facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما قبل الربيع العربي


المحامي جمال الخطاطبة
13-03-2012 05:14 PM

بالعودة إلى ما قبل ما يسمى الربيع العربي - مع تحفظي الكبير على هذا المصطلح – لم نكن في الأردن نشعر أننا نعيش في غير الربيع ، فبالمقارنة مع دول الشرق الأوسط قاطبة ، لم تمتلئ سجوننا بالسياسيين ، ولم نخشى أن ننتقد احد المسئولين أو الوزراء أو رئيسهم على أي عمل أو تصرف أو قرار غير مسئول ، لم نخشى على أبنائنا وبناتنا الخروج إلى المداس والجامعات و أماكن العمل من أي خطر يهدد أمنهم وسلامتهم وحريتهم ، و أموالنا وممتلكاتنا مصونة إلا من آفات الطبيعة والزمن ، ولم ينتابنا الشعور قط بأن هناك فجوة بيننا وبين قيادتنا الهاشمية الرشيدة .

لغاية هذه اللحظة لم تصل الدول التي اجتاحها ما يسمى الربيع العربي ولا أتوقع أن تصل إلى الربيع الأردني الموجود أصلا والمستمر قدما نحو الصيف بإذن الله ، سيقول البعض ( ولا يهمني ما يقولون ) أن هذا الكلام مبالغ فيه وان هذا الكاتب متملقا للنظام ، فهكذا أصبحت تكال التهم ، إما معارض ينعق بالخراب ، أو مؤيد يبحث عن منافع ومصالح شخصية ، على سياسة إن لم تكن معي فأنت ضدي ، واستغرب كثيرا ممن يكيل مثل هذه التهم وبنفس الوقت يطالب بالحرية والديمقراطية وسماع الرأي والرأي الأخر .
نعم الفساد آفة كل المجتمعات فهو موجود في النفس الإنسانية الأمارة بالسوء إلا من رحم ربي ، ونحن في الأردن كباقي المجتمعات الإنسانية نعاني من الفساد ، ولا احد ينكر وجوده ودوره المؤثر على اقتصاد البلاد وحياة المواطنين ، ولكن بعد أن صبرنا على الفساد عشرات السنوات ، نتعجل ألان اجتثاثه بأشهر قليله دون فرصة كافية أو منظور إداري و تشريعي واضح المعالم ، وهذا التسرع قد يقودنا إلى ما هو أسوء تأثيرا من الفساد نفسه ، ومن هنا يجب أن يكون مقصدنا واضح ومحدد وهو أن ما نريده هو مكافحة الفساد وليس هدم أركان الدولة ومنجزاتها .
وهنا سأتكلم بكل صراحة ووضوح ، هناك أولويات من الواجب علينا أن نحسن ترتيبها ونقدر أهميتها حتى لا نخطئ بتجاوز الأهم إلى الأقل أهمية ، فالأولوية الأولى هي الحفاظ على امن و استقرار هذا الوطن وتقدير منجزاته على مر السنوات الطويلة ، وثانيها الحفاظ على اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية ، ومن ثم الانطلاق نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي والذي يندرج تحتها مبدأ مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين واسترداد الأموال المنهوبة وإعادتها إلى خزينة الدولة ، وهذه الأولويات بترتيبها السابق لا تتحقق إلا بالتكاتف التوافق واحترام الرأي الأخر والمطالبة بانجازها بأسلوب حضاري يعكس الثقافة العالية التي يمتع بها الشعب الأردني المثقف .
لا نحتاج في هذه الأوقات العصيبة إلى أن نتطاول ونتجاوز الخطوط الحمراء على ولي الأمر أو على أي مسئول أخر وان نكيل التهم لفلان وفلان من الناس دون دليل واضح أو إدانة من قضائنا الأردني الذي نفخر به ونحترم رجالاته ، فأي شخص منا لا يقبل على نفسه أن يُتهم بشيء من قبل احد ويعامل معاملة المجرم دون أن تثبت إدانته من أي جهة صاحبة اختصاص وإلا أصبحنا نعيش فوضى شريعة الغاب ، فالحل ليس بشتم فلان والإساءة لفلان في الفضائيات أو في الصحف الالكترونية أو أمام العامة ، فهذه ليست من أخلاقنا الإسلامية العربية الأصلية وان امتلائنا غضبا واندفاعا .
إن ما نريد هو أن نحتكم إلى العقل والمنطق وسيادة القانون ، فمن تثبت إدانته فهو مجرم في حق الوطن والمواطن وفي نظري هو خائن للوطن ويجب أن يحاكم بهذه الصفة وخاصة من كان يشغل المناصب الحساسة و يتخذ القرار بكل وعي وإدراك ، وأما من تثبت براءته فقد برئت ساحته أمام الناس وحسابه عند ربه على عمله ، ونستذكر القاعدة الفقهية الجزائية التي تقول : أن يفلت ألف مجرم من العقاب خير من أن يدخل السجن بريء .
وبصراحة اكبر فالملك كحاكم هو إنسان وليس ملك من الملائكة لا يخطئ لان أمر الحُكم فيه كثير من الاجتهاد ، فقد يجتهد فيصيب ، وقد يجتهد فيخطئ وفي هذا السياق وتحت باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ ، اذكر الحديث النبوي الشريف من كتاب صحيح البخاري : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ) ، فتعين شخص ما في منصب رئيس الوزراء على سبيل المثال هو اجتهاد فنحن كبشر نعمل بالظاهر وليس بالباطن لان الباطن لا يعلمه إلا الله ، في مثل هذه الحالة التعين ينصب على الثقة بهذا الشخص على الأساس الظاهر فان أحسن فقد أحسن لنفسه ودينه ووطنه ، وان خان فقد خان الله وخان شعبه ووطنه وولي الأمر فهل يا ترى أحكامنا تبنا على أساس واضح أم تقوم على الشك والظن .
إننا كمسلمين نؤمن بأنه لا اله إلا الملك القدوس السلام , و ننتمي إلى امة محمد صلى الله عليه وسلم ونهتدي بهديه وسنته الطاهرة المستمدة من رب السماء والأرض ، فلنتقي الله في أنفسنا ووطننا وأبنائنا ، ولا نجعل شياطين الجن والإنس تقودنا إلى أن نخرب بيوتنا بأيدينا – ولنا عبرة في ما يجري حولنا - من اجل بعض المصطلحات الغريبة عن ديننا وتقاليدنا الأصيلة ، فهذا الوطن وكلنا نعلم تحاك ضده المؤامرات في السر والعلن ليكون وطنا بديلا ننسى فيه قضيتنا الأولى وهي القضية الفلسطينية ومقدساتنا الإسلامية المغتصبة من أعداء الإسلام والمسلمين ، وأخيرا ندعو الله العلي العظيم أن يحفظ هذا الوطن ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار .

jamallawfirm@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :