facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أيها المربون الأفاضل لنتقي الله في الوطن!!!


د. سحر المجالي
20-02-2012 10:04 PM

حط على مكتب "ونستون تشرشل" رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، ذلك التقرير الذي يفند إستشراء الفساد في الحياة العامة البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية ، فأسرع على عجل مكفهر الوجه مرعب، وهو الذي طالما كرر عبارته المشهورة " ..إنني أعجب بالرجل الذي يقاتل وهو يبتسم"، للإجتماع بمجلس وزرائه لتدارس الأمر ومحاولة إنقاذ بريطانيا العظمى مما هو أخطر من القنابل الألمانية التي كانت تدك مجلس العموم البريطاني و" 10 داوننج ستريت" . إلا أن ملامحه بعد أن سمع إجازاَ من أهم وزيرين، وزير العدل ووزير التربية و التعليم . فكان سؤاله للأول:- هل وصل الفساد إلى مفهوم العدل وقيمه في بريطانيا؟؟، وكان جواب وزير العدل " لا لم يصل " ، فتنفس " تشيرشل" الصعداء، لكن إنتصاره المطلق ظهر على محياه حين سمع تأكيد وزير التربية و التعليم بأن " أجيال بريطانيا العظمى في منىَ عن الفساد.."، فقال تشرشل كلمته المشهورة :" إذن ستنتصر بريطانيا" على المانيا النازيه، وهذا ما كان .
هذا يعني بأن عماد الأمم هو العدل والتربية والتعليم، وما دون ذلك ما هو إلا لخدمتهما. فالمعلم هو الذي يهيئ الأجيال لقيادة الأمم والشعوب. وتراثنا العربي الإسلامي وضع المعلم بمرتبة الأنبياء والرسل .
وهو كذلك في عُرفنا الأردني المغموس بالقيم والحياء ونكران الذات، بعيداً عن إفرازات الحياة المادية التي نعيشها اليوم. فما زلت أذكرُ بإحترام وإجلال تلك المربية الفاضلة "اسمى بهاء الدين الشيشاني"، و التي لا اعتقد أن أحداً من جيلي لا يذكر عطاءها المميز في تربيتنا وفي الموائمة بين العلم والدين والخلق .
أسوق ذلك وأنا أرى فلذات اكبادنا هائمون على وجوههم في المدن والقرى الأردنية، نتيجة لإضراب المعلمين الذي أوشك على إنهاء إسبوعه الثاني. و لا أعتقد بوجود من يشك قيد أنمله، لا في عدالة مطالب المعلم ونقابتهم الوليده، ولا في معاناة المعلم وضيق ذات يده وعتبه علينا جميعاً بعدم إعطاه حقه ألمادي والمعنوي. لكن لا اعتقد بأن ذلك يمكن أن يكون مبرراُ للعصيان عن أداء الواجب. فثلاثة معصومين حتى من مجرد التفكير بالتباطؤ في أداء الواجب الموكل إليهم، وهم الجندي والمعلم والطبيب، فهم الذي يقع على عاتقهم مصير الوطن والمواطن. وبالتالي فإن المعلم الذي يرفض تعليم تلميذه، كالجندي الذي يرفض إطلاق الرصاص على ذلك الصهيوني الذي يريد إستباحة الوطن، وكالطبيب الذي يتباطيء في إنقاذ حياة الإنسان الذي يحتضر.
إن الغالبية العظمى من مجتمعنا يرون بأن ما يسمى بإضراب المعلم هو خارج سياق أخلاقية ألمهنة والعادات والتقاليد والقيم ، فهو ليس عامل في مصنع، وإنما هو خالق للقيم والأخلاق الإنسانية. كما أن الحل لن يأني بالتأزيم والإستقطاب، بل بالحوار يمكن حل كل ما إستعصى من خلاف. فلماذا نحاور الصهاينة ستون عاماً، ولا نحاور أنفسنا بضعة أسابيع حتى نصل إلى منتصف الطريق، ونحمي وطننا وإنساننا الأردني وفلذلت أكبادنا من الضياع.
والمطلوب اليوم من معشر المعلمين إستيعاب ظروف الوطن، وإنتهاج سبيل الحوار وليس الدروب التي يكمن فيها ضياع الوطن والمواطن، لأن الدولة مدركة لمطالبكم المشروعة. ورحم الله الشاعر أحمد شوقي حينما قال :- قف للمعلم وفيه التبجيلى..... كاد المعلم أن يكون رسولا . .
almajali74@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :