facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سؤال الشعبية في تحمل المسؤولية!


08-12-2011 02:23 AM

كلما تشكلت حكومة من حكوماتنا العتيدة كان أحد التصريحات الأولى التي " يمعطها " رئيسها للصحافة هي أن " حكومتي لن تبحث عن الشعبية على حساب المصداقية " أو مثلا (( الحكومة لن ترضى باكتساب شعبية على حساب مصلحة الوطن )) أو مثلا (( لن نعمل من أجل الشعبية الزائفة )) و تتعامل الحكومات مع الشعبية باعتبارها تهمة!

هل فعلا الشعبية تهمة ، و تؤدي الى الاضرار بمصلحة الوطن العليا ؟ و هل تحصيل الشعبية في أوساط الشعب الاردني تنحصر بزيادة الدعم الجكومي و بالمحافظة على سعر اسطوانة الغاز و الكهرباء و زيادة الرواتب ، هل وصلنا الى مرحلة تتخيل الحكومة فيها الشعب على أنه مجموعة من المرتشين ؟ و هل الهم الاقتصادي هو الأول على أجندة الاردنيين أم أنه الهم الوحيد ؟

أسئلة تتردد فعلا في بالي كلما سمعت هذا التصريح من رؤساء الحكومات المتعاقبين ، مع زيادة في متن التصريح أصبحنا نلاحظها أكثر في الأعوام الثلاثة الاخيرة و هي أن المنصب الحكومي ليس مغنما! و كأن الأصل فيه أن يكون مغنما و لم يعد كذلك! و كلما دارت الاسئلة في بالي تذكرت أبو شاكر و هزاع ووصفي رحمهم الله و آخرون كثر!

هل بحث أبو شاكر عن الشعبية أم أنه اكتسبها ؟ و هل اكتسبها لأنه جامل الشعب على مصلحة الوطن أم لأنه كان يعمل بصدق للوطن ؟ لماذا احترمه حتى خصومه السياسيين و قدره الناس العاديين ؟ هل تعامل أبو شاكر مع المسؤولية بالتصريحات أم بالقرارات ؟ ووصفي و هزاع ، هل حصلوا على شعبيتهم لأنهم وزعوا العطايا مثل روبن هود على الناس أم لأنهم عرفوا أن كرامة المواطن لا تداس ؟ و لماذا احترمهم الناس و خلدوهم في الذاكرة كأكثر رئيسين وطنيين في التاريخ الاردني الحديث مع أن مواقفهم السياسية إبان حلف بغداد و المقاومة و العمل الفدائي لم تكن لتروق لأغلبية الاردنيين و مع ذلك اكتسبوا الشعبية ؟!

الشعبية في تحمل المسؤولية لا تتأتى على حساب الوطن ، بل من خلال احترام المواطن ، احترام عقله و مستوى تفكيره ، احترام فقره و ضعفه ، احترام صبره و احترام تعبه ، احترام ضميره الذي ينام مرتاحا عندما يتأكد أن البلد في أيد أمينة و أن المسيرة على السكة السليمة ... من خلال إشعاره أن المسؤول يفهمه و يتفهمه حتى لو لم يستطع أن يترجم هذا الفهم إلى فعل!

ما دفعني للحديث عن الموضوع ، هو صورة نشرها سفيرنا في أندونيسيا معالي محمد داوودية على حسابه الشخصي على موقع الفيسبوك ليلة أمس ،و هي صورة جماعية أعتقد أنها لأعضاء السلك الدبلوماسي العربي في جاكرتا ، و شرح معاليه عليها ما يلي : (( حفل وداع الصديق الغالي عبد الرحمن الخياط سفير المملكة العربية السعودية لدى اندونيسيا في منزل الاردنيين.)) . استفزتني عبارة منزل الأردنيين للكتابة ، فكم عدد سفرائنا الذين يعتبرون منزلهم منزلا للأردنيين ؟؟

كم وزير للرياضة هتفت له جماهير الملاعب الكروية باسمه غير محمد داوودية ؟ هل كان داوودية يقبض الثلاثين ألف متفرج حتى يهتفوا له أم أنه فقط كان يفهم ماذا تريد الجماهير من وزير الرياضة ، كنت لا أزال فتى يافعا لكنني لا زلت أحتفظ في ذاكرتي بصورته و هو يرتدي قبعة رياضية و يخلغ جاكيته عن كتفيه و يشمر قميصه و يترك منصة ستاد عمان و يلتحم بالجمهور يشجع و يهتف بحماس بينهم للفريق الأردني ! بعدها فقط أصبحت الجماهير تحييه " داوودية داوودية داوودية " و استمروا في هذا الهتاف حتى بعد أن ترك منصبه!

كم وزير للتنمية السياسية أخذته الأحزاب على محمل الجد بعد داوودية ؟ هل كان مختلفا عنهم في شيئ عدا أنه كان يخاطب عقلهم و لا يحاول أن " يتخوث " عليهم ؟ و كم سفير مثله يشهد له مراجعوه أنه كان يلاقيهم و كأنهم عند أهلهم و أنه كان يفزع لهم " عالدعسة " حين يمرون بمشكلة ما في اليونان أو المغرب أو أندونيسيا ؟

حين وصف الراحل العظيم الحسين رحمه الله محمد داوودية بالنشمي ، لم تكن هذه فراسة الحسين فيه فحسب ، بل لأن محمد داوودية يعرف كيف يكون نشميا ، و عليه استحق اللقب من الأب الكبير و استحق الاحترام من الشعب على فهمه لهم و معرفته لطرق مخاطبتهم و لتعريف دور المسؤولية الوطنية في كل المواقع التي تولاها ، و لأنه اكتسب الشعبية دون أن ينكر أنه فخور بها و بنجاحه في الحصول عليها!

لا أحب أن أكتب عن الأشخاص و هم في مواقع المسؤولية ، لكن معالي أبو عمر استفزني حين أثلج صدري بعبارته " منزل الأردنيين " التي استعملها بعفوية لأنه يؤمن بها و لأنه يعرف أن الدولة حين ابتعثته سفيرا فلأنها أرادته سفيرا للدولة الأردنية ... ملكا و حكومة و شعبا ... و لأنه يعرف أن هذا الشعب الطيب يقدر من يحترمه و ينسى من ذاكرته من يتعالى عليه!





  • 1 سالم الفايز 09-12-2011 | 01:17 AM

    مقال رائع ... محمد الداودية يستحق

  • 2 ربداوي 09-12-2011 | 01:35 AM

    والله والنعم من معالي محمد الدواوديه نحن بحاجه لمعالي محمد الداوديه

  • 3 أم عمر 09-12-2011 | 05:11 PM

    كل الاحترام والتقدير والشكر يا علي

  • 4 مجدالاردن 09-12-2011 | 10:24 PM

    دولة الخصاونه افضل وزير خارجيه في الوق الحالي ولن اطلب جمل على النصيحه

  • 5 كمال الرواشده 10-01-2012 | 05:02 PM

    قسما بالله صارلي أكم يوم بغني داوديه داوديه داوديه ........أنا بتذكره لما كنا نغنيها بالمدرجات مع إني رحت أكم مره بس ........ وكلمه بيت الأردنيين أجمل كلمه من أعضم الرجال


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :