facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأمن شرعاً وعرفاً


ابراهيم سلامه
01-02-2012 01:45 AM

الأمن تلك المفردة التي ذكرها الله في كتابه الكريم وحض عليها وجعلها في الأولويات والضروريات لأي جماعة أو مجتمع . ولعل أول تضّرعات نبي الله إبراهيم الخليل (عليه السلام). لربه جل جلاله . أن يبسط الأمن في أرجاء بيته المحرم الذي جعل أفئدة الناس تهوي إليه فقال في كتابه الكريم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)(البقرة:26). وكانت الأستجابة سريعة في قوله تعالى (وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) (آل عمران:97). ولعل أهم ما يميز البيت الحرام هو أستتباب الأمن الذي فيه تعزيز لحالة الأستقرار(وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) (البقرة:125). أما حياة الشعوب والأقوام التي ذكرها الله في كتابه الكريم والتي أرسل إليها رسله عليه السلام مبشرين ومنذرين فلا يتسع المقال لذكرها وسأكتفي بقوله تعالى .
(وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَــــا فِيها قُرىً ظَـــاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَــــا لَيَالِيَ وَأَيَّامــاً آمِنِينَ)(سبأ:18) . ولعل علو مكانة قريش ورفعة قدرها بين القبائل العربية التي كانت تييمم وجهها إلى مكة في وقت الحج أو للتجارة هي لأنها حافظت على أمن هذا البلد الحرام . الذي قال فيه ربنا (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)(العنكبوت:67). بل أقسم ربنا عزوجل بالبلد الأمين مكة (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِين. وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِين)(التين:1-3). ولعل وعد الله سبحانه وتعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم). بفتح مكة حمل البشرى بفتحها وهم آمنين (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ)(الفتح:27).إذا هي النعمة التي لايمكن العيش وعمارة الأرض من دونها وهي نعمة الأمن . سأخذ العراق نموذجاً لفقدان الأمن من خلال الفوضى الخلاقة كما عرفت بعد أحتلاله في 9 نيسان 2003 . وبها أصبح العراق الواحد الموحد وجمجمة العرب ورأس الرمح للأمة العربية . مقسماً متفرقاً عرقياً وطائفياً (وكل حزب بما لديهم فرحون). وبدء الكل يبحث له عن ملجأ أو مغارة . وأصبح أي عراقي مهما كانت صفته أو عنوانه متهم حتى يثبت براءته . ومعها أخذت الأجندات الخارجية تأخذ مأخذها وما علم العراقيون أن النصرة لاتأتي من خلف الحدود بل النصرة بوحدة الشعب وتكاتف أبناءه . وعلى وقع أصوات الدبابات الأمريكية المنسحبة والذي لم تكتمل ملامح هذا الأنسحاب إلى الآن . أنشغل السياسيون وأجهزت الأعلام بتوصيف وتصنيف هذا الأنسحاب . ومحاولة طي هذه الصفحة العصيبة من تأريخ العراق . وكأن الدماء لم تراق والارواح لم تزهق وكأن المليون ونصف المليون عراقي لم يقتلوا في ظل الفوضى والقتل على الهوية وحرق المساجد والكنائس وتهجير الملايين من العراقيين وبعددهم أرامل وأيتام ومعوقين ومغيبين وأوضاعاً صعبة أقتصادياً وأجتماعياً وأزدياد الجريمة المنظمة وعصابات الخطف والمخدرات والسمسرة والمتاجرة بالأعضاء البشرية والبطالة وقتل العلماء والكفاءات العلمية والطبية والنخب المجتمعية بثمن بخس دراهم معدودات . كل ذلك بسبب فقدان الدولة لهيبتها وتعدد الولاءات وأختلاف التوجهات وغياب الحالة الجمعية للمجتمع العراقي وتقديم الهويات الفرعية على الهوية الوطنية . وللمرء هنا أن يحكم عقله وليس عاطفته ويجيب على السؤال الذي يطرح نفسه (هل يمكن أن تبنى الأوطان أو يقوم الأعوجاج في ظل الفوضى والأحتراب الداخلي؟). نحن جميعاً مع الأصلاح السياسي وحرية الفرد ورفاهية المجتمع . لكن ليس على حساب هيبة الدولة وأمنها الداخلي وأدخالها (لاسامح الله) . في أتون حرب أهلية لاتبقي ولاتذر . والأطماع الخارجية تحف بنا وبأوطاننا عن ذات اليمين وذات الشمال . ومن هنا وجدت من الواجب الشرعي والقومي أن أنبه أهلي وأحبتي في الأردن الشقيق لقراءة الدرس العراقي جيداً والوقوف عند جزئية (الفراغ الأمني) . وأسقاطه على مايجري اليوم من حراك شعبي ومطالب بالأصلاح والذي تقوده قوى المعارضة وعلى رأسها الجماعة الأسلامية ولاأحد يشكك في نوايا هذه القوى . لأنها مطالب مشروعة وأعتقد أن محلها منافذ الحوار العديدة مع الحكومة وأعطاء الحكومة الفرصة الكافية لأختبار مشروعها الأصلاحي . لأن الأصلاح يحتاج الوقت لبلورة نتائجه . وهو آت لامحالة ولكن الوطن (لاقدرالله)إذا ذهب فهنا الطامة وعلى قول الشاعر ( وهل أخاف على شيءٍ سأفقده وهل سوى الأوطان مفتقد ) . فأمن الأردن هذا البلد الذي يوصف بأنه واحة للأمن وسط محيط متوتر . واجب الجميع والحفاظ عليه وعلى مكتسباته وأنجازاته وأجب شرعي قبل أن يكون واجب وطني . ولأن الأمن صناعة فلا يمكن أن تتكامل إلا من خلال تكاتف أبناء الشعب مع أبناء قواته الأمنية والمسلحة مع تعزيز الثقة فيما بينهما . وهنا أسرد هذه المقولة التي دائماً مانسمعها ( إذا لم يكن كل مواطن شرطي فكل مواطن يحتاج إلى شرطي ). وليجلس الجميع ويدلو بدلوه بأتجاه إدارة زمام المسار الأصلاحي في البلاد والذي بدء يشهد خطوات عملية على الأرض وكونوا عباد الله أخواناً والسعيد من أتعظ بغيره والشقي من أعتبر بنفسه .

Ibrahim_alsalama@yahoo.com





  • 1 سامي زغلول 01-02-2012 | 10:46 AM

    بارك الله فيك
    فعلا لا افراط ولا تفريط

  • 2 مها الحياري 07-02-2012 | 01:10 AM

    درهم وقاية خير من قنطار علاج".نشكر الكاتب على المقال الذي طرح قضية جوهرية تؤرق الشارع العربي

  • 3 أردنية حتى النخاع 07-02-2012 | 08:51 AM

    إذا توفرت ركائز الدولة العصريةمن الديمقراطيةوسقف عالي من الحرية المسؤولةوأمن يسود أركانها فلا نجد مبرر لأي حراكات هدامه تريد قلب الموازين وتفكيك النسيج المجتمعي وايصاله لنفق مسدود ومظلم وطريق اللا عودة لاسمح الله.والاصلاح الحقيقي كأي تغيير يحتاج لوقت حتى تظهر نتائجه بشكل ملومس للعيان وليس بين عشية وضحاها.أشكر الكاتب على النقاط الجوهرية والمفصلية التي ركز عليها ونتمنى له دوام التألق..

  • 4 احمد 07-02-2012 | 09:10 AM

    إذا توفرت ركائز الدولة العصريةمن سقف عالي من الحرية المسؤولةوأمن يسود أركانها فلا نجد مبرر لأي حراكات هدامه تريد قلب الموازين وتفكيك النسيج المجتمعي وايصاله لنفق مسدود ومظلم وطريق اللا عودة لاسمح الله.نشكر الكاتب على التميز في تناول الموضوع

  • 5 أبو محمد 07-02-2012 | 09:22 AM

    الأمن نعمة تستحق منا تقدير قيمتها بل والشكر للباري عز وجل عليها صباح مساء قال تعالى"لأن شكرتم لأزيدنكم".ندعو للكاتب بدوام التميزوالنجاح.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :