من خلال منبر "عمون" هذا .. و بقلمي أيضاً نفضت الغبار تماماً و قبل حوالي شهر عن مناسبة كانت قد أصبحت في ذمة الله ببلدنا دون غيره من بلدان هذا العالم الواسع و الشاسع , و هذه المناسبة هي "الأسبوع الوطني للكتاب" و التي تُعقد في نيسان من كل عام إقتاداءاً بمنظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة التي أعلنت في العام 72 من القرن الماضي عن "العام الدولي للكتاب" و قد شرعت جميع الأقطار في العالم بإحياء هذه المناسبة الأممية الكبيرة و الهامة بإستثناء بلدنا مع الأسف مخالفين اليونسكو أولاً و شاعرنا العربي الكبير أبو الطيب المتنبي الذي نردد صباح مساء أشعاره و في أكثر من مناسبة و على الأخص بيته الشعري :
أعزُّ مكان في الدُنى سرجُ سابحٍ // و خيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ

نعم .. و دون و لو مبرر واحد مضى أربعون عاماً على إعلان اليونسكو هذا و لم يحتفل بلدنا "الأردن" بهذه المناسبة مع أن لدينا وزارة ثقافة و منذ عشرات السنين و على رأسها وزير يساعده أمين عام و عشرات الموظفين الذين يتقاضون رواتب جزيلة و لديهم مكاتب وثيرة و واسعة و ميزانية بملايين الدنانير ... و لدينا أيضاً وزارة تربية هي من الوزارات "الثقيلة" و الإستراتيجية و عمرها من عمر الأردن و قد قامت هذه الوزارة عندما كان بلدنا "إمارة" و فيه وزارة إسمها وزارة المعارف كما لدينا جمعية مكتبات عريقة عمرها أكثر من نصف قرن و أسسها جهابذة كمحمود الأخرس و فاروق معاذ و فيصل خورشيد و محمود تيم و هيفاء شرايحة و آخرون ... كما لدينا جامعات و معاهد عليا لا عداد لها .

أجل ... لقد دققت "جدار الخزان" بقلمي في عمون قبل أقل من شهر و دعوت فيه إلى إحياء هذه المناسبة المهمة "الأسبوع الوطني للكتاب" في بلدنا فلولا الكتاب لم أستطع كتابة هذه السطور ... لا بد من أن تقرأ لتكتب و الكتب هي منجم الأفكار لأي كاتب أو شاعر أو أي إنسان مثقف .

و كما يبدو فقد أيقظت دقاتي هذه على الخزان "بعض القوم" .. فتحركوا , لكنها حركة المستيقظ من النوم الطويل على التو .. فقد جرى تنظيم احتفال في حدائق الحسين بعمان وسط الأسبوع الماضي , أخجل أن أسميه إحتفالاً , حقاً .. لقد شممنا هواءاً نقياً في هذه الحدائق الجميلة الغناء , لكننا سمعنا خطباً و كلمات من هذا و ذاك و على شاكلة "سلام سليم أرق من النسيم .." ذكرتنا بأدب العصر العثماني و عصور الإنحطاط الأخرى .. , كما جرى تكريم لا يستحق معظمهم التكريم و قد تناسى المنظمون شيوخاً أجلاء حضر بعضهم الإحتفال من هذا التكريم و لهم باع طويل في نشأة الحركة المكتبة الأردنية .. و إزدهارها كما غُيبت الجامعات الأردنية و السفارات العربية الشقيقة عن الإحتفال في حين لم تبقى سفارة أجنبية إلا دعيت ...

الرقصات و الأغاني و الألحان التي قدمت في الإحتفال مكررة بإستثناء إلحان و أغان و رقصات رائعة قدمتها صبايا روسيات من الإتحاد السوفيتي عندما كان سوفيتياً لينقذن ما يمكن إنقاذه في هذا الإحتفال ..!!

Odeha_odeha@yahoo.com