من لواء عي .. من جبالها الشامخة شموخ هامتك ومن ينابيعها النقية نقاء دمك المهراق فداء لأطفال الأردن وكبريائه ..ومن زيتونها العتيق وكل كف طيبة لامسته ..ومن تلالها البهية أيها التل الجميل .. لواء عي الذي زرتَه ذات صباح اردني نقي فغنى لك الزيتون والشباب (فوق التل وتحت التل اسأل عنا ما بتنذل) ..هذه كوكبة من الشهداء تحييكم في ذكراك يا ابا مصطفى وابن عرار شاعر الاردن الكبير ..لا يراد للاردنيين يا ابن عرار ان يكون لهم رجالات منهم يلتفوا حول تاريخهم وسيرهم بل يراد لهم ان يكون الرغيف المستدير هو سيدهم المطاع ويكونوا واعناقهم مشرئبة (للميت ين نيرة اخر الشهر) يتنالولوها بيد لينشغلوا طوال الشهر باعادتها لبنودها المقررة سلفا وهكذا في حلقة لاتنكسر وسلسلة لا تنتهي..لذلك تمر ذكراك مرور الكرام بينما يكون الحديث عن الغاز والكاز والطحين هو سيد الاحاديث.. فيراد للاردنيين ان يكونوا صغارا وعبيدا للرغيف في زمن البزنس والعولمة والخصخصة والمصمصة ..

هذه تحية من كوكبة من شهداء عي باسم اخوانهم شهداء الاردن كله ..فأنت شهيد كبير وأحق بتحيتك منا هم الشهداء مثلك.. يا بن عرار مصطفى وهبي التل.


"ينابيعُ للشهادةِ والزّيتون"


وطني أُحِبك ، لا أريد شكـــــورا
وأحب وجهـك مشرقا ونضــيرا
وأحب ذراتِ الــترابِ تضـمّخت
بنجيع من ضحوا لديك بكـــورا:
زيدٌ ومُسْـلم ثم يحي ، أحـــــمدٌ
ومحمدٌ ، عبدُالسلام سفــيرا*
وفلاح ، مُفلح .. ثم ضامن معهم
توفيق ضحوا كي تظل وفيرا*
وسواهم جادوا بأغلى أنفـُــــس ٍ
نذروا الحياة لكي تعيش نذورا
وتدافعوا والمـــوت أسمى غاية
لعيـون طفل كي ينام قـــــريرا
وأحب أرضك والسماء وأنجماً
والمــاء يا صفـصافة وجـهيرا
يا عي يا عَمال يا شــــلوى ويا
دُفلى وجدتك سلســلا ونمــيرا*
وأحـب اهلكَ وادعين حـــمائماً
حــتى إذا استنهضتهم فنسـورا
عـزم الرجال سـواعد لا تنثني
صيرن من صم الصــــــخور حريرا
وجعلن من جرد الجبال حدائقا
تينا وزيتـــــونا بها وتمـــــــــــــورا
هــذي الجبال تلفهـــم ويلفـــها
عزم له غدت الجبال بحـــــــــورا
مثلَ الينابيع التي تروي الثرى
يروون دوحَكَ كي يظل نضيرا
وطني وهـبتك خافقا أحــيا به
ودمي .. وأبقى غارما وأسـيرا!
-------------------------
*هم كوكبة من شهداء الوطن من هذا اللواء
المعطاء ضحوا للوطن في بواكير شبابهم .
** الصفـصافة والجـهير وعي والعَمال وشلوى
والدفلى أسماء لعيون ماء في اللواء.