي أو ما شابه ان يعتنين بأطفالهن لولا ان هناك غريزة قوية تدفعها لذلك.. وعليه فان ثمة أمر جلل دفع بهذه ألام الى فعلتها تلك، ربما لا تريد قتلها، وإنما تريد ان تضعها لقدرها، تحيا أو تموت، وهذا واضح من العناية التي لقيتها الطفلة لحظة الولادة.. وأمر آخر ان ألام وضعت طفلتها بضروف لا توحي بأنها تريد ان تؤذي الطفلة، ولذلك فان البشكير والكرتونة والملقط الطبي قد تكون شواهد على هذا الاستخلاص.. ترى أين هي أم الطفلة الآن؟ لعلها كانت تراقب عملية إنقاذ طفلتها بعد وضعها في الحاوية وهذا ما تريده، ولعلها تتابع ما ستؤول إليه حال الطفلة من خلال أجهزة الأعلام، لعلها تعرف أين هي لتزورها وتظل تحت ناظريها.. أما الاحتمال الثاني ربما تكون ألام أسيرة لثقافة المولود الذكر، أي إنها أرادت ان تتخلص من طفلة جديدة لكي لا تضاف الى مجموع الإناث اللواتي أنجبتهن، لأنها تريد ان يكون المولود ذكراً لا أنثى، وقد تشكل هذه المولودة الجديدة مشكلة لها في بيتها تصل الى طلاقها أو بحث زوجها لمن تلد له الولد"الذكر".

هذه الحكاية المأساوية ليست الأولى في الاردن فقد سبقها العديد من الحوادث المماثلة ولكن باختلاف الضروف، وهذا يقود الى ان ثمة مشكلة تكمن في العلاقات غير الشرعية التي ربما تؤطر بمسميات عديدة للتقليل من حجم المشكلة، "كالزواج العرفي" الذي بدأ ينتشر بصورة ملفتة في الاردن أو زواج " المسيار".. ولعل مشكلة الطفلة "اللقيطة" نتاج مثل هذا النوع من الزواج، غير المكتمل العناصر.

علماء الاجتماع يعتبرون أن هذا التصرف هو نتيجة لخلل وانهيار في البناء ألقيمي للمجتمع، كما يؤكدون انه نتيجة لبعض السلوكيات غير الشرعية والتي ينتج عنها ضحايا أبرياء يواجهون الحياة بقسوة وأشدها نكران الجنين وعدم الاعتراف به والتخلص منه خشية العار أو العقاب الاجتماعي.

أما علماء الشريعة الإسلامية فإنهم يعتبرون هذا العمل المشين قتل للنفس، وهو حرام مستندين في حكمهم الى النص القرآني " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق.." وبالتالي فان عمليات الإجهاض بعد عمر محدد في الأرحام، حرام شرعاً، فكيف بقتل الأطفال الذين خلقهم الله وأوجدهم على ارض البسيطة، ولذلك فان الله سبحانه وتعالى نهى عن قتل الأطفال خشية الفقر والجوع لأنه وحده سبحانه باسط الرزق وهو الذي يوجد لهم رزقهم.

رغم ان الحادثة مؤسفة الا أنها ربما تكون درساً وعبرة لمن يعتبر، خصوصاً وان كثير من الفتيات يقعن ضحيا للشباب الذين يدفعنهن الى الوقوع في المحضور، وبالتالي لا تجد هذه الفتاة أو تلك الا ان تنكر جنينها الذي حملت فيه، حماية لنفسها، ولأسرتها ومجتمعها، متناسية اقتراف الفعل الحرام.

الطفلة البريئة التي ولدت ورميت في القمامة، ثم التقطت، ستكون فصول مظلمة في مسيرة حياتها، قد لا تعلمها الآن، وإنما سيأتي اليوم الذي تعرف فيه الحكاية، وهنا تكمن المشكلة، كما أنها وهي في ايدى الحكومة لا تعرف الى إي مصير ستؤول ان كتبت لها الحياة.. فأي مستقبل ينتظرك أيتها اللقيطة، وأمك حية ترزق، انكرتك لتموتي أو تعذبي أنت، ولتحيا هي في أمان وطمأنينة..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :