facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نتنياهو والضفة الغربية


د. رحيّل غرايبة
23-10-2012 04:14 AM

أعلن رئيس حكومة الاحتلال مرسوماً يقضي باعتبار الضفة الغربية ليست أرضاً محتلة، في تطوّر جديد للاستراتيجية الصهيونية الموضوعة سلفاً بالاستيلاء على كامل فلسطين، لتصبح أرضاً مستباحة للاستيلاء والاستيطان، وطرد أهلها الشرعيين وتشريدهم، والاستمرار باستقدام يهود العالم لملء أرض فلسطين بالمستوطنين الذين يمثلون خزاناً بشرياً للمحاربين الجدد من أجل استكمال بناء الجيش القوي الذي يتفوق على الجيوش العربية مجتمعة قوة وتنظيماً وتسليحاً حديثاً، بفضل الدعم الأمريكي، والتواطؤ الدولي، وضعف المحيط العربي.

لقد احتلّ الكيان الصهيوني الضفة الغربية منذ (45) عاماً، أي ما يقارب نصف قرن من الزمان، أمام بصر العالم وسمعه، وصدرت عدة قرارات دولية تدين الاحتلال وتأمر بالانسحاب، ولكن قوات الاحتلال تمارس مزيداً من الاستيلاء على الأرض، ومزيداً من بناء المستوطنات في كلّ عام من دون أن يرمش لها جفن حياءً من الشرعية الدولية، ومن دون شعور بأيّة ذرة قلق أو خوف من اثنتين وعشرين دولة عربية تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم.

خطوة "نتنياهو" الأخيرة لم تكشف عن شيء جديد حول طبيعة المخططات الصهيونية وحقيقة نواياها العدوانية، ولكنّها تكشف هزال العرب، وفشل النظام العربي خلال مسيرته الطويلة وعجزه عن بناء القوة العربية القادرة على حفظ ماء وجه العرب، كما كشفت الخطوة عن كذب أدعياء النضال والممانعة، الذين سلخوا (45) عاماً من عمر الأمّة وهم يحاولون خداع الشعوب وتضليل الجماهير بأنّهم يستجمعون القوة ويعدون العدة لإعادة بناء التوازن الاستراتيجي مع العدوّ، وإذ بهم يعدّون العدة وينفقون الأموال لإنتاج أجهزة القمع التي تديم بقاءهم في السلطة، وتكبت أنفاس الناس، وتصادر حرياتهم، واكتشفنا مؤخراً أنّ هذه الانظمة تعمل على تدمير الإنسان العربي وتعمل على ترسيخ الفقر والضعف والفرقة والتفكك الاجتماعي، والتخلف العلمي، وتعطيل أدوات الإنتاج وتبديد الموارد، وتقديم أكبر خدمة تضمن تفوق العدوّ وبقاءه، وإحكام سيطرته.

ينبغي أن نقف على مجموعة من الحقائق التي لا يمكن تجاهلها في تعاملنا مع العدوّ الاستيطاني الذي يعدّ الخطر الأهم والأكبر الذي يهدد مستقبل العرب، ومن أهمّها:
-الشعوب المقهورة الخاضعة لتحالف الفساد والاستبداد لا يمكن أن تكون قادرة على بناء النهضة وغير قادرة على مواجهة العدوّ، مهما كثر عددها، حتى تعيد تحرير نفسها من ربقة الاستعباد الداخلي، وتتغلب على الطغيان وتتخلص من نخب الفساد.

-المجتمعات المفككة التي تسودها النزاعات الداخلية، والعصبيات الجاهلية والانتماءات الجهوية الضيقة سوف تبقى ضعيفة وفاشلة وعرضة لسطوة العدوّ المنظم القوي حتى لو كان قليل العدد.

-القوة تنبع من الذات المستقلة عن أيّ ارتهان للخارج أو تبعية للأجنبي، ولذلك لا مناص للأمّة من أن تعيد بناء ذاتها بنفسها، وتحسن إدارة مواردها، واستغلال طاقاتها، ولا تنتظر الخلاص من أيّة قوة شرقية أو غربية.

-الأمّة المهزومة من داخلها، والمجردة من هويتها وثقافتها، والمبتورة عن تاريخها وحضارتها، لا تملك مقومات النهوض والاستقلال؛ ولذلك لا بد من إعادة الثقة بالنفس لدى الأجيال، وأن تشعر بالفخر لامتلاكها مشروعاً حضاريّاً فكريّاً راقياً، ومنظومة قيم نبيلة، ولديها مقومات النهوض والوحدة والتقدم والقوة الشاملة بكل معانيها.

وبناءً على هذه الحقائق ينبغي على الشعوب أن تتحرر من القهر وتتغلب على حالة العجز والتخلف وتطارد الظلم والفساد، وتتخلص من تركة الارتهان والتبعية، وترسي معالم الثقة بالنفس المفعمة بالايمان، وتعيد بناء ذاتها، وتوحد أجزاءها، وتحمل مشروعها ورسالتها وتقاوم الاختراقات الفكرية والمشروعات التبعية، والاستلاب الثقافي؛ من أجل مواجهة المعتدي واستعادة الأرض المحتلة، وتطهير المقدسات.إنّها طريق طويلٌ وشاق، ولكن ليس هناك طريقٌ غيرها.

(العرب اليوم)
rohileghrb@yahoo.com





  • 1 سلطي حر 23-10-2012 | 12:09 PM

    والله يا دكتور عربك ونفطهم وابراجهم وشيوخهم وما يسمى علماؤهم ونخبهم ومثقفيهم وسياسيهم واحزابهم...لاسائلين عن الضفه ولا الاقصى ولا الاقرب ...القضية تحولت لشعارات ومعارض صور ومجسمات تذكارية...

  • 2 الهيئة المستقلة للانتخابات 24-10-2012 | 12:33 AM

    آه يا ارحيل ما انساك ..ما اطيق الانتخابات بلاك ..شارك وانتخب يا غلاك ...يا ما احلى الاخوان معاك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :