عمون - خاص - بينما تحرص بعض النساء على تنسيق الملابس عند تعليقها على الشرفات، من خلال مراعاة الانسجام في أحجام القطع المنشورة وألوانها، فإن أخريات لا يكترثن لكيفية نشر الغسيل على الأماكن المخصصة.

وكما تقول فيروز البدور -ربة منزل- "ليس غريباً أن نشاهد ملابس ذات ألوان بيضاء وصفراء وحمراء وبنفسجية اللون تنشر دون مراعاة ترتيب الألوان وكأنها حبال من الزينة".

وترفض تلك السيدة نشر أيٍ من قطع الغسيل دون مراعاة التنسيق في حجم ما هو منشور، ليكون على نحو متسلسل، مشيرة إلى أهمية مراعاة عدم نشر الغسيل ذي اللون الأبيض مع غيره من الألوان الفاقعة اللون، في إشارة للتعبير عن الذوق.

كما أن مخلد الرماضنة -صاحب بسطة- يتساءل عن الشعور الذي ينتاب أي شخص في لحظات يقف بها على رصيف أحد الشوارع، ليفاجأ بقطرات ماء تتساقط عليه، قد يكون مصدرها ملابس لشخص آخر؟!

ويرى أن ظاهرة نشر الغسيل على شرفات المنازل خصوصاً في المباني السكنية قد يسبب أحياناً عراكاً بالأيدي بين سكانها ونشوب خلافات في حال عدم تنشيفها بشكل يحول دون تساقط قطرات من المياه على شرفات الجيران في الطوابق السفلى.

ويعتبر أن تعليق الغسيل لكي يجف في شرفات البيوت المطلة على الأزقة الضيقة "مظهر يثير غضب آخرين".

وحسب سيدات فإن وجود مناشر غسيل مصنوعة خصيصاً لهذه الغاية، لا يثني عن استخدام حبل الغسيل، الذي يبقى رونقه قائماً، باعتباره وسيلة لممارسة بعض التمارين الرياضية، عدا عن الحصول على رائحة جميلة للثياب، وهو بديل عن آلات التنشيف الكهربائية التي تستهلك طاقة.

وتنتقد مها القاسم بروز هذه الظاهرة على نحو عشوائي يؤثر على البصر، في حال عدم مراعاة التنسيق في نشر الغسيل، عدا عن كونه يعتبر ظاهرة غير حضارية في حال نشر على أماكن مطلة على الشوارع العامة والمناطق السياحية.

ويحمّل مخلد سعد الصرايرة البلديات مسؤولية في هذا الجانب، داعياً إلى ضرورة إيجاد تشريع يحدد أماكن نشر الملابس على اسطح وشرفات المنازل، على نحو يضمن عدم ظهورها على مرأى مستخدمي الشوارع العامة.

ويؤكد أهمية أن تضع الجهات المعنية نصاً في شروط الحصول على رخص البناء، يحدد شروطاً خاصة لأماكن نشر الغسيل، أسوة بما هو معمول به في دول مختلفة، تعتبر نشره في أماكن محددة مخالفة يعاقب عليها القانون.

وفي هذا السياق يؤكد مراقبون أن نشر الملابس على شرفات المنازل، ظاهرة غير حضارية، يجب الحد منها، حفاظاً على جمالية مدن المملكة.

ويطالبون وزارة الشؤون البلدية وامانة عمان الكبرى بتطبيق إجراءات تمنع هذه الظاهرة في المناطق السياحية، للحفاظ على الجانب التراثي لمدن المملكة.

ويعول مواطنون على الإعلام بوسائله المختلفة دورا مهماً في توعية المواطنين للحيلولة دون نشر الملابس على شرفات المنازل المطلة على الشوارع العامة.

ظاهرة نشر الغسيل بشكل عشوائي دفع دولاً مختلفة لإصدار قرارات بعضها مؤقت وآخر دائم، لمنع مواطنيها من تعليق غسيلهم على الشرفات باعتباره منظراً غير لائق.

وفي عام 2006 استضافت مدينة سان بطرسبورغ قمة الثماني الكبار وصدرت التعليمات لأصحاب المساكن الواقعة على المسارات الرئيسة تطلب "عدم نشر الغسيل" في الشرف والنوافذ المطلة على الطرق الرئيسة في قصر قسطنطين -أحد أجمل قصور المدينة بضاحية ستريلنا على ضفاف الخليج الفنلندي، حيث عقدت القمة.

وفي عام 2001 طلب المجلس المحلي لمدينة جنوا في ايطاليا من المواطنين الامتناع عن تعليق غسيلهم من الشرفات على طول الطريق الذي سيستخدم لنقل زعماء العالم من المطار إلى داخل المدينة للمشاركة في قمة الثماني الكبار.

وفي الولايات المتحدة الأميركية نساء تحركن للقيام بحركة لمناصرة البيئة من أجل استعادة حق نشر الثياب المغسولة على الحبال في الهواء الطلق.

وجاءت المطالبة بحق نشر الغسيل على الحبال، بعد أن حظرت على المواطنين لأسباب جمالية. كما أن رئيس بلدية نيقوسيا، عاصمة قبرص، حظر على سكانها نشر غسيلهم في الهواء وفرض غرامة على المخالفين في إطار خطة لتجميل المدينة.

وفرضت نيقوسيا غرامة بحدود مائة دولار على المخالف الذي ينشر ملابسه الداخلية في الهواء لترفرف بشكل غير ملائم في الشوارع الضيقة للمدينة التي ترجع إلى العصور الوسطى.

وفي نيوزيلندا فإن القانون يمنع سكان الشقق من تعليق الغسيل في شرفات تطل على الشوارع التي هي وسط المدينة.

يشار إلى أن دولاً مختلفة تصدر مثل هذه القرارات عند استضافة أحداث مهمة.