facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكاية أوباما والخبز في الأردن


لميس اندوني
26-01-2012 03:16 AM

أكثر ما لفت نظري خلال زيارة الملك إلى واشنطن هو وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الخبز لن ينقطع في الأردن.

للدقة فإن ما قاله أوباما هو ما يلي: أمريكا ستستمر بتقديم المساعدات في " مجالات مثل الأمن الغذائي.....للتأكد أن هناك خبزا في الأردن".

تصريح أوباما في غاية الأهمية, خاصة في زمن الثورات العربية, لأنه يعني أن واشنطن لا تزال تعتقد بأهمية دور النظام السياسي الأردني في المنطقة, ولكن التصريح أيضاً عني أن أوباما يفهم تماماً أن الأزمة في الأردن هي, في جوهرها اقتصادية, وأن واشنطن لن تترك الوضع يتدهور إلى حد التفجير.

طبيعي أن مثل هذه التصريحات ملغومة ولا تخلو من الابتزاز, فالدعم, بالطبع, كالعادة مشروط بشروط سياسية, تنقلها الإدارة الأمريكية صراحة, أو ضمناً, من خلال الضغوط التي تمارسها, هي والكونغرس, للدفع باتجاه سياسات محددة, وكلمة أوباما, المدروسة جيداً, أشارت وبأسلوب ناعم, إلى "التوقعات" الأمريكية, من الأردن, التي هي باختصار استمرار "عملية الإصلاح" ودور الأردن في توفير غطاء عربي "لعملية السلام", وموقفه من الأزمة السورية.

الفهم الأمريكي قد يتقاطع ظاهرياً مع الطموحات الشعبية, ويتعارض جوهرياً مع هذه الطموحات: أقول يتقاطع ظاهرياً, لأنه في عصر الثورات العربية, أصبحت واشنطن مهتمة بأن تتعامل, مع أنظمة لها الحد الأدنى من الشرعية الشعبية, لضمان استقرار مصالحها في المنطقة.

هذا التقاطع, السطحي في مضمونه, ينتهي عند حدود تأثير الشرعية الشعبية على العلاقة مع إسرائيل, خاصة معاهدة السلام, كما يدل على ذلك التدخل الأمريكي على خط الثورة في مصر, وينتهي أيضا عندما تتعلق الأمور بالسياسات الاقتصادية, كما رأينا في مصر وتونس, من تدخل سريع لواشنطن وللهيئات المالية الدولية, بعد الثورات هناك, للحفاظ على التبعية الاقتصادية, وعدم المس بالمصالح الغربية, وذلك على حساب التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.

اوباما أطرى على استضافة عمان, للمحادثات الفلسطينية الإسرائيلية "الاستكشافية الطابع" في عمان, ولكنه, بالطبع, أوضح تماماً أنه يتوقع أن يستمر القيام بدور رئيسي في إبقاء الطرفين على طاولة المفاوضات بدون حتى أن يعد, ولو رياءً, بممارسة أي ضغط على إسرائيل, وهو بالطبع لا يريد ولا يستطيع, خاصة أن الحملة الانتخابية على الأبواب.

النقطة الأخيرة هي أن اوباما يتوقع من الأردن مجاراة السياسة الأمريكية تجاه الوضع في سورية, ونوه بأن الملك كان أول زعيم عربي, والكلام لاوباما, دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي, في إشارة إلى مقابلة الملك مع ال¯ ب.ب.س التي كانت قد صدرت توضيحات رسمية أردنية حولها وفي حينها.

المهم هنا ليس في فهم, أو إساءة فهم, اوباما لتصريحات الملك بل بالضغط الواضح على الأردن على تأييد, بشكل سياسي وعملي, الموقف الأمريكي وأي خطة لواشنطن في سورية.

سياسيا, لا شك أن الموقف الأمريكي من الأردن هام جدا, ولكن من الخطأ القبول به كالضامن لاستمرار الاستقرار وتأمين بقاء النظام.

"التوقعات الأمريكية" للدور الأردني في الملفين الهامين, السوري وما يسمى "عملية السلام", تقع تحت عنوان التوريط السياسي الذي يمس استقرار البلد ولن ينفع في حينها أي تعهدات أمريكية, بدعم مالي أو سياسي, فبغض النظر عن رأينا في الوضع في سورية أو بنظام الحكم فيها, فليس للأجندة الأمريكية أي علاقة بإقامة نظام ديمقراطي في سورية, وليس للأردن مصلحة في الإلتزام بها.

أما عن "عملية السلام" فكيف للأردن أن يضمن استمرارها, أو نجاحها? إلا إذا كانت واشنطن تتوقع أن يقوم الأردن بالضغط على الجانب الفلسطيني بقبول الشروط الإسرائيلية, التي في محصلتها تشكل تهديداً ليس فقط للنظام بل لمستقبل الأردن.

في النهاية لا يمكن أن يستكين أبناء الأردن, سواء في خريبة السوق, أو الشوبك أو مخيم حطين, بأن اوباما لن يحاول قطع الخبز عنهم, هذا إن استطاع تأمين وفرته.

وإن علمتنا الثورات العربية شيئا هو أن أمريكا سريعة التخلي عن من توصفهم بأصدقائها, وأخيراً, التغيير مصلحة وأجندة داخلية, لن يعمل تدخل واشنطن إلا على تخريبها.

()





  • 1 جاقوار 26-01-2012 | 08:25 AM

    تسلمين على هذا التحليل المنطقي ولكن حكومتنا هل تعي ما يخفيه اوباما ام انهم رابطون مصيرهم بقدر امريكا والتخلي عن ارادة الشعب واوكد وانا الانسان البسيط بان الدولة....

  • 2 وحيد العلي 26-01-2012 | 06:05 PM

    كلام موزون

  • 3 وحيد العلي 26-01-2012 | 06:05 PM

    كلام موزون


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :