facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوجبات السياسية !!


د.عبداللطيف الرعود
11-11-2007 02:00 AM

قل لي كيف تأكل أصف لك من أنت!
إختص كل شعب بذوق خاص يميزه في الأكل عن غيره من الشعوب و أصبح هذا اللون الغذائي الشهير جزءً من تراثه ، و هو من رزق الله لهم قال تعالى
" يا أيها الناس كلوا من طيبات ما رزقناكم حلالاً طيبا "
لكن السياسيين استغلوا شهرة هذه الوجبات و وظفوها لتصبح مكملةً للبريستيج السياسي الخاص بهم في مهرجاناتهم و مقارهم الانتخابية .فلو قلنا مثلاً في فرنسا يجتمع السياسيون و منهم العرب في أرقى أحياء باريس السياحية
" الشانزلزيه " و يجتمعون على مائدة " تشتابريو " في مطعم " بيتزابينو " و في الولايات المتحدة الأمريكية يجتمع كبار الساسة الحزبيين و الحكوميين في مطعم " ستيك هاوس "
في المدن الرئيسية على مائدة " توب ستيك " و لكن تناول الوجبات السياسية تبدو أكثر وضوحاً في دولتين هما الهند و الأردن .

ففي الهند تستعمل الوجبة الرئيسية في الانتخابات البرلمانية لاختيار أعضاء البرلمان الأم
"Lok sabha" و يتنافس فيها حزب المؤتمر الهندي و حزب الشعب الهندوسي المتطرف و حزب الكونغرس من أصل 42 حزباً ، و يتقدم مئات الملايين من الناخبين ، و لا عجب أن يقدم لكل ناخب هندي هذه الوجبة و هي " الدال مغني " و هي العدس الأحمر مع
" الروتي " شريحة من الخبز ، إذ يتكلف المرشحون بتقديم هذه الوجبة بالإضافة إلى تأمين المواصلات إلى مراكز الاقتراع من قطارات و حافلات و لكن الناحية السلبية هي عند فشل أي مرشح من هذه الأحزاب ينكفئ عن الالتزام بتأمين المواصلات لهذه الأعداد الهائلة ، إذ ترى نصف سكان الهند يسيرون مشياً على الأقدام و لعشرات الكيلومترات .

أما في الأردن فمع تقدم 989 مرشحاً و مرشحة لشغل 110 مقاعد في المجلس النيابي الخامس عشر ، و بجانب المال السياسي المستعمل من قبل بعض المرشحين تبرز " الوجبة السياسية !! " بوضوح في مقرات معظم المرشحين ألا و هي:

" المنسف " ملك السفرة الأردنية ، و تعد " ثقافة المنسف " الحدث الأهم في تنشيط العلاقات الاجتماعية و أصبح سيد الموقف ، ففي الدورة الرابعة عشرة للبرلمان صرح النائب محمود الخرابشة بأن المرشحين قد قضوا على نصف الثروة الحيوانية في الأردن!! ، و في الدورة الحالية أعلن أحد المرشحين نيته تقديم 20 طن من اللحمة البلدية إكراماً للناخبين و قد لوحظ أن تقديم " المنسف السياسي " لم تقتصر على المرشحين الرجال فحسب بل تعدى ذلك إلى المرشحات من النساء اللاتي قمن بتقديم هذه الوجبة في مهرجاناتهن الانتخابية أيضاً و لم تقف هذه المهازل عند هذا الحد .

ففي خطبة الجمعة الماضية في مسجد من مساجد عمان الشرقية قام الخطيب يسرد قصةً واقعية حدثت معه في هذه الأيام فاجأتنا جميعاً و جاء فيها أن بعض المرشحين قاموا بتقديم طرود تحتوي على مواد غذائية إلى الخطيب ليقوم بتوزيعها على الفقراء و المحتاجين من الناس ، و عند فتح الطرود وجد بداخلها إسم المرشح و عنوانه و رقم هاتفه و هي دعوة صريحة لهؤلاء الفقراء لانتخاب هؤلاء المرشحين مقابل هذه الطرود مستغلين ظروفهم المعيشية أبشع استغلال !!!

و تستذكرني حادثتين تاريخيتين حدثتا بين الساسة و الفقراء ذات دلالات سياسية و اجتماعية و من أجل الموعظة:

الأولى : و هي علاقة " ماري أنطوانيت " زوجة لويس السادس عشر " بعبقرية البسكويت " في ذلك الزمن عندما كانت تخطب في فقراء باريس الذين تظاهروا من الجوع و قالت " حين لا تجدون الخبز كلوا بسكويت "
و الثانية :حين قام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتفقد الرعية ، و تقدم إلى خيمة فوجد فيها عجوزاً تقوم على أطفال لها جياع فسألها عن حالها و هل عمر بن الخطاب يعلم بحالها و لم تعرف أنه أمير المؤمنين فتوجهت بالنقد اللاذع لأمير المؤمنين و قالت جملتها الشهيرة " إنه تولى أمرنا و لا يدري بحالنا "
فتوجه بنفسه إلى بيت مال المسلمين و قد ابتلت لحيته بالبكاء و حمل كيساً من الطحين و بعض الغذاء و أصر على المرأة أن تطعم أطفالها و هو جالس حتى يطمئن أنهم شبعوا قبل أن يتركها ، و أمر لها بمعاش.
و يستخلص من هاتين الحادثتين ما يلي :

أن ماري أنطوانيت كانت بعيدة كل البعد عن أحاسيس و مشاعر الفقراء و معاناتهم ، فيما مثل أمير المؤمنين رضي الله عنه ظاهرة القرب كل القرب من أحاسيس و مشاعر الفقراء و معايشة أحوالهم .

على الساسة و المرشحين للبرلمان أن يتقوا الله و لا يفسدوا ضمائر الناس و يشتروا ذممهم و منهم الفقراء باستغلال ظروفهم المعيشية بشكل خاص و الظروف الاجتماعية بشكل عام ، و أن يعتبروا من قصة أمير المؤمنين مع العجوز الفقيرة و أطفالها و أن يتلمسوا أوضاع الناس لأنهم الأدرى بفقراء الشعب ، خصوصاً هذه الأيام سيما و أنهم يقرأون أسماءهم و أسماء أفراد أسرهم واحداً واحداً لا لإحصاء جيوب الفقر في الأحياء و المدن و الأرياف و إنما لتفقد الكشوف الانتخابية و عد الأصوات التي ستدخل صناديق الاقتراع.
DR.ROUD@YAHOO.COM





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :