facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سؤال بايـِخ!


رنا شاور
16-02-2007 02:00 AM

من أسمج الأسئلة التي تـُطرح على الأطفال بصدد حشرهم في (خانة اليك): "بتحب ماما أم بابا أكثر يا أمّور؟!”. هذا السؤال المستفز هو الخطوة الأولى التي تنزرع فيها معاني التردد داخل شخصية الإنسان.فالصغير الذي يتلقى السؤال كصفعة على الوجه يبدأ يراوغ ويتحايل ويتخبّط في الإجابة حتى يتنصل منها نهائيا لأنه يخاف أن يجيب: "ماما" فيحرمه "بابا" وجبة " هابي ميل" من ماكدونالدز، كما يخاف أن يصرّح بالعكس فتسلخه "ماما" كلمات على إيقاع " يا خسارة التربايه"!.كنت أفكر فيما سبق وأنا أسأل بعض طلاب التوجيهي عن الكليات التي يرغبون الالتحاق بها في الجامعات بعد انتهائهم من الثانوية العامة، لتجيء إجاباتهم غير جليّة وبدون قوام فكري ثابت مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. إجاباتهم غير المطمئـِنّة وغير الواثقة حملت بين طياتها القلق من إعطاء إجابة حاسمة وكأنهم في ريبهم يترددون. فطالب التوجيهي منذ البداية لا يعرف أين يقف و يتردد في اختيار تخصص (علمي أو أدبي) ويبدأ في البحث عمن يختار عنه لأنه لا يريد أن يتحمل وحده مسألة يندم عليها لاحقا، فما بالك مسألة التخصص الجامعي التي يعتبرها كثير من الأهلين مسألة خاصة بهم جميعا وليست قرارا شخصيا ومصيرياً للطالب؟!.

ليس فقط الطلبة، إنما كثير من الناس في حياتهم الشخصية والعملية يتمنون لو كانت حياتهم تسير في اتجاه واحد دون مسالك فرعية لأنهم ببساطة لا يجيدون الاختيار.. وهناك من يشعر أمام الاختيارات المتعددة في الحياة أنه أمام ورقة امتحان لا يقوى الإجابة عليها، فتراه يقاوم التغيير والفرص المقدمة إليه ليبقى مرتاحاً في دائرة المضمون التي يعيش داخلها.

هذه الفوبيا من اتخاذ القرارات أساسها التربية المبنية على سياسة المطلق كأن يقرر أصحاب الرأي في العائلة مصير الأصغر سنا أو الأقل شأناً وكأن الأمر لا يخص الآخرين. بالتالي يكبر الإنسان مترددا وخائفا من اتخاذ القرار بشكل فردي مما يحرمه من فرص حقيقية في الحياة. الخوف من الندم أو الفشل هي حالة طبيعية، لكن إن لم نكن أقوى منها ونتجاهلها، فكيف نتعلم الدروس ونحن لا نجرب ولا نؤمن بما نفعل؟. كن شجاعا وخذ قرارا، فلا أضمن لك في هذه الحياة شيئاً!.
وأنت عزيزي القارئ: " بتحب بابا أم ماما أكثر؟!"
ranaframe@yahoo.com
www.maktoobblog.com/shawar2






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :