facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اضحك الصورة تطلع .. أقوى


د. هاني البدري
27-12-2012 05:46 PM

وكأننا في غرفة الاتصالات التي كانت تظهر في برنامج (ذا فويس) حيث كانت الشاشة تحمل الكلمات الاكثر تكراراً في رسائل الجمهور. ( نجم النجوم، فراولة، قلوبنا معك، الصوت الرائع، و..تسلملي الطلة), ذات الاحساس يتملكك وانت تتجول راصداً العبارات الاكثر تكراراً في شعارات المرشحين للانتخابات القادمة.

"حقنا وحقكم، الجرأة، القوي الأمين، مكافحة , فساد، صوتكم، التغيير، المستقبل، الغد، الشباب، الوحدة الوطنية، آن الاوان.." وغابت.. تسلمي الطلة.

ومع بزوغ فجر كل انتخابات، تذهب القرارات التحليلية في برامج المرشحين لتؤكد ان ميزانيات دول عظمى واعمار فوق اعمارنا لا تكفي للايفاء بالوعود وتحقيق الشعارات الكبيرة، التي تنطلق عادة من رحم تربيتنا القائمة على المبالغة والتهويل، الا نكرر كل يوم "اتصلت بك مليون مرة.. ولم ترد" او "فلان لديه اموال لا تأكلها النيران" أو من شاكلة "المسؤول الفلاني عيَن مليون موظف من أقاربه.."؟!

المهم اننا مطالبون بتصديق ما يجري على الارصفة والميادين من وعود وعهود. ومجبرون على تقبل كل الايماءات والابتسامات المرسومة بعناية، والوجوه ذات الطلة الجديدة، والتفاصيل التي تشي بالجدية، أو لغايات استثمار الظروف المحيطة، ملزمون بأن نمرر كل ذلك عن طيب نفس أو رُغماً عنا، ولكن دعونا نتساءل معاً..

كيف يمكن لميادين مُنع فيها التجمع لاكثر من شخصين، وأُبعدت فيها جموعٌ كانت تطالب بحقوق لها أو برفع مظلمة، أن تسمح لكل هذه البوسترات الضخمة لان تتواجد بهذه الكثافة، دون ادنى احترام لتعليمات الدعاية الانتخابية، فتراها تحتل الدواوير، تمنع الرؤية امام من يتلمس طريقه، وقد تسبب بعضها بالفعل بحوادث مرورية، ومطلوب منا أن ننتخب اصحابها هكذا وبنظريتنا التاريخية "هذا اللي اجاك"..!

ثم ماذا عن موال "صوتك" الذي ما انفك مرشحون كانوا نواباً في المجلس السابق يستخدمونها وبكل هذه الجرأة، وهم انفسهم من صوتوا لكتم صوت الصحافة في قوانين المطبوعات والنشر ولحجب صوت ناخبيهم في قوانين اخرى، وجلسات سُربَ فيها النصاب مراراً، فيما جلسات الثقة التي دخلت غينيس باقتدار لم تر صوت الناس ابداً، امام صوت نظريتنا التاريخية الاخرى "بالعقل"..!!

كيف يمكن ان أثق بمن يعدُني بإيصال صوتي وهو نفسه من كتمه تحت القبة في مناسبات عديدة..؟ّ!

وأي حملات انتخابية تلك التي يتوقع أصحابها نتائج مُبهرة وفي هذا الزمن الذي تفتحت فيه العيون، وادرك الناس من كان معهم ومن وقف في الجانب الاخر منهم.. يتكئ فيها أصحابها على الصورة البهية الملونة كقاعدة للوصول الى قلوب الناخبين..

ألا يدركون بعد خطورة (الصورة), وتأثيرها المزدوج في انتخابات العالم، حين سقط الرئيس فورد بسبب صورة, وأُبعد مرشحون رئاسيون وانتهى سياسيون بسبب صورة..

سألني صديق مندهش، ألا تعتقد أن صور بعض المرشحين هي نفسها تلك التي أُستخدمت سابقاً ايحتفظ بها سدة بيته..؟!"، انتبهت أن الزمن تغير وخبرة الناس وتجاربهم أيضاً، وباتت تلك الصور القديمة التي تملأ فضاءات الدنيا بالابتسامة والرتوش المتقنة على (الفوتو شوب) لا تُجدي نفعاً.
سألت نفسي ماذا لو رأينا مُرشحا يضع صوراً لمواطنين يعانون الأمرين امام مؤسسات الوطن الرسمية، او لشباب متعطلين عن العمل، او جيوب فقر تتطلع لمن يضعها يوما في صورة، او حتى لسيدة أُردنية أُعتديَ عليها بسبب نعومة قوانين حماية الاسرة او التحرش، حتماً سيكون ذلك أجدى وأنفع من تلك الصور التي حفظناها وعرفنا من وراءها عن ظهر قلب...؟!

بعض الظرفاء يتساءلون عن هذا الكم الهائل من الإعلانات المنتشرة في الشوارع والخاصة بمعاجين الاسنان، ذلك ان من أخذ كل تلك الصور لمرشحين من مختلف الأعمار والفئات، كان يشدد على ما يبدو "وين الابتسامة يل بيك؟!.."

ثم ألا تعتقدون ان المواطن وصل لمرحلة أدرك فيها جدية الشعار من عدمه، وهو بهذا بحاجة الان لأن يعرف اكثر ماذا بعد الصورة والبرنامج الانتخابي والحملة والصيوان، والى اين تأخذونه معكم..

من منا لم يرصد هذا التكرار المُمل للعبارات التي أصبح المواطن الاردني خبيراً بها.. أليس حرياً بكم في طريقكم إلى العبدلي ان تبحثوا عن اوجاع الناس وآلامهم وأن "تُبَحبشوا" في تجاربهم المريرة مع مجالس نواب سابقة جاءت على وقع ذات الوعود الفضفاضة..؟!

بالمناسبة في بريطانيا، يقوم جمهور الناخبين بالاحتفاظ بيافطات مرشحيهم الذين انتخبوهم ويضعونها في كل مناسبة امام بيته ليذكرونه بما اتفقوا عليه من (الاول).





  • 1 من الزرقاء مع التحيه 27-12-2012 | 11:47 PM

    انت انسان رائع يا اخي هاني البدري ، ضربت على الوتر الصحيح


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :