facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفوسفات براءة .. ماذا عن بقية القضايا؟


د.خليل ابوسليم
15-03-2012 01:46 AM

يأتي مقالي هذا متأخراً نوعا ما عن الحدث الذي أصبح الشغل الشاغل وحديث من لا حديث له لأسباب عدة، أولها أنني لا أرغب في الكتابة تحت تأثير الحدث، حتى لا توصم كلماتي بالعصبية الزائدة التي قد تجر الويلات علي لاحقا، في وطن بات لا يعرف رجاله للصدق والوفاء معنى، ولتبقى الحقيقة مغيبة عن ارض الواقع، أما ثاني هذه الأسباب هو أنني ما زلت واقعاً تحت تأثير الصدمة الأولى والتي بالكاد استفقت منها، لتأتي الصدمة الثانية أشد وانكى منها وطأة ولا يمكن لعقلي استيعابها أو إيجاد الكلمات المعبرة عنها.

دورة برلمانية واحدة ارتكب فيها مجلسنا الكريم العديد من الخطايا التي ستبقى تطارد شخوصه أبد الدهر، نقول خطايا وليس أخطاء، فالفرق شاسع بينهما وذلك لعظمة الإثم المرتكب بحق الشعب والوطن على حد سواء، عندما غُرس خنجر الكذب والنفاق المسموم في خاصرة الوطن المكلوم، بإصرار مطلق على اغتيال الحقيقة وتجزئة العدالة بطريقة تشمئز لها النفوس وتدمى لها القلوب والعقول، والسؤال هو، ماذا لو عُقدت دورة استثنائية، فعل سنرى خلالها المزيد من الخطايا الإستثنائية؟

سابقا قلنا باستحالة استقامة الظل ما دام العود أعوج، واليوم تتأكد هذه المقولة بما لا يدع مجالا للشك، وبتنا نرى الفساد تحت الرعاية الرسمية، عندما اغتال المجلس النيابي الحقيقة بتصويته على إدانة الفعل وتبرئة الفاعل.

نعم، ليست المرة الأولى – ولن تكون الأخيرة- التي يفعلها ذلك المجلس الذي أشبعنا لطما في حديثه عن الفساد والمفسدين، فكان الموقف الأول من قضية الكازينو التي من المفترض إدانة أبطالها من باب أخلاقي قبل أن تكون قضية قانونية معقدة، ثم جاء اليوم دور الفوسفات التي أصبحت منجما للفساد والمفسدين.
كيف تستقيم الأمور عندما يقوم المجلس بتجزئة العدالة إلى شطرين، بإدانته للفعل وتبرئته للفاعل!!!، وهو بذلك يؤسس إلى سابقة خطيرة في تاريخ العدالة الأردنية التي باتت موضع تندر في زمن مجلس الحصانة المطلقة للفساد؟

قضية الفوسفات، واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، كان حكم المجلس فيها مخالفا لكل مقتضيات المروءة والعدالة!! وأصبحنا نتساءل عن مصير القضايا الأكثر تعقيدا التي تحرك لأجلها الشعب وأخذت الكثير من الوطن وسمعته، فهل سيكون لها نفس المصير؟ وبذلك نترك الفاسدين يمارسون الدعارة على فراش الطهارة، ويبنون سرادق الاحتفال بشرف البراءة؟

وبين هذه وتلك، تبدو المتناقضات كثيرة وبحاجة الى تفسير من صاحب الشأن أولاً، فهو المعني الاول والأخير بقضايا الأمة المصيرية، وهذا لا يعفي المواطنين من مسئولياتهم تجاه من قاموا بإفساد الوطن، ودقوا الأسافين في ركب النظام والشعب.

أولى هذه التناقضات، كانت من خلال الدستور الذي نص بشكل واضح وصريح على وجود سلطات ثلاث، حُدد لكل منها اختصاصات لا يجوز لها فيها أن تتعدى على غيرها من السلطات، وبتنا اليوم نرى كيف تعدى المجلس النيابي ومن خلال نصوص الدستور والقانون على صلاحيات السلطة القضائية صاحبة الإختصاص في التقاضي وفرض العدالة على الجميع، ويا ليت المجلس الكريم كان لديه من الكفاءات التي يمكنها أن تفعل فعل السلطة القضائية.
أما ثاني هذه الملاحظات فهي عدم المساواة بين المواطنين في القاعدة التي تقول المواطنون سواء أمام القانون، وما المحاكمات الصورية الجارية أمام المجلس الكريم إلا خرق لتلك القاعدة، حيث اعتبرت المسئولين مواطنين من الدرجة الأولى ولا يجوز محاكمتهم إلا من خلال المجلس بل ذهبت أبعد من ذلك عندما ضمنت لهم البراءة أو عدم المحاكمة بالحد الادنى، ومن هنا هل يحق لبقية الفئات من مواطني الدرجة الثانية ان يطالبوا بمحاكمتهم امام مسئوليهم في الوزارات والدوائر طالما هم هلى رؤوس أعمالهم، ولتقتصر مهمة السلطة القضائية على بقية المواطنين؟

أما الملاحظة الثالثة، وهي على درجة كبيرة من الأهمية، وهذه من مسئولية جموع المواطنين المطالبين بمحاكمة الفساد والمفسدين، حيث بتنا نراهم يسارعون إلى الاصطفاف خلف أبنائهم، يبنون لهم السرادق ويدقون طبول البراءة قبل ان تتم المحاكمة، وبالتالي من الواجب عليهم ان يحددوا موقفهم مسبقا، هل هم مع مكافحة الفساد والفاسدين، أم ضد ذلك.

هذا السؤال بات يؤرق الكثيرين، ولا يجوز الرد عليه بتلك الطريقة، أو بحجة أن أبناء العشائر هم من غير الفاسدين، فقد ثبت بالوجه الشرعي ان أصل الفساد في البلد ما كان ليمر لولا مشاركة المسئولين من أبناء العشائر فيه، أو الموافقة عليه بالحد الادنى.

وعليه لا بد من تقديم الفاسدين من أبناء العشائر للمحاكمة ليكونوا عبرة لغيرهم، وهذا لا ينتقص من قيمة وشأن تلك العشائر، على العكس من ذلك فهو الرافعة الحقيقة لتلك العشائر وأن لا أحد فوق القانون، ولنا في قول رسولنا الكريم أسوة حسنه عندما قال" لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".

أما أن تبقى محاكماتنا قاصرة عنهم ومقتصرة على أبناء العائلات الصغيرة من باب " أضرب المربوط بخاف الفالت" فاعتقد أن في ذلك إضرار بالوطن والنظام والمواطن على حد سواء.

kalilabosaleem@yahoo.com





  • 1 المحامي مهند الريان الجزازي 15-03-2012 | 02:29 AM

    كلااااااااااااااااام كله جواهر ووضعت يدك ع الجرح يا دكتور ولكن وين المداوي

  • 2 جواد البرغوثي 15-03-2012 | 05:57 AM

    قلت ما يجول في خاطر و قلوب الاردنيين بارك الله فيك ولا فض فيك

  • 3 الفوسفات براءة 15-03-2012 | 09:34 AM

    الفوسفات براءة والباقي براءة..وكل عام وانتم بخير وكاسك ياوطن.

  • 4 قانونية 15-03-2012 | 10:17 AM

    يؤسفني جدا ماهو حاصل وبالنسة للمساواة امام القانون فهو من حقوق البشرية وفرضته الشريعه الاسلامية فمن المحزن عدم وجود من يطبق أحكام الشريعة ,سلمت يداك عالطرح الرائع

  • 5 حمزة ابو سليم 15-03-2012 | 10:32 AM

    كل الشكر الك يا دكتور
    وانا بدي أريحك من كل هالهموم هاي
    اعمل كالتالي بتخلص حالك من الهم والغم
    انته ولله الحمد مثل اي مواطن عادي يعني بالوضع الطبيعي (متخوزق)
    روح ساويلك سولافة كبيرة (احتيال-اختلاس-نصب-نهب للمال العام)وانته طبعا ً أكبر من هيك بس بنقول بلكي زبطت
    وبس تنمسك أطلب إنك تتحاكم قدام مجلس النواب
    وبتنتهي كل سولافتك
    إذا حسني مبارك طلب يتحاكم قدام مجلس نوابنا

  • 6 نس 15-03-2012 | 12:09 PM

    كعادتك تبدعنا بمقالاتك الجرئية
    وإلى أن تستقيم الأمور ما لنا إلا قول "حسبنا الله ونعم الوكيل"

  • 7 نسرين حسين 15-03-2012 | 12:09 PM

    كعادتك تبدعنا بمقالاتك الجريئة..
    وإلى أن تستقيم الأمور ما لنا إلا قول "حسبنا الله ونعم الوكيل"

  • 8 قانونية 15-03-2012 | 12:31 PM

    أتمنى تطبيق حق المساواة أمام القانون التي فرضته شريعتنا السمحة ،سلمت يداك عالطرح الرائع كما عودتنا دائما...

  • 9 مخلد البرنز 15-03-2012 | 02:39 PM

    عظم اللة اجركم على البوتاس والفوسفات ووووووووووووووووووووو

    والى اللقاء في بروناي وتنكة قصدنا كندا

  • 10 فلاح الأصيل 16-03-2012 | 01:48 AM

    من مقالاتك وجواهرك المبدعة يا دكتورنا العزيز جعلتني من متابعي الشأن(الجرح) الأردني ........ كثر الله من أمثالك المخلصين

  • 11 aiman 16-03-2012 | 02:42 PM

    الموضوع باختصار ان الوضع العام اصبح ينطبق عليه [حارة كل من ايدو ايلو ] لكن مهما فعل الفاسدين لن يستطيعوا ان يفلتوا من العقاب اجلا ام عاجلا

  • 12 aiman 16-03-2012 | 02:43 PM

    الموضوع باختصار ان الوضع العام اصبح ينطبق عليه [حارة كل من ايدو ايلو ] لكن مهما فعل الفاسدين لن يستطيعوا ان يفلتوا من العقاب اجلا ام عاجلا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :