من الوقاحة بمكان ان نجد فاكهة " الكاكا " , التي " تفيض " في الاسواق الاردنية , وقد دمغت ب " صنع في اسرائيل " , وربما يوجد غيرها من انواع الفاكهة " اسرائيلية المصدر " من يدري..
ولكن وجود هذه الدمغة يشكل استفزازا للمواطنين الشرفاء , ولكل من يدرك ان علاقتنا باسرائيل هي علاقة الحديد بالنار , وهي لن ولا يمكن ان تكون الا عدوا , فكيف تريدوننا ان نهضم اكلهم بعد ان عاثت ايديهم الملطخة بالدماء فسادا واغتصابا ومصادرة لكل الحقوق .. , على كل الاحوال " الكاكا , واسرائيل " سيان ..
اكاد اجزم ان تلك السلعة الغذائية هي من الرفاهية بمكان لدرجة انها قد تختصر على من اثقلت " القروش " جيوبهم , سواء من رزق حلال , او كنتاج طبيعي لصفقات الحيتان والقروش " .. اي ان الذي يفكر في شرائها هو بالضرورة مترف .. , وقد لا يتوقف كثيرا عند مصدر صناعتها , او ان الامر كله لا يعنيه , ما يدفع الى التساؤل : هل ثمة علاقة بين الرفاهية وعدم التوقف عند ماهية الاشياء او مصادرها او كينونتها حتى لو كانت من اسرائيل , هل الاستفزاز من " دمغة : صنع في اسرائيل " يطال الفقير فقط , فلم نر مثلا هذه الدمغة على " البصل او الفجل او .. لا ادري " , هل نحن بحاجة ماسة الى " الكاكا " , الا يكفينا " الكاكا " الموجودة في كل مكان , الا نستطيع الاستغناء عن الاسرائيلية منها , الى درجة اننا اصبحنا نفاخر بها في الاسواق .
اشعر بالفخر حين اجد الخضار والفاكهة وقد دمغت ب" صنع في الاردن , او حتى في لبنان او سورية .. او السودان .. الخ " , ولكن اي منتج من اسرائيل بالذات مرفوض ومثير للاشمئزاز وغير مقبول شعبيا ووجدانيا ونفسيا ووطنيا , وفي هذا الوقت العصيب بالذات بات في حكم المستفز اكثر واكثر , فما الحكمة من خيار صانع القرار بالسماح لوجود منتجات اسرائيلية داخل الاسواق .. اريد حكمة واحدة فقط وعقبها ارتاح !! ,...
لا نقبل تحت اي ظرف اي تبرير يتحدث عن صعوبة وصول البضائع والاغذية من سوريا مثلا بسبب الاوضاع فيها , ننتظر دهرا ولا نستبدل المنتجات من دول عربية شقيقة باي منتجات من اسرائيل حتى لو كانت " بالمجان " , على ان امانينا تتصاعد بانتهاء ما يحدث في سوريا الابية لما فيه خير شعبها وناسها .
متى تدرك السلطات والجهات المسؤولة اننا لا يمكن ان نكون على علاقة من اي نوع مع ذلك العدو , وخاصة في هذا الوقت الذي يقنعنا يوما بعد اخر ان الشعوب التي استطاعت بتوحيد حناجرها التخلص من الطغاة قادرة على تحقيق كل تطلعاتها, والطغاة كلمة بالمناسبة لا تخص الزعماء اكثر مما تخص الغاصب الاسرائيلي .
والمحزن تصريح وزير الزراعة مؤخرا والذي جاء فيه " لا يمكن وقف الاستيراد من اسرائيل او اي دولة اخرى لان ذلك سيرتب علينا التزامات كون الاردن جزءا من منظمة التجارة العالمية ويحرص على عدم خرق اتفاقياته معه" والسؤال : هل منظمة التجارة ستغضب اذا لم تدمغ الفاكهه باسم اسرائيل , الا يمكن احترام مشاعر الناس , بعدم وضع الدمغة اصلا اذا افترضنا جدلا ان موضوع وقف الاستيراد خارج حدود الممكن
وفي الوقت الذي نساعد فيه اسرائيل دون ان ندري على تحريرها من عزلتها عبر تسهيل انسياب بضائعها في الاردن ,وجعله ساحة خصبة لاستقبال غثها وسمينها يعلن رئيس وزراء " الجار الجائر " بنيامين نتنياهو انه و فور الانتهاء من أعمال بناء الجدار الحدودي الفاصل بين الحدود المصرية والإسرائيلية، سيتم الشروع فى بناء جدار حدودي جديد على الحدود الإسرائيلية الأردنية بحجة قطع الطريق بشكل تام على المتسللين الأفارقة، الذين قد يجدوا ضالتهم فى الحدود الأردنية، بعد أن تم إغلاق الحدود الجنوبية مع مصر بشكل محكم ..
اذن لاحظوا سياسات اسرائيل التي تنم عن حالة من الذعر المفتعل " من افارقة "!! في مفارقة تكشف هول تفكيرها العنصري حرصا منها على تعميق منطق " القلعة " , فيما نحن في الاردن نفتح لها اسواقنا في وقت تعمد فيه الى تحصين نفسها من خطر مفترض قادم عبر الحدود الاردنية - الاسرائيلية ...
نتمنى ان لا يتعدى التعاون مسألة الخضار والفاكهة الى الاعتماد على الاسمنت الاردني لبناء ذلك الجدار العنصري الجديد بمكانه الجغرافي , القديم بعقلية اسرائيل المذعورة .. . .. ..
لمن لا يهمه الامر ... " نظفوا اسواق الخضار والفاكهه من دنس حروفهم وبضاعتهم " .. نكتفي ب " قلاية البندورة " .. والبندورة بفضل الله وسواعد النشامى من مزارعي الاردن " مغرقة الاسواق " .. " ..