يدور "جدل" واسع وطويل بين العاملين في المستشفيات في جميع أنحاء العالم من أطباء وصيادلة وأطباء أسنان وممرضين وممرضات والخدمات الطبية المساندة: من الأهم منهم في العملية الصحية العلاجية فقد ارتأى كثيرون بأن "الممرض" هو الأهم لأنه يبقى مع مريضه أطول فترة زمنية.. وإن كان قد جرى الاتفاق أخيراً وبشكل نهائي أن كل منهم مهم في موقعه.

مناسبة هذه التقدمة هو حول ما جرى أخيراً في بلادنا إثر "طوفان" عشرات الآلاف من المرضى الليبيين الى مستشفياتنا الخاصة وحصول هذه المستشفيات على عشرات الملايين من الدولارات لمالكيها ليس غير وهي موعودة من الحكومة الليبية بعشرات الملايين الأخرى من الدولارات وفي وقت قريب.

وكما يبدو, لم تكن القسمة عادلة فقد حظيت المستشفيات الخاصة بـ"الغنيمة كلها" تقريباً, فلم ينل معظم الآخرين من مقدمي الخدمة الطبية من صيادلة وأطباء أسنان وأطباء و ممرضين وممرضات والخدمات الطبية المساندة الأخرى في الإدارة والمختبرات والأشعة وغيرها ما يستحقونه من جهد في هذه "الحفلة" المجزية والطارئة مع أنهم كانوا يعملون لساعات طوال ليلاً ونهاراً لتقديم الخدمة لهؤلاء المرضى الكثر.

ما علمته : أن "الأطباء" وحدهم ليس غير في هذه المستشفيات الخاصة نالوا جزءاً صغيراً.. وهزيلاً من "الكعكة" والمتمثلة في أموال طائلة حيث اعتبرتهم المستشفيات الخاصة أنهم "الأهم" في العملية الصحية وقد تكون نقابتهم وراء الحصول على هذه الحصة للأطباء.. أما الممرضون والصيادلة وأطباء الأسنان والخدمات الطبية المساندة الأخرى كالعاملين في الأشعة والمختبرات والعلاج الطبيعي والإدارة وغيرها قد أدارت المستشفيات الخاصة ظهرها لهم فلم ينالوا ولو "دولاراً واحداً" زيادة على رواتبهم ومخصصاتهم العادية والشهرية.

هؤلاء الممرضون والصيادلة وأطباء الأسنان والخدمات الطبية المساندة الأخرى يتساءلون: أين نقاباتهم؟ لمنع ووقف هذا الظلم وتحصيل حقوقهم العادلة وبأثر رجعي ومنذ بدء توافد المرضى الليبيين ومنذ أشهر قليلة.

نريد أن نفهم: لماذا تقوم هذه النقابات بالهجوم الشرس.. والمتكرر على الحكومات في معظم الأحيان بشأن "هيكلة الرواتب"... والعلاوات وغيرها من المطالب العادلة... لكننا لا نفهم أيضاً لماذا هذا السكوت "المريب" لهذه النقابات الصحية على المستشفيات الخاصة التي تأكل لحم أبنائها وأمام الملأ.. وأمام أنظارهم أيضاً..؟!

قبل عدة سنوات وكما أعرف: كانت "صناعة النقباء" تجري في مستشفى ملحس "يرحمه الله" والمستشفى الإسلامي "أطال الله في عمره" ولا أدري في أي من المستشفيات.. وشركات الأدوية يجري الآن صناعة النقباء.. ومجالسهم أيضاً..!!

Odeha_odeha@yahoo.com