facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاحتكارات النيابية

31-10-2007 02:00 AM

الحيتان .... مفهوم جديد أخذت أذرعه تتغلغل في الجسد الطري لهذا الوطن منذ عقد ونصف، فهناك حيتان الدواء، وحيتان البورصة، وحيتان الأرز والسكر، لكن أن يكون هناك حيتان للانتخابات، فهذه هي " الحوتنة" الجديدة التي تتهدد هذا الوطن من خلال إحدى أهم مؤسساته التشريعية وهو مجلس النواب.نفهم هنا أن حق الترشح متاح للجميع ضمن الشروط التي حددتها القوانين والأنظمة الخاصة بالانتخابات، لكن ما لا نفهمه هو أن هذه القوانين نفسها تحرم الكثيرين من مبدأ تكافؤ الفرص بطريقة مبطنة وغير مباشرة، ولمزيد من التوضيح نسوق المثال الرمزي التالي: في ظل قانون الصوت الواحد، فإن الغلبة للعشائرية بمفهومها الآخر، فماذا يحدث إذا تقدم شخصان للترشح في دائرة واحدة، أحدهما شاب متعلم ومثقف وعلى قدر كبير من الحراك السياسي والاجتماعي، يفهم حاجات الوطن الجديدة، وليس مستعداً أبداً للمساومة على الثوابت، وآخر لا يملك الا المال والنفوذ، فمن الذي سينجح؟.

وفي عصر سيطرة المال السياسي – كما سماه دولة رئيس الوزراء – فإن الإجابة حتماً ستكون بأن الذي يملك المال والنفوذ هو الذي سينجح، ومعنى هذا، أن مجلس النواب القادم سيكون على هيئة " كروش مالية" بدءاً من الرئيس وليس انتهاءً بكرش صغيرة لإحدى نائبات الكوتا.

ثمة كثير من التساؤلات حول قانون الانتخابات المعمول به حالياً، فإضافة للبند العرفي الخاص بالصوت الواحد، فإن هناك ثغرة أخرى أشد فداحة من الصوت الواحد، وهو ترك القانون المجال لنائب المال والنفوذ أن يترشح وأن ينجح مئة مرة، مما يحوّل مجلس النواب إلى " إقطاع قانوني" ومسرحاً لعقد الصفقات السياسية والمالية والتجارية.

لم نسمع في الديمقراطيات العريقة في بعض دول الغرب أن ترشح نائب أكثر من مرتين، حيث تحدد قوانين الانتخابات هناك أنه لا يجوز للنائب أن يترشح أكثر من مرة، وهذا تحديد ذكي لإتاحة الفرصة للدماء الجديدة وللأجيال الشابة للمساهمة في خدمة الوطن.

تخيلوا معي، ماذا لو لم يكن هناك قانون يحدد سن التقاعد؟، وماذا لو أتيح لرئيس جمهورية جاء بالانتخاب أن يترشح وأن ينجح ألف مرة؟ معنى هذا أن بعض الأجيال ستولد في ظل هذا النظام وتموت، دون أن تتاح لها الانخراط في النشاطات التي يقبع على رأسها هؤلاء الحيتان الذي لن يسمحوا أبداً للآخرين بالمشاركة.

مطلوب الآن وأكثر من أي وقت مضى، أن نعيد النظر في كثير من بنود قانون الانتخابات، يجب أولاً دفن قانون الصوت الواحد بلا تأسف عليه، لأنه يفرز نائب عشيرة ومصالح شخصية ضيقة وليس نائب وطن، وأن يستعاض عنه بقانون الصوتين، صوت الدائرة الواحدة، وصوت المحافظة، كما يجب على القانون الجديد أن يمنع نائباً من الوصول لمجلس أكثر من مرتين، حفاظاً على حيوية وحركية مجلس النواب الذي هو صورة الدولة وهيبتها في الداخل والخارج.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :