facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زعماء في المصعد .. !


د. هاني البدري
12-12-2011 03:56 PM

إسترعت إهتمامي بشدة هذا الأسبوع ,صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو محتجز في أحد المصاعد المعطلة في فندق بمدينة إيلات, حقيقة الأمر أن الخبر الذي أذاعه الأسرائيليون عن أن مصعداً في فندق الأميرة بإيلات قد علق وفي داخله رئيس الوزراء ,أثار في داخلي عدة صور متخيلة , أهمها ما فعله نتنياهو خلال الدقائق السبعة التي كانت عمر إحتجازه في المصعد قبيل دخوله لإلقاء كلمة هامة في مؤتمر للمحاميين الإسرائيليين.

لم تتوقف حياة نتنياهو لمدة سبع دقائق, فقد أضاع عليها الفرصة وراح يراجع كلمته ويضع عليها رتوش اللحظات الأخيرة ,قبل أن يواجه جمعاً من المحاميين والنواب, بعد أن أشاع تأخره المفاجىء لغطاً وتوتراً , بعد أن دعا عريفُ الحفل رئيس الوزراء ليلقي خطابه , فلم يظهر نتنياهو حتى أنتهت أزمة الإحتجاز القسري في الطابق العشرين من الفندق الفخم, لرئيس وزراء أكثر دول العالم شهرةً وخبرةً في إحتجاز البشر قسرياً في سجون ومعتقلات أقل شاناً بكثير من ذلك المصعد الغاضب على رئيس وحكومة وسياسة.

تصورت (بيبي)نتنياهو وهو داخل الصندوق يحافظ على أعلى مستويات هدوئه وثقته "حسب حراسه" وكيف أنتقل في لحظة..لمراجعة خطابه دون النظر الى زمناً قد توقف, وتذكرت رافائيل باتاي ذلك الفيلسوف والكاتب اليهودي الذي كتب مؤلفه الشهير"العقل العربي" ومؤلفاته في العقلية الإسرائيلية..

تذكرت أن الزمن عند نتنياهو وغيره من حكام إسرائيل لايتوقف حتى في تلك الدقائق التي يتدخل بها القدر في مصعد أو"كارادور".. ولعلنا مازلنا نذكر تلك الجولات المتعددة التي قضاها الإسرائيليون في مفاوضات مع الفلسطينيين داخل ممرات الخارجية الأمريكية مع بداية عملية السلام فيما سمي بعد ذلك بمفاوضات "الكارادورات"..

وتصورت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم تنغز تلك الدقائق السبعة والصعبة بين السماء والأرض في بقايا ضميره , ما يحرك خياله تجاه عمر كامل من إحتجاز أجيال متوالية من الشباب داخل أقبية و(زنازين)..

وأن الوقت بالنسبة له ولهم ..أكبر بكثير من أن يتوقف,وأكاد أجزم وسط تصوراتي المتتالية تلك, أن نتنياهو لن يتذكر أبداً سامي يونس الذي قضى ثلاثين عاماً في سجن لهم أو نافذ حرز الذي خرج بعد ربع قرن ليجد جيشاً من الأحفاد بإنتظاره.

قلت في نفسي ماذا لو علق زعيم عربي في أحد المصاعد, ماذا سيتغير على الدنيا وكيف ستتعامل جيوش نظامه لمعاقبة اللحظة , وكل لحظة قضاها سيادته داخل الصندوق, وأي أوراق تلك التي سيتناولها لوضع رتوش أخيرة عليها في تلك اللحظة..

ماذا لو علق كل الزعماء العرب معاً في أحد المصاعد الفارهة لفندقٍ فاخر خلال إحدى القمم العربية , وأي حال سنكون عليه اليوم, لو أن عهداً بائداً وجائراً علق في مصعد ولم يخرج أبداً؟!

مازالت أوطانٌ عالقة دون مُجير, وشعوبٌ محتجزة في مصاعد الإستبداد والإستكبار والعِند لا تقوى حتى على لملمة أنفاسها ومراجعة دروسها في حب الوطن والولاء..!! تذكرت وأنا أرى نتنياهو ذلك السياسي الإسرائيلي الصلف, فيلماً سينمائياً من فنتازيا المبدع رضوان الكاشف بإسم "حب في الثلاجة"..وتأكدت أن أوطاننا قد دخلت أيضاً الى الثلاجة..

تلك الأوطان التي أعتَقَدَت أنها تخلصت من الطغاة بثورات دفعت أثمانها الباهظة زمناً وأعماراً وشهداء..دخلت الى الثلاجة وتجمدت أحلام من صنعوا ثوراتها, وأخرى تنزف وطناً وتئن , والسيد الرئيس إما عالقٌ بين أوهام إجاباته المُستظرفة على باربرا والترز أو بين إتهاماته بالجملة لكل من أخرج نفساً لا يرقى لأحلام سيادته..

لهذا تذكرت رافائيل باتاي في إستعراضه الشيق للعقلية العربية التي لاتؤمن لا بقيمة زمن ولابقيمة آخر, وأدركت أن تجربة المصاعد العالقة مُهمة لكل زعماء الدنيا فهي فرصةٌ ذهبية لمراجعة النفس ووضع الرتوش أيضاً..!!

ماذا لو علق مستشاروا الزعيم..وبطانته في مصعد لا أمل في إصلاحه..كيف سيكون الأمر بالنسبة لنا وبالنسبة له أيضاً, وقتها سيكون البساط الأحمدي أرحب وأدفأ لإن نُعبر عن حبنا دونهم وعن ولائنا للوطن أولاً ولإن نسمع صوته دون مؤثرات مفتعلة وضعها المستشارون والبطانه التي هي الأكثر حاجة للعون والمشورة..!!

كلنا عالقون في مصاعد الإنتظار والترقب, وأوطاننا أيضاً وأيامنا وإنجازنا وحبنا, بسبب خرابٍ, أريد له أن يُشاع ويَستشري..

الغريب أن صاحب القصة , أي نتنياهو أصبح خبيراً في المصاعد المُعطلة, فالحكاية لم تكن الأولى في حياته فقد علق مرة وزوجته في مصعد فندق بلازا الفخم بنيويورك وبعدها أُحتجز في مصعد وزارة الصناعة والتجارة الإسرائيلية..بعد الحادثتين, أُعلن عن قرارات هامة وخطيرة أتخذها الرئيس.





  • 1 فني مصاعد سياسية 12-12-2011 | 07:20 PM

    اذا كنت معجب بهم روح عندهم وتعلم منهم او فرجيتا ابداعاتك مثلهم

  • 2 الدور الاول 12-12-2011 | 07:23 PM

    لو تقف بك المصعد .......

  • 3 د منصور علي القضاة- الرياض 12-12-2011 | 09:05 PM

    اشكرك اخي الاعلامي هاني البدري على هذا الطرح الجميل وهذا هو الانتماء الحقيقي ان نحمل هموم الامة لا هموم انفسنا فقط
    ولو ان كل مسئول فكر بما يهم الشعب لا ما يهم جيبه وتوريث ابنه وعلو مناصب اهله ونظر الى الجوعى من ابناء وطنه وأمته والى حال الشباب وكيف يرتقي بهم مستغلا طاقاتهم والى حال الارض التي نهبت على مرأى الامم المتحدة والى ثرواتنا التي تبدد والى حجم التجارة البينية كيف يكون عنصرا فاعلا في هذا كله لصلح الحال وزال الهم وسعد الناس

  • 4 مجدالاردن 13-12-2011 | 09:04 PM

    اسال .......


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :