كانوا سابقاً يطالبون بفصل الدين الاسلامي عن الدولة المسلمة، وكان لهذا دوافع عديدة منها التشبه بالمستعمرين الذين غزوا بلادنا فأورثوا فيها تلامذة يرددون ما حفظوا. من دون ان يميزوا ما يقولون، ومن دون ان يقرأوا ما يحفظون !ومنها الرغبة في لفت الانظار الى نظريات جديدة بغض النظر عن صحتها وهي رغبة في الشهرة، كذلك الذي كان يعتقد- وما زال تلامذته الى اليوم - أن أصله مجرد منظور ليصير انساناً! ومنها الجهالة بالحياة التي تحتاج الى ضوابط تحكمها وتسيرها حتى لا يكون الانسان فيها أشبه بالانعام التي تأكل وتشرب وتتكاثر وتنام وهي معيشة كثير من الناس في وسط سليم، فلا ابوه علمه الدين ولا امه ارشدته للفضائل ولا هو وجد من يأخذ بيده نحو الله وانما وجد الطعام والشراب والمدرسة وكوّن لنفسه بنفسه صورة عن الدين وحكم عليها!! وهو دافع بلا شك مضحك رغم أنه منتشر، وكثيراً ما أواجه به اثناء نقاشي مع بعض الطبقات " الراقية " حيث يقولون لماذا يأمر الاسلام بكذا؟! ثم يبدأون بالانتقاد والتنظير واللذع إلى أن ينتهوا من كلامهم! فأقول متبسماً : ومن قال أصلاً أن الاسلام يقول ما تقولون ؟! وعندها ترى الوجوم يعلو الوجوه التي كانت منفعلة ومحترقة وإذا بها تنزل في حرارتها الى ما دون الصفر!! فتثبت ان ثقافتها أصلاً كانت ما دون الصفر !! .
واليوم وصلت قناعات الناس إلى أن الدين أصبح مطلباً اجتماعياً وانقاذياً خلاصياً بعد أن جربت المجتمعات ترهات عدّة ما زادتهم إلا فرقة على فرقهم ، وفقراً على فقرهم ، وذلة على ذلتهم.
فمن الذي يمنع المتنفذ من أن يستفرد بالثروة من دون غيره إلا الدين؟! ومن الذي يمنع اليد أن تحوز الحرام إلا الدين؟! ومن الذي يمنع الاستفراد بسيارات الدولة المملوءة وقوداً على حساب المجتمع إلا الدين ؟! ومن الذي يمنع توزيع الاراضي على المتنفذين إلا الدين؟!
ومن الذي يمنع حكم الواسطات والمحسوبيات إلا الدين؟! ومن الذي يمنع تقديم العشائرية والجهوية على الكفاءة والخبرة إلا الدين؟!
ومن الذي يسوّي بين القوي والضعيف إلا الدين؟ ومن الذي...؟ ومن الذي..؟ قائمة طويلة فيها هموم المواطن كلها والجواب فيها واحد إنه الدين.
ولذلك أقولها لكل عاقل أو مصلح في بلدنا
من أراد الاصلاح فعليه بالدين
ومن أراد الفلاح فعليه بالدين
ومن أراد رضى الناس فعليه بالدين
ومن أراد رضى الله فعليه بالدين
ومن أراد الدوام فعليه بالدين.

reports@alarabalyawm.net

العرب اليوم