facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحجر في موضعه قنطار


عبير الزبن
17-06-2012 03:46 AM

ليس الموضوع هو إبداع من نسج الخيال ، بقدر ما هو التماس للحقيقة و الواقع ، فكل شيئ خلق لغاية ، و سخرت لخدمة بني الإنسان قبل سواه، إذا أحسن استخدامها بالموضع الصحيح ، حتى الجماد قد يبث فيه روح المنفعة التي لا تقدر بثمن ، حين لا يكون له بديل يؤدي الغاية و يقضي الحاجة .

الشاهد في ذلك قصة مروية ، بقصيدة شعرية ، على لسان الشاعر إيليا أبو ماضي، حين تخيل سماع صوت أنين ، في عتمة من الليل اشتد حزنه وزاد الألم ، كان ذاك الصوت يخاطب العاطفة و يحرك الإنسانية ، يشحذ الهمة ويطلب الإنقاذ من ذوي القلوب الرحيمة .

بعد التحري تم التعرف ، على حجر صغير يقبع في زاوية ، من سد مياه عملاق ، تعلوه حجارة ضخمة متلاصقة متراصة ، يصدر من تحتها الأنين ، لشدة ما أرست عليه من ثقل الأوزان .

ببراعة و حنكة و مهارة استخرج الحجر ، استغاثة لإجابة النداء ، وتجاوب مع الألم وانعكاس للرسالة الانسانية التي أودعها الخالق رحمة في قلوب عباده ، و ما لبث ان انهارت الحجارة تباعا، فسقط السد و فاض الماء ، و غمرت الارض واغرق الزرع واتلف الحرث و النسل .

كل شيئ في الوطن ينفع الوطن ، و يسخر لخدمته كبر أم صغر دون احتقار لهذا أو تعظيم لذاك ، مع قلة ما نشهد من الموارد ، وما وصلنا إليه من سوء الحال ، لسنا في حالة من الترف و رغد العيش ، ماؤنا شحيح ، وأرضنا جدباء ، و إنساننا مكافح مجد ، فتوفير قطرة الماء تغيثنا ، ونصف الشبع افضل من التخمة .

الترشيد في الكهرباء ، و في استهلاك الوقود ، و الحفاظ على الطرق ، والتدبير في حفلات الأعراس و إقامة الولائم ، كلها زوايا تحفظ الاقتصاد من الانهيار ، تماما كحجر الزاوية في سد المياه.

مكافحة الفساد و درء الفاسدين وانتزاع ما سلبوه حق محتوم للسائل و المحروم لأنه سرق من سيل دمائهم و عرق جباههم ، و نخر اقتصادهم و ضيق عيشهم و متع غيرهم في غفلة من الزمن ، سها بها المسؤول أو كان متعمدا فالحال سواء ، فعدالة السماء و الارض تلح وبإصرار ، أن يعود المال المنهوب .

التكافل و التضامن و المساواة و التراحم من عقيدتنا السمحة ، و من عاداتنا وقيمنا الموروثة ، تحمينا من الأنين و الحسرات ، و تشيع بنا الهناء و الخير ، لا نتخلى عنها و إن عصفت بنا رياح العصرنة و محدثاتها ، وإن كانت مهمة ان نتقنها ونسمو في معرفتها و لكن ليس على حساب القيم .



abeer.alzaben@gmail.com


الدستور





  • 1 باســـل الشــــناق 17-06-2012 | 12:20 PM

    بارك الله بك على هذا الاحساس الوطني الراقي وحقيقة موضوع رائع جدا وفي صلب ما نطمح اليه

  • 2 عمران المومني 0 الصين ايوو 18-06-2012 | 12:47 PM

    نعم يا اختي نصف الشبع خير من التخمه 0 ويوم الله قادم وسيحاسبنا جميعا ودمتي

  • 3 نهله 18-06-2012 | 02:19 PM

    نعتذر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :