facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ليس كل من صاح أصلح


عبير الزبن
08-02-2012 02:34 AM

الإصلاح سمة التاريخ المدرجة في سجلاته، ولو لم يكن إصلاح منذ القدم، لما تكونت مجتمعات وصنعت حضارات، لذا فالكون أجمع في حالة تغير مستمر، وما هذا ناتج إلا عن إصلاح ينشده الإنسان أينما حل في هذه الكرة الأرضية، لأنه مدني بطبعه، وهذا الإصلاح يأتي بدرجات متفاوتة بين أمة وأخرى، وهذا التفاوت له أسبابه، لأنه يحتاج لأسس ومبادئ، تحدد اتجاهاته وتحكم نتائجه، فهو أشبه بالبنيان يشد أزره بعضا، يرتكز على اساس ثم يعلو، على يد صانع ماهر حاذق.

في المملكة الأردنية الهاشمية، كثيرون هم المصلحون، الذين يريدون منه دولة عصرية نموذجية، فخر لهم وقدوة لسواهم، وعندهم العزم والتصميم على إحداث التطور النوعي، الذي يبدأ ببناء مجتمع قائم على وحدة الصف والهدف والقيادة، ينازعهم بذلك بعض يسير من الناس، يشدهم الى الوراء، ونسمعهم يرددون عبارات وأقوال، لا يعوا مدلولها ومعانيها، فهي أشبه بالبذرة الفاسدة، وإن زرعتها لا تساوي التعب عليها، لأنها لا تنتج شيئا مهما ارتوت، وفريق آخر ينازع الطرفين برفض كل شيء لأنه يخاف من التغيير، ويحتسبه كالظلام يقود الى المجهول.

لذلك لن نكون يوما ولا حتى للحظة مع التغيير الذي يأخذ الأسلوب السلبي، الذي يحدث الفوضى بالصفوف ويربك الآخرين، هذا الأسلوب بغيض ومقيت لأنه غير مدروس، ولا يحسب العواقب التي تنتج عنه من خسائر بشرية ومادية، وهذا النوع من الأساليب محكوم عليه بالفشل قبل أن يخطو الخطوة الأولى.

نحن مع الإصلاح المنهجي، الذي يسير بهدوء وبخطى ثابتة ومتزنة، متدرجة من حسن الى الأحسن، يقوده الحكماء والعقلاء أهل العلم والخبرة، يحمونه من الزلل والتحول الى الفوضى، لتبقى صورة الإصلاح سليمة غير مشوهة، تحافظ على خط المسير الذي رسم لها، لا خوف ولا رعب، إصلاح يبدأ من الجذور ثم يرقى، وليس خرابا من الجذور ثم يفعل ما تفعله النار تأكل الأخضر واليابس، ثم يلبسون التدمير ثوب التغيير، فتهدم مكونات الدولة، وتهزم الروح، ويتسرب الضجر والملل الى النفوس، وتتحول الى معاول هدم، تنهش جسد الأمة، لتميتها ولا تحييها.

نقيضان متوازيان لا يلتقيان أبدا، الفوضى والإصلاح، فالفوضى تقود الى العنف والصدام، والانتقال من الإنسانية الى الوحشية، كما نسمع ونرى قربنا وحولنا، حمانا الله من شرور الفوضى والانفلات، الذي يكوي وتتألم منه الأجيال القادمة، كما تقود الفوضى أيضا الى ما هو أخطر مما ذكر، وهو ضياع الهوية الوطنية عندما يبدأ الصراع الطائفي والعقائدي.

نبدأ الإصلاح باجتثاث الفساد، دون خوف أو وجل، فلماذا الخوف منهم وهم الأضعف والشعب هو الأقوى؟!

لماذا نخشاهم وهم السارقون والشعب هم الشرفاء؟!

لماذا التأخير بمقاضاتهم وزج المذنب منهم في السجون ووراء القضبان؟1

لماذا التأخر بإعادة الأموال المنهوبة الى خزينة الدولة؟!

هل وراء ذلك علامات إستفهام؟

ما أسباب هذا التباطؤ والتراخي (تعجب لا استفهام)!

إن التباطؤ هذا بمثابة أصابع اتهام توجه لمن يهمه الأمر، صاحب القرار، من الحكومة تحديدا صاحبة الولاية، لا يجوز الاختباء وراء الوقت، لعل الزمن يأتي بالعلاج، الشعب يريد أدلة للإقناع، يريدها واقعا ملموسا، تتمثل بإنجازات حقيقية، ليس تمثيلا أو تخديرا، نريد أن نراهم رؤية العين، ونسمع أقوالهم في التحقيق، فالبريء يفرح بهذا الأسلوب، لأن براءته تأتي على العلن وأمام الشعب كله، والمذنب كالمبلول لا يخشى المطر، فعنده سيان.

ثم التدرج بالإصلاح ضمن الزمن المقبول والمنطقي، بقوانين أحزاب، وقانون انتخاب نيابي، محدث عصري، يأتي بالأكفأ والأقدر، ويقود الى حكومة منتخبة، شرعية ديمقراطية، وقوانين أخرى ناظمة للحياة وضابطة لها، علما بأن الشعب يعلم جيداً أن الدولة تسير بهذه العناوين فقط دون المضامين متباطئة، لكنه يريدها متسارعة، طوعية لا قسرية، فيكفي انتظارا، حتى لا ننقاد الى الاعتقاد بالقول إن كل من صاح أصلح، بل نلجمه بالعمل الجاد الحقيقي، دون مراوغة ومواربة، وعندها نقول بملء الفم: ( ليس كل من صاح أصلح).

حمى الله الأردن وشعبه ومليكه.

abeer.alzaben@gmail.com


الدستور





  • 1 العبابنة 08-02-2012 | 05:20 AM

    حمى الله الأردن وشعبه ومليكه.

  • 2 فايز 08-02-2012 | 10:02 AM

    ما أسباب هذا التباطؤ والتراخي (تعجب لا استفهام)!

    الجميع يعرف الاسباب اخت عبير

  • 3 رمزي علي 08-02-2012 | 10:05 AM

    مقال جرئ تجاوز الخطوط الحمراء , اتمنى ان يعوا ذلك

  • 4 الازايده 08-02-2012 | 10:11 AM

    مسك الكلام... المساواة والعدالة في محاكمة وملاحقة الخارجين عن القانون مطلب شعبي وطني ، والروح الجماعية للأردنيين توحدت على المطالبة بمحاكمة الفاسدين بغض النظر عن مكانتهم الوظيفية أو الاجتماعية

  • 5 ابو داري 08-02-2012 | 10:13 AM

    اين نجد محلات دراي كلين تستطيع تنظيف وساخات الفاسدين؟! ........
    الى الامام عبير

  • 6 الباسل 08-02-2012 | 10:16 AM

    هذا هو الواقع الاردني المرير الذي فرض علينا صرنا غرباء ببلدنا وصار الغرباء اصحاب القراروالجاة والمال باموال لكن مازال هناك شعب اردني عتيد وجييش عربي واجهزة امنيةوطنيةومخلصة قوية ويجب محاسبة الفاسدين النافذين المرتزقة ناهبي اموال الوطن وشعبة وخيراتة ,, كلام جميل

  • 7 ناديه 08-02-2012 | 10:18 AM

    هل سينعم الوطن بالاصلاح ، وتمارس به دولة المؤسسات والقوانين ومحاكمة الفاسدين المطلوبين من قبل الشعب الاردني بأكمله ؟!

    ننتظر ذلك

  • 8 اردنيه 08-02-2012 | 10:19 AM

    يسلم تمك

  • 9 ابوسيف 08-02-2012 | 10:20 AM

    اسئله مهمه جدا مطروحه اعلاه واتمنى ان تكون الاجابه سريعه من قبل المسؤولين والاجابه تكون بالافعال لا بالاقوال او بالمواعيد والتاجيل
    .... الخ لان الوضع فعلا لا يسمح بالتاجيل . مقال جيد يشعر ان كاتبه فعلا يخاف على هذا الوطن العزيز .

  • 10 ليس كل من صاح اصلح 08-02-2012 | 10:24 AM

    صدقي او لا تصدقي اذا قالوا بالاردن الجمل بطير ما عليك الا ان تقول ان الله على كل شيء قدير لقد مل الشعب من الحديث عن المحسوبيات والمتسلقين والخلايا النائمه الخ وقليل الكلام يفسر الكثير
    حماك الله يا اردن ,و حفظ الله ابو حسين قائدا" وتاجا" على رؤوس الاردنيين

  • 11 الاصلاح 08-02-2012 | 10:33 AM

    انقذوا الوطن ايها العقلاء...وليذهب الفاسدون الى مزابل التاريخ
    لينعم الوطن بخيراته المنهوبه

  • 12 محمد ابوزيتون 08-02-2012 | 10:34 AM

    مقال رائع جدا نشكرك يا سيدة عبير على هذه الحكمة وسدادة الرأي فعلا الفوضى والاصلاح نقيضان متوازيان لا يمكن ان يلنقيان انتي دائما مبدعة

  • 13 المها 08-02-2012 | 10:36 AM

    حبذا ان لا يصمت هذا القلم مره اخرى لاننا بحاجة ماسه في هذا الوقت الى مثل هذه الاقلام التي تنير علينا طريقنا..... مقال رائع

  • 14 ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 08-02-2012 | 10:40 AM

    اصبت بما كتبت شكرا لقلمك الرائع والله يحيي اصلك

  • 15 رائع 08-02-2012 | 10:45 AM

    يقول صلى الله عليه وسلم في إحدى خطبه : " فوالذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، إن كان بعيرا جاء به له رغاء، و إن كانت بقرة جاء بها لها خوار، و إن كانت شاة جاء بها تيعر

  • 16 الحقوقي محمد صالح الطراونه 08-02-2012 | 11:10 AM

    الرائعه دائما عبير...... والله يا اخت عبير نفس الاسئله السته المطروحه هي ما نحلم به ليلا نهارا ولكن انت من لديها الجرأه لطرح هذه الاسئله المحرجه على النطاقين العام والدولي ايظا

  • 17 م محمد طراونة 08-02-2012 | 11:43 AM

    مقال رائع ولكن اختلط التعجب بالاستفهام

  • 18 م . عامر 08-02-2012 | 12:57 PM

    بوركت اخت عبير على هذا المقال الرائع لعلهم يعو ما يقال ويتخذوا اللازم

  • 19 ربيحة عربيات 08-02-2012 | 01:36 PM

    مقال رائع نشكرك يا استاذه عبير أنتي دائما مبدعة في مقالاتك والى الإمام .

  • 20 الغيشان 08-02-2012 | 01:51 PM

    تضخيم الحديث عن الفساد لدرجة مرعبة، كان بفعل الفاسدين أنفسهم وليس غيرهم، والهدف من ذلك خلط الحابل بالنابل لخلق حالة عامة تجعل الجميع فاسدين في هذا البلد، وحتى يضيع دم الحقيقة بين الأردنيين، ولا يعود الحساب أمرا ممكنا، ولتظل المزاجية هي المحدد الأساس لمن يمكن أن يحاسب ومن يجب غض الطرف عنه.

  • 21 ميار 08-02-2012 | 03:29 PM

    كلك زوء


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :