facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الاردن بين إطالة اليد وإطالة اللسان


بسام بدارين
10-04-2012 06:48 AM

يمكن الإستدلال على الخلفيات التي تدفع النظام الأردني لإعتقال نشطاء يتجمعون في مناطق العاصمة الحيوية ويرفعون سقف الهتاف ولو من باب الإحتراز.

ويمكن الإقرار مسبقا بأن الشعب الأردني لا يجمع على الحراك السياسي والشعبي بقدر إجماعه على النظام.

ويمكن فعلا لا قولا التعاطف مع رجال الأمن الذين يبقون لأيام وأسابيع تحت المطر والبرد وقريبا تحت الحر الشديد لتأمين البلاد خوفا من الإنفلات فلا مصلحة لأحد إطلاقا بإنحراف الأمور في الأردن والمستفيد الوحيد المرشح والمرجح هو إسرائيل حصريا.

لكن ما لا يمكن تفهمه إطلاقا بحال من الأحوال هو التعسف في مظاهر الإعتقال والإحتراز بلا مبرر خصوصا لفتية لديهم الكثير من الوعي والثقافة وشبان يطمحون بالتغيير الذي يتحدث عنه النظام نفسه منذ أكثر من عقد.

وما لا يمكن فهمه الخلفيات التي تدفع رجل أمن لتجنب تفعيل القانون ومعاقبة موقوف ما بدنيا وجسديا أثناء وبعد الإعتقال فأي موقوف هو أمانة بين يدي سلطة إنفاذ القانون والدستور لا يجيز الإعتداء على الأمانات خصوصا إذا كانت 'بشرية' أما المجتمع العشائري الأردني الطيب فلا يجيز بدوره المساس بالأمانة والمطلوب من أجهزة السلطة إعادة الشباب الموقوفين أصحاء بدنيا ونفسيا لذويهم أو إرسالهم للمحكمة بدون مماطلة وتسويف وتسييس حتى يصبحوا في عهدة القضاء ويعرف المواطن الأردني كيف يسترد حقوقه.

وما لا يمكن فهمه عدم وجود مبرر منطقي لإذلال الموقوفين أو تغليظ القول عليهم أو التهديد بدفنهم فرجل الأمن مهمته الإحتراز والإعتقال لكن النشط السياسي وظيفته الوطنية أن يخرج للشارع ويهتف مطالبا النظام بالإصلاح وهو إصلاح يستفيد منه رجل الأمن في النهاية كمواطن قبل الذين خرجوا للشوارع.

قلنا سابقا إذا كانت أجندة رجل الأمن تتطلب إحتواء الديمقراطية ومنع حريات التعبير والإجهازعلى الديمقراطية كلما حانت له الفرصة وفقا لنماذج العالم الثالث فأجندة النشطاء والسياسيين هي التصدي للمنطوق الأمني والتذكير بحريات التعبيروالخروج للشارع، تلك هي المعادلة بإختصار وبدون تشكيك أو تخوين.

ورجل الأمن الذي يمارس التسلط على موقوف مخفور وضعيف ومستسلم خارج نطاق القانون يزرع مسمارا في نعش النظام نفسه الذي يدعي حمايته.

النظام الأردني ما زال صلبا وقويا ويحظى بالإجماع وملك البلاد لا تعود عليه أي فائدة ترجى من أي نوع إذا قمع مواطن آخر من أبناء الشعب بصرف النظر عن الحجج والذرائع الواهية التي يتبناها البعض.

وشخصيا لا أجد أي إضافة يمكن ان تعود على الملك والبلاد والنظام عموما جراء الإصرار على تحويل نشطاء السياسة إلى محكمة أمن الدولة الإستثنائية التي لا تعترف بها كل معايير حقوق الإنسان في العالم.

صحيح أن القذافي قصف بالطيران من خرجوا للشارع ضده في بنغازي وصحيح أن بشار الأسد قصف بالصواريخ من يعارضه وبالتالي فإعتقال النشطاء وحجزهم قليلا ثم عرضهم على قضاء عسكري يصبح نزهة قياسا بذلك في وضع يحسب بالتأكيد لصالح قيمة التسامح ومرونة النظام الأردني.

لكن الصحيح أيضا أن النظام لا يحتاج إطلاقا للإنقلاب على ذاته وهو يعيد إنتاج محكمة أمن الدولة التي بقيت لعقود عنوانا للقضاء الإستثنائي الذي لا يمكن تبريره إلا في الأنظمة الشمولية.

والصحيح أن النظام لا يحتاج إطلاقا لتهمة معلبة وبائسة سبق للأجهزة الأمنية ان فبركتها ببعض الحالات وإسمها 'إطالة اللسان' خصوصا في ظل الربيع العربي وبعد إنكشاف حجم الفساد وتوسع رقعة الإحتقان.

والزميل ماهر أبوطير على حق عندما قال: الأولى بالملاحقة والمطاردة هم من أطالوا اليد على المال العام وليس من أطالوا اللسان فواحدة من نعم ألله على الأردنيين أن موجة الربيع العربي الغامضة وصلتهم على شكل حراك وطني محترم في الأغلب بلا دم أو عنف لا سمح ألله وبلا قمع مبالغ فيه أيضا وأن قمة التطرف في هذه الموجة يتمثل في عبارة فردية تقال هنا أو هناك سرعان ما يستنكرها الجميع ولا تجد مكانا للإقامة فيه وسط الناس.

لا ينبغي أن يقبل احد التلفظ بعبارات تجرح قلب جميع الأردنيين وتحاول المساس برموز النظام ولا هتافات بائسة لا معنى لها تنادي بإسقاط النظام، مقابل ذلك نتوقع بأن النظام أكبر كثيرا من مطاردة شاب محتقن تلفظ بعبارة عابرة هنا أو هناك أو موتور يستحق الشفقة ويستنكره المجتمع طرح إسقاط الدولة لكي يقفز الجميع في الفراغ.

الحكم يسقطه الفساد والدول يفشلها غياب الإصلاح والديمقراطية والأنظمة يدمرها التعسف الأمني وليس عبارة عابرة قيلت هنا أو هناك أو شاب إجتهد فأخطأ أو نفر تطرف في رأي وإجتهاد وتشدد في هتاف ويدفعني الإحساس بأن الدعوات التي تطالب القصر الملكي بالتسامح على أساس أنه لا يحتاج حبس من أطال اللسان قليلا منطلقة من حق وتنطوي على وجاهة.

وتحتاج في الوقت نفسه إلى وعي الحراكيين بأن الشتائم والإتهامات الجزافية والدعوات لإقامة محاكم شعبية والهتافات المتشجنة كلها مظاهر لا علاقة لها بالعمل الوطني أو السياسي ولا تقود إلا لإيذاء الحراك وأهدافه النبيلة فهي تبعد أناسا يمكنهم الركوب في حافلة الدعوة للإصلاح.

القصر للجميع والملك على الجميع بمن في ذلك الغاضبون أو غير المنضبطين ونحن نعلم بأن القمع الأمني ومؤشرات إنتهاك القانون هي أقرب وصفة 'للتأزيم' بعد 14 شهرا من الحراك المتواصل وهي وصفة يبتدعها المحرضون وبعض أركان النظام الذين يمكن ببساطة القول أن الناس تخرج للشارع ضدهم وبسبب تصرفاتهم وعدم قيامهم بواجبهم كحلقات وصل بين الحاكم والمحكوم طوال عقود.

وهؤلاء تحديدا لا بد من وضع حد لفتنتهم عبر العودة لقواعد 'اللعب النظيف' التي غادرتها مؤسسات القرار منذ سنوات وإطلاق مبادرات إصلاح حقيقي ينبغي أن تبدأ برأينا المتواضع بإعادة الأمانات المتمثلة بالمعتقلين والموقوفين إلى ذويهم وعائلاتهم سالمين وبدون محاكمات حتى يفتح الجميع صفحة جديدة، خبرتي تقول ان الأردن يليق به ذلك.

' عن القدس العربي' لمدير مكتبها في الاردن





  • 1 ما يحتاج 10-04-2012 | 08:13 AM

    لا يحتاج الاردنيون ولا النظام الاردني نصائح وتنظير من اي احد، الاردن واهله ونظامه له خصوصية ويختلف عن النماذج المجاورة. القدس العربي التي تصدر من لندن تعرف تماما كيف سيكون تصرف الشرطة في لندن لو خرج التعبير عن الرأي عن حدوده المسوح بها نظاما واخلاقا.

  • 2 إطالة اللسان 10-04-2012 | 10:21 AM

    لسانك انت طولان يا حنا

  • 3 فراس حجازين 10-04-2012 | 11:00 AM

    للاسف مقالاتك مملؤه ...................... للاردن وقد ظهر جليا في سؤالك يوم امس لدولة عون الخصاون

  • 4 أبو حمزة 10-04-2012 | 11:04 AM

    نعتذر

  • 5 خالد 10-04-2012 | 12:15 PM

    لماذا لا يتم الغاء قانون اطالة اللسان.
    هذا القانون يتم استخدامه من قبل بعض الاجهزة الامنية لارهاب الناس و الزج بالمطالبين بالاصلاح في السجون

  • 6 شلاش الخريشه 10-04-2012 | 12:52 PM

    استاذ بسام احسنت فأفلحت بالوصف الذي واقعنا عليه اليوم ، واكثر الله من امثالك لقول الحقيقه في زمان ابتعد الناس عن قولها ، وكما قلت الاردن حريا ان يكون كبيرا كما تعودنا دائما منه هذه المواقف الكبيره ، نعم الاردنيين مجمعون على النظام وهذه حقيقه ، وأيضا الناس غير مجمعين على الحراك السياسي وهذه حقيقه ، لماذا لأن الناس واعيه لما يدور بالمنطقه من حراك وفي الغالب هو حراك مستورد ودخيل وليس لصالح الامه العربيه وهذا حقيقي ايضا ، وما يحصل في الدول المجاوره وغيرها ابتداء من العراق ولغاية اليوم ، وان وصفات الديمقراطيه الغربيه لنا هي عباره عن دس السم بالعسل ، فنحن بالعالم العربي لنا عاداتنا وتقاليدنا وعقيدتنا نستمد منها ما هو صالحا لنا ، وليس بالضروره نأخذها بالملعقه من الغرب لتداوي آلامنا ، لذا من هنا تخوف الاردنيين مما يحاك ويجري على ارض الواقع ، وكما قلت هناك فئه من الناس رأت ان هذه الطريقه للوصول الى الديمقراطيه والحريات العامه ، وهناك ايضا مجموعه لها اجندات خاصه ، سواء من المستوى الشعبي أو الرسمي من المنتفعين ، وكلها بالنتيجه على حساب الوطن ، لذا اقول اللهم جنبنا المخاضات العسيره ، ولنكن يدا واحده حتى نتجاوز المحن والصعاب التي تعصف بالمنطقه ، واخيرا وليس اخرا سلمت اخي بسام وسلم الاردن وشكرا

  • 7 منى المغتربه 10-04-2012 | 02:39 PM

    ممكن اعرف ليش يا اخ بسام ما بتنزل تعليقاتي على القدس العزبي ، مع انو ما بسب ولا بغلط و بحط اميلي ، اسفه لكن مضطره احكي انو جميع من يدعو الديموقراطيه ما هو الا ديكتاتور ومنهم عبد الباري عطوان ، جميع المقالات تهجميه و فتن ويكتب كل فتره بوجه ، ومقالات بسام تصف نصف الحقيقه دائما النصف الذي يفضله عطوان ، اما هادا المقال واقعي و منطقي لهيك عمون نزلته ، شكرا عمون

  • 8 غالب 10-04-2012 | 04:42 PM

    اتمنى ان يصل هذا المقال الى عطوفة مدير الامن العام الاردني وان يصار الى اجتماع مع رؤساء بقية الاجهزه الامنيه على مستوى الدوله ووزير الداخليه وان يخرجوا بتصور وخلاصه يتم وضعها بين يدي جلالة الملك

  • 9 غالب 10-04-2012 | 04:43 PM

    اتمنى ان يصل هذا المقال الى عطوفة مدير الامن العام الاردني وان يصار الى اجتماع مع رؤساء بقية الاجهزه الامنيه على مستوى الدوله ووزير الداخليه وان يخرجوا بتصور وخلاصه يتم وضعها بين يدي جلالة الملك

  • 10 د. مروان الحراحشه 10-04-2012 | 05:09 PM

    ما هو رأي الاستاذ الكبير بسام البدارين بكتاب ومراسلي التوطين؟؟؟مع حبي للكاتب المبدع دائما!!!!!!

  • 11 ابن ذيبان 10-04-2012 | 05:55 PM

    المعذره انت عراب الفوضى والتوطين حمى الله الاردن والاردنيين

  • 12 بسام بدارين 10-04-2012 | 06:47 PM

    إلى الأخت منى المغتربة: تعليقاتك في القدس العربي وتعليقات غيرك لا علاقة لي بها والكونترول عليها ليس من عندي في عمان بل في لندن.. بكل الأحوال سأهتم بنقل ملاحظاتك للمقر الرئيسي في لندن وسأسعى لتحصيل جواب على سؤالك.
    للأخ الدكتور مروان حراحشه: شكرا لتعليقك ولسؤالك لكن أرجو أن تكون أكثر تحديدا في تحديد أي من الزملاء تقصد ..لعلي أستطيع الإجتهاد والإجابة .
    شكرا للجميع- بسام البدارين

  • 13 ابن الجعافرة الكرك الابية 10-04-2012 | 08:34 PM

    لماذا لا يتم مراقبة جميع افراد الحراكات من اين و كيف وممن يتلقون مصادر تمويلهم ومن هو مسوؤلهم المباشر لكن العتاب يبقى هنا للضمير الاردني الذي ترسح بدمة الاصالة والوفاء وعدم الخيانة للعهد الذي اقسمة الاجداد وهو الله الوطن الملك فليحمى الله الملك الهاشمي وليكون تاجا هاشميا في سماء الحاقدين ونزعة شوك في لسانات وكتابات المعبرين عن الحرية بستارات الوطن

  • 14 سياسي 11-04-2012 | 12:15 AM

    سمعنا اسئلتك في مؤتمر الرئيس الصحفي ، لقد كنت اقليميا .....زقسمت الوطن الى اصل كذا وكذا ، وانبعثت ......... من اسئلتك . يا ...........

  • 15 ابو عدي الطراونه 11-04-2012 | 01:59 AM

    السيد ابن الجعافره مالقيت غير قصة التمويل يازلمه هاي الامور الي بحكوا عنها في المحطات الفضائيه ليست في الاردن ياريت تحفظ كلمه غير التمويل حتى يكون تعليقك له معنى

  • 16 اسعد 11-04-2012 | 02:32 AM

    اخ بسام : قد نتفق أو نختلف , لكن من يريد ان يعرف عما يجري في الأردن بعمق اكثر يتابع مقالاتك .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :