facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوميات مواطن عادي


محمود منير
15-03-2012 01:47 AM

أذهب إلى عملي بـ "باص" أنتظره نصف ساعة, وأتحمّل توقفه عشرات المرات ليقل ركاباً يتراكمون فوق بعضهم بعضاً, وسماع برامج إذاعية تتسم بشفافية "غير معهودة", والإيمان بأن هذه البرامج دليل "صارخ" على حرية الإعلام وفق مقاييس صنّاعه.

"برامج" لا تعكّر إحساسي العارم بالفرح; لأن الشرطة استطاعت قتْل "الوحش الكاسر" في الكرك, وتحكمني آمال كبيرة بقدرة الأمن على الإمساك بجميع الفاسدين, وايقاع العقوبة العادلة بهم, وإن قرأت مقالات عدّة تعبر عن تشاؤم أصحابها من حدوث ذلك.

متجنباً التشاؤم, تتملكني حيرة حيال المواطن الذي شنق نفسه بسبب تراكم الديون في لواء الهاشمية, فرغم اشتراكي معه بالمصيبة ذاتها, لكني ألجأ إلى "جدولة" قروضي البنكية, أو انتظار الفرج.

أصل إلى مكان عملي, حيث الزملاء يناقشون ظاهرة العنف الجامعي, ولا يزال أحدهم ينكرها مؤكداً أنها مجرد حوادث فردية, وثانٍ يعتقد أن "وقت الفراغ" هو السبب, معيداً مقولة مسؤول يحاضر حول "الشباب والأمن الوطني", بينما ينتظر ثالث إصدار فتوى تحرّم الاختلاط في الجامعات.

"فتاوى" لا تتوقف في جميع الدول العربية, تدعو واحدة منها إلى رجم فنانة مصرية, وثانية إلى تكفير نظام عربي, وثالثة إلى تحريم إقامة معارض الكتب, ورابعة وخامسة.. وحياتي لا تتغير سواء التزمت بتطبيقها أم لا.

"لا" زائدة, ولا أجد لها ضرورة في حياتي, فحملة الاعتقالات التي طالت حراك الطفيلة جعلتني ملتصقاً - أكثر من ذي قبل- بـ"نعَم".

نعم يجب قولها دفاعاً عن ابن عشيرتي إذا رمي بتهمة فساد, وفي الأثناء يمكنني الانشغال بالإشاعات حول قرب تعديل حكومي, والإدمان على الفضائيات وأخبار الربيع العربي, مع أوقات مستقطعة تخصص للمناسبات الاجتماعية.

مناسبات تعيد تدوير الزوايا, بالتجاذبات حول سورية, أو ملف "الخصخصة", أو "الزيادة" على فواتير الكهرباء, وتُختم الجلسات بالشكوى من عبء "النقوط" لعريس تأخر زواجه أو مولود جديد أو ناجح في التوجيهي.

أعباء تعكس تعلّق الطبقة الوسطى بمظاهر فقدت بريقها, ونمط حياة لم يبق منه إلاّ ذكريات.

"ذكريات" تتيح لي كتابة يومياتي بوصفي مواطناً عادياً! .

mahmoud1st@hotmail.com

العرب اليوم





  • 1 بلطجي محترف 15-03-2012 | 11:42 AM

    المرة الجاي اكتبنا عن مذكرات "بلطجي" محترف، أسلوب سلس يغري بالمتابعة . شكرا محمود.

  • 2 اريج 15-03-2012 | 01:40 PM

    اشكر الكاتب بان انتبه في وسط زحمة الاحداث على الساحة العربية والاردنية ان هناك مواطن بسيط يشكل السواد الاعظم لكنه صامت ، ان هناك مواطنين لهم يوميات متشابهه مع من في طبيقته فعندما اخرج من الصباح في السادسة والنصف لاانتظر الباص اكون قد انجزت الكثير قبل ان اصعد الباص. فانا كأم اكون قد جهزت حقائب اولادي وبالكاد استطعت ان اوقظ زوجي وارغمه كما ارغم اطفالي على الافطار وارتداء ملابسهم بعبارات يالله اتاخرنا بسرعة واخرج من البيت بسرعة خوفا من ان يذهب الباص وبذلك على ان انتظر نصف ساعة اخرى وبعد ان اصل الى ااسوار جامعتي الاردنية التي اعمل فيها اجد الدكتور ومن في طبقته يتحدثون عن لابتوب لابنه الذي لم يتجاوز السبع سنوات بان باستطاعته ان يشتري واحد بثلاثمائة دينار وزيادة بسيطة خمسون دينار ليتسلى فيه وان كل ركضي والتزامي في العمل من الساعة الثامنة حتى الرابعة من اجل ثلاثمائة دينار واستطيع ان اجعل ابنائي فرحين بسيارة بلاستيكية بدينار اشعر ان هذا العالم لم يخلق لي واتمنى لو انني بقيت في البيت ولم اتعلم وادرس في الجامعة ولم اعمل ليكون هناك عذرا اقدمه لاولادي لاني لااستطيع ان اشتري لهم كمبيوتر.....مع تحياتي ام وموظفة ومواطنة وطفرانه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :