لا بد أن يجد شمعون بيرس رئيس دولة العدو الصهيوني ألف مناسبة و مناسبة لتبادل رسائل " حميمية " جديدة بينه و بين الرئيس المصري " و الإخواني " الجديد الدكتور محمد مرسي ... فعيد الفطر و عيد الأضحى و غيرها من المناسبات و الأعياد الوطنية المصرية على الأبواب التي يحفظها قادة العدو عن ظهر قلب لممارسة " حرب الإذعان " على الرئيس المصري الجديد الذي كما يبدو رفع الراية البيضاء أمام خصمه .. و كسر مقولة المصريين التاريخية : " عدو جدك لا يودك ..!! "

المهم .. أن رسالة الجمهورية المصرية نفت أولاً رد الرئيس مرسي على الرسالة التي أرسلها اليه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك .. ثم عادت " رئاسة الجمهورية " نفسها و لا بد بإيعاز من الرئيس مرسي كما يبدو فأكدت وصول الرسالة و الرد عليها ... و حدث كل هذا بعد أن قامت وسائل اعلام العدو المقروءة و المسموعة و المرئية بنشر الرسالة كاملة و هذا نصها : " الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس رئيس دولة إسرائيل .. لقد كان من دواعي سروري أن أتلقى تهنئتكم بحلول شهر رمضان المكرم .. و استغل هذه المناسبة "لتكرار" سعيي لبذل الجهود لإعادة عملية السلام و تحقيق الأمان و الإستقرار لجميع الشعوب و منها " الشعب الإسرائيلي " " انتهت الرسالة .

لاحظوا .. تناسى أو يتناسى الرئيس مرسي تماماً " الشعب الفلسطيني " الذي ينكر القادة الإسرائيليون أنه شعب و قد قالت غولدا مائير اين هو الشعب الفلسطيني : لا يوجد شعب فلسطيني ..؟! في حين ذكر الرئيس مرسي " الشعب الإسرائيلي " في رسالته مع انه " شعب مخترع " من شعوب كثيرة في أوروبا و آسيا و أفريقيا و غيرها .. و لم يتذكر الرئيس مرسي أن هناك أرضاً عربية محتلة من قبل إسرائيل و أن هناك مقدسات محتلة في القدس و بيت لحم و الخليل و غيرها و لا بد أن يعود الشعب الفلسطيني الى أرضه و دياره و أن هناك أرضاً سورية محتلة هي الجولان و هي فرصة ثمينة "غابت" عن رئيس مصر و يعتبر بمثابة " الأخ الأكبر " للرؤساء و الحكام العرب , يمكنه و " المناسبة دينية " بحتة أن يقول : أن العرب و المسلمين يعتبرون القدس و المسجد الأقصى فيها قبلتهم الأولى , و أن الأديان الثلاثة : الإسلام و المسيحية و اليهودية هي أديان "عربية " و أن الرسل الذين ارسلت اليهم هذه الديانات هم من العرب و أن هذه الديانات الثلاثة نشأت و انتشرت و توطدت في الديار العربية ثم انتقلت الى جميع المؤمنيين بها في العالم و منهم مسلمي و مسيحي و يهوديي أوروبا الذي جاء منها شمعون بيرس و جميع قادة العدو الصهيوني .

طيب ٌ .. لماذا هذا الدفاع المستميت .. و الضعيف من رئاسة الجمهورية عن رد الرئيس المصري الى الرئيس الإسرائيلي خاصة عندما قالت : إن الرسالة " بروتوكولية " .. و تمت من خلال " القنوات الدبلوماسية " ... و أن " إدارة المراسم " قد قامت بإرسالها و كل هذه الدفوعات جاءت لتبرئة الرئيس المصري من عملية الإرسال , و تحدث كل هذه التبريرات و الرئيس المصري قد وقعها بإسمه الصريح , و هنا تضيع " فرصة أخرى " على رئاسة الجمهورية لتكتب للرئيس الجديد .. و المبتدئ رسالة أقوى و أوضح تزعج و تغضب ببيانها و بلاغتها الرئيس شمعون بيرس و الحكومة الإسرائيلية و " أخواتها " ...

و نحن في سيرة رسالتي بيرس و مرسي " الحميمتين " أتساءل و يتسائل معي كثيرون من المصريين و العرب و جميع الشرفاء في هذا العالم : لماذا لم يرد الرئيس مرسي على رسالة الرئيس بشار الأسد و التي تتضمن المباركة له بإنتخابه رئيساً لجمهورية مصر بينما نراه قد " أذعن " ل "مرسول الحب " الذي جاءه من شمعون بيرس و هو مجرم حرب و قاتل للأطفال في بحر البقر و غزة و قانا الأولى و الثانية و غيرها ... و من حقنا أن نتساءل أيضاً هل يهدد الرئيس بشار بتدمير السد العالي و احتلال سيناء و إغلاق قناة السويس مجدداً كما يفعل شمعون بيرس و ليبرمان و قادة إسرائيليون آخرون ... أتعرفون : لم يرد الرئيس مرسي على الرئيس بشار لأن واشنطن و باريس و لندن و تل أبيب و دول نفطية و غير نفطية قد أجمعت على كره الرئيس السوري و الجيش السوري و حزب الله و قد وصل الأمر الى ما يشبه الإذعان من الرئيس المصري الجديد ...

و بمناسبة الرسالتيين " الحميمتين " بين بيرس و مرسي اتذكر هذه الحكاية : سأل رجل شيخاً سيدي الشيخ : هل يُؤكل لحم " الواوي " ( و هو اسم يتدوال للثعلب في بلاد الشام ) فغضب الشيخ أشد الغضب من السائل و نعته بأقصى الصفات و العيوب .. و هنا همس الرجل في أذن الشيخ : سيدي , لقد أرسلت نصف " الواوي " الى بيتك .. و هنا انفرجت اسارير الشيخ و ربت ّ على كتف الرجل و هو يبتسم: يا بني هذا ليس " واوي " و إنما هو " وي وي " الذي يحل أكله ..!!

و هذا ما يجري الآن من " إخوان " هذا الزمان الذين طالما وصفوا اليهود بأنهم أولاد القردة و الخنازير .. و عندما شبوا عن الطوق و صاروا رؤوساء جمهوريات وصفوا هؤلاء اليهود " بالشعب الإسرائيلي " .. فسبحان مُغير الأحوال ..!!