لا تزال ظاهرة ضرب الطلاب منتشرة في مدارسنا خاصة الحكومية حيث نقرأ وبكثرة هذه الأيام عن انتشار هذه الظاهرة والتي تعتبر غير حضارية وأسلوباً غير تربوي ولا يليق بمعلمينا استخدامه كطريقة لردع الطلاب وتعديل سلوكهم مهما كان قدر الذنب الذي يقترفه بعض الطلبة.

ولا يزال بعض المعلمين يرددون ان استخدامهم الضرب كوسيلة لمعاقبة الطلبة هو أفضل أسلوب يجدونه لما يرون من مخالفات جسيمة يقع فيها اولئك الطلبة بحيث لا يجدون أفضل من هذا الاسلوب متناسين أن للضرب عواقب نفسية وخيمة على ابنائنا ولها أثرا سلبيا كبيرا على ردود أفعالهم بعد تعرضهم لأسلوب ليس له تفسير سوى استخدام العنف لايقاع عقوبة جسدية ونفسية على الطلاب.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه المعلمون أن الضرب أسلوب رادع للطلبة, نجد الرفض لهذا الاسلوب من قبل الكثير من التربويين والاكاديميين واولياء امور الطلبة بالاضافة الى المجتمع لاعتباره أسلوبا مرفوضا على صعيد الجانب الصحي والاجتماعي حيث يشكل عائقا أمام تقدم الطلاب من جانب, وأمام تطور العملية التربوية من جانب اخر, حيث يؤثر على سلوك الطلبة ويؤدي الى كرههم للذهاب الى المدرسة وفقدانهم رغبة التعلم.

فلا بد من من اعتماد أساليب تربوية اكثر رقيا في التعامل مع الطلبة تعود عليهم بشكل ايجابي تنعكس على ردود افعالهم وسلوكهم متجنبين تلك الاساليب التي تحط من كرامتهم وبالتالي تبقى الاهانة تسكن في نفوسهم الى زمن طويل ينعكس سلبا عليهم خاصة في مراحل تكوين شخصيتهم.

وعلى معلمينا ألا ينسوا ان النفس الانسانية تنطوي على مجموعة من الدوافع والميول, منها ما هو ايجابي ومنها ما هو سلبي, ويمكن لمعلمينا الاكفاء توجيهها او تعديلها بشكل سليم يركزون دورهم على تنمية تلك الدوافع السلبية وتوجيهها ايجابا بالاتجاه السليم ليكتسب الطلاب مزيدا من الفضائل والمبادئ الاخلاقية المقبولة,لان الاخلاق تنمو وترقى عن طريق التربية لدورها الاساسي والفعال في توجيه وتهذيب دوافع الانسان وسلوكه, وعليهم ان يبتعدوا عن العوامل التي تبث الرعب في نفس المتعلمين والتي تشكل مصدرا لتوتر علاقتهم مع البيئة التعليمية وبالتالي ايصالهم الى مرحلة الاحباط الذي يجعلهم يمقتون الدراسة فيفشلون فيها.

ونحن كمربين, علينا ان نستخدم ارقى الاساليب والتي تتمثل في الرفق واللين مع المتعلمين وعدم الاستبداد بالاساليب, وعلينا ان ندرك الاسباب التي تؤدي الى تمرد بعض الطلبة والسبيل الى تقويمها,وعلينا ان نمارس التربية المتفهمة لنصل بالطالب الى الشعور بالامان ولا بد من وضع منهج متوازن عند التعامل مع اي طالب مذنب مستمدين مبادئنا وقواعدنا من قراننا الكريم وديننا الحنيف الذي وضع قواعدا للسمو بالانسانية والارتقاء بها بعيدا عن الرتبة الحيوانية, ولنتذكر دائما الحقيقة القائلة "اذا اردت ان تغرس غرسا في ارض فانه لا بد من معرفة نوعيتها, وغرس البذور التي تتناسب مع تلك النوعية".