facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سياسات الإبتعاث في جامعاتنا .. ماذا كان دورها النهضوي نحو التعليم العالي؟


د. محمد الخصاونه
22-02-2012 12:50 AM

ما أن ذاع خبر الإبتعاث على مر السنوات وشاع بين الناس حتى لم يبقى في البلاد إنس ولا جان إلاً وكان له نصيب منه من قراءة إعلان عن بعثه دراسيه إلى الحديث عن الموضوع نفسه إلى أن وصل الموضوع طريقه إلى فئة من الناس ميزت نفسها وميزها المجتمع (طبعاً قبل أن يطالها الفساد الذي أصبحت جزءاً منه!) وأصبحت تفتي وتشرع في أمور التعليم العالي من بعد... فقد أصبح بمقدور صاحب الحظ السعيد الحصول على بعثه دراسيه لاستكمال دراساته العليا في جامعة من جامعات الدول المرموقه في دول الغرب المتقدم وتولدت لدينا فئه من الناس ظلت حتى ما قبل ثلاثة عقود من الزمان يشار لها بالبنان لأهمية الإنجازات التي واكبت عملها وتركت لنا أثراً ملموساً بقي معنا حتى عهد قريب...

إلاً أن هذا الأمر الواعد لم يلبث وأن تحول إلى وبال علينا أصاب التعليم العالي لدينا في مقتل (تماماً ككل الأشياء التي أصابتنا في مقتل فيما بعد)... فقد نقلت العدوى جراثيمها مع استشراء الفساد في المجتمع إلى هذا القطاع الهام، وتحول موضوع الإبتعاث من مشروع كان يهدف بادىء ذي بدء إلى خلق خامة من العلماء كان يتوخى منها الإسهام في تشكيل نواه تخدم غايات تحقيق نواه صناعيه حقيقيه، لو تحققت لتجسد أمامنا مستقبل واعد غير ما نراه في أيامنا هذه، إلاً أن ما حصل في نهاية المطاف هو خلق فئه من الناس من الأنواع الإتكاليه التي لم تجني من الدراسات التي تعرضت لها في بلاد الغربه سوى السفر إلى بلاد بعيده والإختلاط هناك بطينه جديده من أبناء أهل الوطن ونسيت ضرورة وفوائد الخلطه مع أبناء الثقافات الأخرى ليتسنى لها اقتباس الطباع والصفات التي ميزت تلك الدول وأدت إلى تطورها في مجالات عده منها الزراعه والصناعه والثقافه وعلوم الطب والهندسه والإبداع...

إلاً أن الإستمرار في الخلطه مع من هم من نفس الطينه ومن ثم الحرص على تطبيق مبدأ رحلة الشتاء والصيف من البيت إلى غرفة الصف ومن ثم عود على بدء إلى البيت في بلاد الغربه أعاد لنا فئة من الناس فقدت حتى اكتساب الثقافات التي كانت ستساعدنا في النهوض ببلادنا لتحقيق أنموذج اقتصادي كان سيجعل منا بلاداً تزخم بالإنتاجيه.... إلاً أنها أيضاً ومع مرور الأيام والسنون أصبحت لا تعود علينا حتى بالمكتسب العلمي الذي أوفدت أصلاً لتحصيله خدمة لصالح التعليم العالي!

لقد تطور موضوع الإبتعاث في جامعاتنا إلى شكل أصبح يواكب المظاهر التي أسهمت في إفساد مجتمعنا... فليس من الغرابة إذاً أن قد أصبحت تجد في الجامعات تخصصات لم تكن ضروريه باتت تفتح لابتعاث إبن أو ابنة لصديق عميد الكليه هذا أو رئيس الجامعه ذاك، أو لابتعاث نجل هذا الوزير أو ذاك النائب عن طريق غير مباشر على نحو لا يلفت الأنظار أو يثير الشبهات من تجاوزات ومخالفات في انتهاك ما تم تشريعه في بداية الأمر لخدمة صالح التعليم العالي..

لقد أدى مثل هذه التجاوزات إلى ابتعاث فئة من الناس عن طريق الواسطات والضغوط الإجتماعيه والجاهات عادت كلها علينا فقط بالويلات والكثير من الندامه على ما جنينا من فعلتنا من أم أنفسنا... فقد أصبح يعود المبعوث ولم يكتسب من العلم والمعرفه إلاً ما قد عفى عليه الزمان من أم الكتاب، بل إن بعضهم أصبح يغير تخصصه إلى تخصص غير ذي التخصص الذي أُوفد له وشاعت مثل هذه "الموضه" في الوسط الأكاديمي إلى درجة أن موضوع الإبتعاث ككل أصبح ينظر له من زاوية حصان طرواده طالما أنه هو المدخل (الوحيد ربما) للحصول على مكتسبات كادت أن تكون بعيدة المنال لولا هذا الطريق بل إن البعض أصبح يطرق موضوع الإبتعاث لكي يطوِع أمامه طريقاً لسفارة دولة معينه في الحصول على تأشيره تمكنهم من دخول أراضي هذه الدوله أو تلك ثم لا يلبث أن يسلك طريقاً آخر في آيجاد زوجه أجنبيه له للحصول على جنسية ذلك البلد حتى ما يلبث أن يطلق البعثة التي التزم بها بادىء ذي بدء ذلك الطلاق البائن!

إن موضوع الإبتعاث في الجامعات قاطبة يحتاج إلى الكثير من التخطيط الرشيد وعلى أعلى المستويات بما يخدم تحقيق غايات التنميه المستدامه... وأن اختيار المبعوث نفسه بات من الضروري له أن يرضخ إلى هيئه أو مظله وطنيه تحسن التخطيط في اختيار نوعية المبعوث والتخصص المراد تحقيق تحصيل عال فيه وكذلك البلد الذي يتم اختياره لأغراض الدراسه لكي نضع حداً في نهاية المطاف لكافة ما ذكر من تجاوزات المسؤولين الذين باتوا يعتقدون بأن الكليه المعنيه أو الجامعه الفلانيه إنما هي مزرعة لهم ولأصدقائهم يحققون من خلالها مكتسبات حللوها لأنفسهم ويعزون كل ما ارتكبوه من تجاوزات في هذا الخضم بأنها من أصل "التوجيهات اللي من فوق"! التي بات العديد من المسؤولين يرددونها على مسامع الملأ معتقدين بأنها توفر لهم الدرع الواقي، الذي صمموه من وحي أفكارهم وحسب، الذي يمنع عنهم أنواع المساءله طالما أنهم أقنعوا أنفسهم ومن حولهم بأن الجهات العليا ربما لا يكون لديها الوقت للبحث فيما اقترفته أيديهم من خلاف فيذهبون بأمان وتذهب فعلاتهم مجيًرة إلى "الجهات العليا" التي لم تكن على اطلاع على الموضوع من أصل الحكايه!!





  • 1 ألاردن أولا 22-02-2012 | 01:04 AM

    أين يكمن الحل يا دكتور، الكلام حلو وكلة حقيقة ولا أحد ينكر ما تكرمتم بة، بل هناك جوانب أخرى لم تتطرقو لها نرجوا ان تصلطوا الضوء في الايام القادمة وهي: لما يغيب الرقابة الحكومية على أخطاء الابتعاث؟

  • 2 أحمد الشرع 23-02-2012 | 01:27 AM

    لن أقول: إن هذا الكلام حميل ، لأننا في هذه المرحلة التي نمر بها لا وقت للمجاملات التي آلت بنا إلى ما نحن فيه من انحدار في ترجمة الوطنية الى أمر ملموس وفعلي لا قولي ، بل ساقول: أن هذا الكلام صحيح جدا وهو أقرب ما يكون للواقع الذي نعيشه ، نعم نحتاج إلى كشف مثل هذه الحقائق المخفية لمصلحة الفئات الفاسدة ، أقصد العليا في المجتمع ، التي أكلت الأخضر وحرقت اليابس حتى لا يأكله غيرهم ، الفئات التي تربت بحضن هذا الوطن وشربت من مائه وأكلت من خيره ، حتى كبرت وكبرت ، ورغم ما قدمه الوطن من خير لها ، تعجرفت عليه ، وتكبرت ، حتى لم تعد ترى ، عشعش الفساد فينا حتى وصل وللأسف إلى تعليمنا العالي الذي يعد من أهم أعمدة أي دولة تريد العلو بين الأمم ، التعليم الأساسي ، الثانوي ، البرنامج الموازي ، الى أن وصل الأمر للأبتعاث الخارجي ... الى متى ..؟؟
    والله لن يصلح حال أي مجتمع لا يهتم بأمر علمائه ...
    وأخيرا وليس آخرا شكرا دكتور محمد على طرحك لمثل هذه المواضيع التي تستحق الاهتمام بها وأخذها على محمل الجد ، والتي تهدف للأرتقاء بنا للنهوض بهذا الوطن الغالي على قلوبنا ..
    ننتظر المزيد من طروحاتك وآرائك المهمة ...

  • 3 مقال على الوجع! 24-02-2012 | 05:09 PM

    مقال على الوجع! سياسة الابتعاث وضعت بشكل أساسي للمحاسيب والمتنفذين والأمثلة والواقع يؤكدان ذلك، يجب انهاء هذه المهزلة وتوفير الملايين لكل جامعه لحل مشاكلها المالية والأستعاضة عنها بتعيين خريجين عصاميين كثر درسوا على حسابهم الخاص ورفع الرواتب بدلا من انفاقها في الخارج


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :