facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطفلة عائشة .. من المعتقل إلى الحرمان


جودت مناع/ لندن
27-11-2007 02:00 AM

تحضني قصة الطفلة عائشة على استحضار ذكرياتي في أزقة المخيم ..المدينة والمعتقل. هي صور لمعاناة متماهية في لحظاتها لجميع الوطنيين الفلسطينيين منذ ستة عقود.
أنظر إلى إحدى صور الطفلة عائشة التي ولدت في معتقل إسرائيلي قبل ثلاث سنوات وهي تغادر المعتقل الإسرائيلي ..تمسك بيد محاميها تتأمل الأسلاك الشائكة من حولها حيث أمها عطاف أسيرة منذ سنوات بتهمة مقاومة الاحتلال.
صورة أخرى تظهر عائشة وهي تحاول تملك نور الشمس خارج بوابة المعتقل بعد بقائها في المعتقل بحضانة أمها ظلت خلالها ظلمة السجن تحجب الشمس عن طفولتها.

صورة ثالثة تمضي مترددة لترتمي على كتق جدتها العجوز بعد انتظار طويل أمام مشهد اعتادت عليه الأمهات الفلسطينيات وهن ينتظرن ساعات طويلة عند أبواب المعتقلات
الإسرائيلية.

صور ثم صور.. موقف ومواقف..أنظر إليها أكاد أتخيل بها الزمن كخط مستقيم فتبين أن هذه الصور تمثل نقطة من هذا الخط ثابتة على الزمن.

إذا نظرنا إلى تلك الصور فإننا نرى حاضرا جامدا ومبلورا منتزعا من سياق الزمن - حاضرا يمكننا أن نستشف منه ماضيه ومستقبله، وأن نستنتج ظروفه فقط من خلال معطيات محددة ضمن الصورة.

وبحق، فإن عصرنا هو "حضارة الصورة والقلم" وفي تعليق زميلتنا هديل تداخلت الكلمة بالصورة بشكل لا فكاك منه، والتبست النسخة الفوتوغرافية في زمن صار الناس به يؤمنون بأن الصورة تقول أكثر بكثير مما تقوله الكلمة، وتفوقها فيما تتضمنه من وحي.

وحين يدحض المثقفون والقيمون العقلانيون على اللغة التشويش بوضع أسس وقواعد نظرية، فإن الأمور تصبخ أكثر جدية خصوصا عندما يتناولون الكلمات والصور كما لو كانت شيئا واحدا عند تحليلهم للموضوع.

خلال زيارته لقطاع غزة حيث كانت الأمة موحدة، حين إذن نظمت وزارة شؤون الأسرى لقاءا للرئيس الأميركي بيل كلينتون ووزيرة الخارجية مادلين أولبرايت مع عدد من أطفال الأسرى الفلسطينيين في معتقلات إسرائيل فكانت لكلماتهم وقعا مؤلما على الأشجان والعواطف.

وبعد انهيار عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين شهدت البلاد أحداثا كالجريمة التي تعرضت لها أسرة طفلة ذهبت ضحية بقنابل جيش الإحتلال الإسرائيلي التي أسقطت على المتنزهين على شاطىء البحر.

إن زملائي من الجيل الإعلامي الجديد يضيفون قوة الإقناع التي تتمتع بها الكلمات، إلى قوة الإيحاء التي تتمتع بها الصور لكن المسؤولين لا يعيرون الحقيقة التي يستنهضها الإعلاميون ويخفقون في استحضارها بمؤتمرات صحفية أو وسائط أخرى وهو مالم يحدث لقضية عائشة.

وفي أوج الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الوطنيين الفلسطينيين تسرب إسرائيل معلومات عن نيتها إطلاق سراح أسرى فلسطيننيين لكنها تستبق تلك المبادرات المغموسة بالسم بسياسة الاعتقال البديل تفوق عدد الأسرى المنوي إطلاق سراحهم وبذلك يبقى عدد الأسرى على حاله.

إن أكبر دليل على سياسة الاعتقالات البديلة هو اعتقال والد الطفلة عائشة عشية مغادرتها المعتقل الذي ولدت فيه وافتقادها لحضانة أمها.

قدر عائشة - بعد ثلاث سنوات من العيش في الأسر مع أمها- أن ترى شمس الوطن بعينين استسلمتا لحرية حائرة بين عطف الإنسان وجمال الطبيعة. حرية أفشلتها الظروف الموضوعية نتيجة احتلال بغيض مزق الأرض وفرق بين الأهل فألقى بعائشة من المعتقل إلى الحرمان لتعيش بعيدا عن أبيها وأمها اللذان يتذوقان مرارة فراق طفلتيهما.

كاتب صحافي فلسطيني ومحاضر في الإعلام
Jawdat_manna@yahoo.co.uk





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :