facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قضايا انتخابية .. وحدات وفيصلي


د.زكريا محمد الشيخ
24-10-2007 03:00 AM

حينما ترتكب جريمة تهدد المصلحة العليا للوطن وتهدف إلى زعزعة استقراره، يحال الجناة إلى محكمة أمن الدولة بحكم أنها تمس ركنا من أركان الاستقرار والأمن في أردننا الغالي، وقد تصل عقوبتها حد الإعدام، أو السجن المؤبد مع الإشغال الشاقة. وبالفطرة، يلتف المواطنون مؤيدين لهكذا أحكام، لأن أمن الوطن الحبيب يعلو فوق كل الأولويات..وبما أن مفهوم ترسيخ الوحدة الوطنية وتمتين النسيج الاجتماعي يعد من أبرز دعائم الأمن والاستقرار في أي مجتمع، وخاصة في بلد كالأردن، يحاط بمخاطر جمة جراء الأحداث الدموية السائرة من حوله، كما أعتبر أشراف آل هاشم الكرام ومنذ تأسيس مملكتنا المباركة أن كل من يمس هذه الوحدة فهو عدوهم إلى يوم الدين، فإن الضرورة تقتضي أن يتم إيقاع أقصى عقوبة بكل من تسول له نفسه المساس بوحدتنا الوطنية? لأنها جريمة نكراء تهدد بصورة مباشرة المصلحة الوطنية العليا، وتتطلب إحالة الجناة إلى محاكم أمن دولة.

ومن الملفت للنظر أنه برصد البرامج الانتخابية والشعارات، التي يرفعها أغلبية المرشحين للمجلس النيابي الخامس عشر، فإنها لا تخلو من التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية والحفاظ على نسيج اجتماعي أردني متماسك، ما يشير إلى أن السواد الأعظم يعي أهمية هذه المسألة، وخطورة السماح لفئات معزولة، ولأسباب تافهة بالتعدي على قدسيتها..

هذا من الناحية النظرية، أما عمليا، فإن هناك بعض الممارسات المقيتة التي نشاهدها بين الفينة والأخرى، تهدم البناء وتزعزع الثوابت وتؤدي إلى انعكاسات غاية في الخطورة فيما يتعلق بالوحدة الوطنية، الأمر الذي يتطلب وقفة حازمة وصارمة من كافة السلطات (التشريعية، والتنفيذية والقضائية والإعلامية) للجم تلك الأصوات "الهدامة" ومحاسبتها دون رأفة، لأنها تثير النعرات الإقليمية، التي يعاقب عليها القانون.

ولكوني أحد أعضاء السلطة الرابعة (الإعلام) فإنني أرى أن ما حصل مساء الاثنين في مباراة كرة القدم الأخيرة بين اثنين من أعرق النوادي الأردنية، الفيصلي والوحدات، وما تخللها من أحداث، أقل ما يقال عنها إنها "لا مسؤولة" سواء من قبل المشجعين أو اللاعبين، بغض النظر عن مسبباتها، والاستفزازات التي دفعت لاعبين كبارا إلى فقدان صوابهم، هي قضية خطيرة وتسيء إلى الوطن بمجمله وإلى وحدتنا الوطنية، وتستدعي "عملية جراح استئصالية" لهذا الداء الذي، إن ترك، سيصل إلى مرحلة الوباء المستشري الذي يصعب استئصاله، لا قدر الله، كما أنها قضية أمنية حساسة، يجب محاسبة جناتها في محاكم "أمن الدولة".

نحن لسنا أعداء للرياضة، ولكن الوطن أغلى وأسمى من كل الألعاب الرياضية، فلن يسمح الوطن لـ "متهور ثمل" عقله ملتصق بقدمه، وتفكيره لا يتجاوز "كرة" بغيضة متدحرجة تؤدي إلى هلاك البلاد والعباد..

سحقا لكرة تجر البلاد إلى الهاوية، سحقا وألف سحق لهدف بالمرمى أو خطأ لحكم أو طرد للاعب، يفقد المشجع والمدرب والإداري واللاعب صوابهم، ويؤدي إلى توزيع الشتائم يمنة ويسرة ويحطم الممتلكات العامة، التي هي بالأساس من جيب المواطن.

أردن الهاشميين، أنموذج للتعايش والتلاحم والوحدة وملتقى للحضارات والأديان..هذا الأردن المفخرة، بلد صون الكرامة وتعدد الأصول والمنابت، لم ولن يسمح لأحد أن يهدد نسيجه الاجتماعي ورؤى مليكه الفذة في أن يبقى واحة للأمن والسلام والتفاهم والتعايش.

موسم العرس الديمقراطي النيابي، مناسبة مواتية لكي يشحذ كل مرشح قلمه ولسانه، ليس بشعارات هلامية رنانة تزول مع زوال مسبباتها، ولكن بأفعال تسبق الأقوال، لنبذ كل عناصر الفرقة وشرذمة الذات، وإن اقتضت الضرورة، المطالبة بحل الفريقين الكرويين الأكثر عراقة، إذا كانا مسببين للداء، ودمجهما في فريق يحمل اسم "الوطن" ويلبس ألوان علمنا الشامخ.. لا نريد أخضر أو أزرق، بل راية تجمع في ظلها ألوان قوس قزح المتعددة التي تعكس طبيعة نسيجنا الاجتماعي.
........................................................................
..الشيخ رئيس مجلس ادارة مجموعة الحقيقة الدولية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :