عمون - وكالات - أدت المنافسة الشرسة التي كانت تشهدها صناعة الملاحة والاعتقاد بأن التكنولوجيا تستطيع قهر كل الصعاب، إلى وقوع واحدة من أكبر الكوراث خلال المائة عام الماضية على الإطلاق وهي كارثة غرق السفينة تيتانيك.
في أولى رحلاتها على الإطلاق من ساوثامبتون بانجلترا إلى نيويورك ارتطمت السفينة بجبل جليدي في وقت متأخر من ليل الرابع عشر من نيسان/أبريل عام 1912 ، وغرقت في غضون ساعتين فقط.
الحجم الهائل : عند تدشينها عام 1911 ، كانت تيتانيك اكبر سفينة في العالم بطول 269 مترا وعرض 28 مترا وارتفاع 53 مترا ومحركات بقوة 51 ألف حصان.
تكلف بناء تيتانيك عشرة ملايين دولار أو ما يعادل اليوم 213 مليون دولار، ولم تنفق الشركة المالكة لها- وايت ستار لاين-البريطانية ، سنتا واحدا منها على نظم الإنذار، فقد كان مصمموها يعتقدون أنها سفينة لا تغرق.
الفخامة والرفاهية: اهتمت الشركة المالكة بشكل خاص بتوفير أعلى مستويات الرفاهية والفخامة للدرجة الأولى، فأصحاب الملايين فحسب هم من يمكنهم حجز جناح بكلفة 4400 دولار أي ما يعادل 93 ألف دولار بحسابات اليوم.
الركاب: منذ غرق تيتانيك لا تزال الإحصاءات الخاصة بعدد من كانوا على متنها متباينة ، فمجلس العموم البريطاني أعلن عام 1912 ، أنه تم إنقاذ 711 شخصا فيما غرق 1513 آخرين.
قوارب النجاة: كانت تيتانيك تحمل عشرين قارب نجاة تكفي لـ 1200 شخص، لكن العدد لم يحسب وفق أعداد الركاب بل وفق وزن القارب نفسه. وكان باستطاعة الشركة المالكة تخفيض هذا العدد لو أرادت.
أوجه القصور: لم يكن مع البحارة الذين كانوا في مناوبة المراقبة مناظير خاصة بالرؤية عن بعد ومن ثم تبينوا الجبل الجليدي في وقت متأخر للغاية، ورغم تحذيرات سفن أخرى من وجود جليد في المنطقة، فإن ربان السفينة لم يأمر بتكثيف عمليات المراقبة.
خلال عمليات الإجلاء، فسر الكثير من الضباط الأوامر المستديمة التي تنص على إجلاء "النساء والأطفال أولا" على ا،ها تعنى "النساء والأطفال فقط" لذا تم إنزال الكثير من قوارب النجاة إلى الماء وهي نصف فارغة.
في ظل عدم وجود نظام إنذار، تعذر إبلاغ الركاب بالاسطح السفلية بالكارثة التي تحيق بالسفينة، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين ركاب الدرجة الثالثة على وجه الخصوص.
الغرق: اصطدمت السفينة بالجبل الجليدي الساعة 2340 بتوقيت السفينة ليلة الرابع عشر من نيسان/أبريل، وغرقت في الخامس عشر من نيسان/أبريل الساعة 0220.
المفارقة أن الجوقة الموسيقية ظلت تعزف حسب الأوامر الصادرة لها حتى آخر دقيقة، ومات كل أعضائها غرقا.
الإنقاذ: كانت السفينة "إس إس كاليفورنيان" هي أقرب سفينة من الموقع، لكن قبطانها لم يتلق نداء استغاثة لأن ضابط اللاسلكي لم يكن يكن مكلفا بالخدمة ونائما.
السفينة "آر إم إس كارباثيا" كانت أول سفينة تقترب من قوارب النجاة، الساعة 0400 تقريبا، بعد أن كان الركاب الذين قفزوا في الماء هربا من مصيرهم المحتوم تجمدوا حتى الموت.
الحطام: رصدت بقايا تيتانيك للمرة الاولى أول أيلول / سبتمبر عام 1985 ، على عمق 3800 متر، وعلى بعد نحو 22 كيلو مترا من الموقع الذي حدده ضباط السفينة في نداءات الاستغاثة.
آخر الناجين: ميلفينا دين، إحدى رضيعين كانا على متن السفينة المنكوبة، هي آخر الناجين من تيتانيك، توفيت في الحادي والثلاثين من أيار/مايو عام 2009.