facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكل أردني


هاني العزيزي
21-09-2007 03:00 AM

يلاحظ عند تَحُدث أو كتابة أحدهم عن منطقة ما من أرض الوطن ،بخير أو بسوء ، أن أصواتا مدوية تتعالى تعلم الجميع أن هذه المنطقة هي مهد البطولة والفداء ، وموئل العز والفخار ، ولم تنجب إلا الأشاوس الأبطال ، وإن تولى أحدهم منصبا رفيعا ما ، كان أهلا له أو لم يكن ، ترتفع أصوات المرحبين والمهنئين له ، فقد أخذ القوس باريها ، وليعلم القاصي والداني أن من تولى هذا المنصب يستحقه ، وأنه ناله عن جدارة واستحقاق ، وإن انتقد أحدهم شخصا بعينه لسوء إدارته أو لسوء تقديره ، تفتح عليه أبواب الجحيم ، فقد خرج الناقد عن الملة ، وأصبح تاركا للجماعة ، وكارها للوطن المعطاء فقد أنتقد موظفا حكوميا ، وإن رحل أحدهم عن الدنيا الفانية فهو رجل الاقتصاد والمخطط البارع ، وإن كان في مركز قيادي فهو بطل مغوار أذاق العدو الويلات ، والبسه ثوب العار ، وإن كان رجلا بلغ من العمر عتيا ، فقد رحل عن عمر قضاه في أعمال البر والتقوى ، وإن تحدث أحدهم عن ناد رياضي وضعه بمستوى أعرق وأقوى أندية العالم بغض النظر عن المستوى الحقيقي لهذا النادي . . وغير ذلك كثير ، وهو غيض من فيض .وعودا على بدء ، لماذا يقصر المتحدث أو الكاتب الصفة الحميدة على منطقة بعينها ، فإن كان الحديث عن البادية يقال : موطن النخوة والعزة ، هل يعني أن المدن والريف غير ذلك ؟ وإن كان الحديث عن الريف يقال : موطن الشهامة والكرم ، هل يعني أن المدن والبادية غير ذلك ؟ وإن كان الحديث عن المدن يقال : موطن العلم والعمل ، هل يعني أن البادية والريف غير ذلك ؟ طبعا لا ، لأن كل إنسان بعمله وإخلاصه ولا علاقة لمنبته البدوي أو المدني أو الريفي بفعاله ، ولأن شاغل الوظيفة العامة أو العمل الخاص هو وليد وطن بكل ما في هذا الوطن ظروف ومكونات وثقافة .

إنّ تولي أحدهم منصبا عاما لا يعطيه صفة العصمة والقداسة ، فقراراته تؤثر سلبا وإيجابا على المؤسسة وعلى العاملين فيها ، وعلى المواطن والوطن في نهاية الأمر ، ومن تولى أمر مؤسسة ما فقد أصبح مسؤولا عن ما تقترفه يداه ، وما يوقعه قلمه من قرارات . والعصمة لا تكون إلا للأنبياء عليهم أطيب الصلوات والتسليم .
من بنى هو ابن بار بالوطن ، ومن هدم هو ابن عاق للوطن ، الشمال أردني والجنوب أردني ، والوسط أردني ، البادية أردنية ، والريف أردني ، والمدن أردنية ، من انتصر أردني ، ومن انهزم أردني ، من اخلص أردني ، ومن زرع أردني ، ومن حصد أردني ، من سرق أردني ، من رفع الأسعار أردني ، ومن أدى الأمانة أردني . ومن عمل بصمت وإخلاص أردني ، ومن لم يفعل شيئا سوى التغني بالوطن هو أردني ، المتزن أردني ، والمهرج أردني ، من يدفع الضرائب بأمانة وانتظام أردني ، ومن يستهلك الماء والكهرباء مجانا دون وجه حق أردني ، ومن تعدّى على ممتلكات الدولة أردني ، ومن طبلنا له وزمرنا أردني ، ومن أشبعناه ذما وقدحا أردني أيضا .

الكل أردني ، ولا فضل لأردني على أردني إلا بالعمل الحقيقي ، والحفاظ على ثروات الوطن وحقوق مواطنيه ، لنعمل ونعمل لتحجيم الفقر ، وتوفير فرص العمل لكل قادر ، وليكن المقعد الجامعي لكل من يملك الكفاءة العلمية ، ولتجرى مسابقات لنيل المناصب الحكومية ، ليكن الخير للجميع ، والتعب على الجميع ، ولتشد الأحزمة على جميع البطون دون استثناء ، وبعدها لينظم الشعراء قصائدهم ، ويلقي الخطباء خطبهم العصماء . فالكل أردني ولم يأت أحد من مجرة أخرى أو حتى من كوكب آخر .
haniazizi@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :