facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التاريخ .. سيكتب !


د.احمد القطامين
12-01-2013 09:03 PM

مع مطلع عام 2011 كان المشهد العربي يعبر عن شكل غريب من ممارسة الحكم. أنظمة عائلية تدير السلطة وتهيمن من خلال أجهزة امنية بالغة القوة على مفاصل الحياة بجوانبها المختلفة.. تسيطر على كل السلطة وتتقاسم نسبة هائلة من الثروة مع مجموعة من القوى الصغيرة الحجم قليلة التأثير والعدد بعيدة عن الانتماء الى اية فكرة غير جمع المال وممارسة شيئا اقرب الى فتات السلطة من خلال احتلال بعض المواقع الحكومية التي يغلب علية طابع "البرستيج" لا غير , مقابل ولاء مطلق للسلطة الحاكمة فعلا.

وما ان شارف عام 2011 على الانتهاء حتى اخذت احداث مفاجأة وبعيدة تماما عن التوقع، تحدث.. سرعان ما ادت الى ان بعض هذه الأنظمة اخذت بالتساقط بسهولة امام حشود شعبية هائلة اخذت تتدفق الى شوارع المدن المكتظة بالسكان الذين يعانون من شتى أنواع الفقر والجوع وانعدام المؤسسات القادرة على احداث التنمية في اوطانهم، وهنا سقطت بعض الأنظمة العربية وتبلور ما سمي بالربيع العربي ..

وما ان سقطت هذه الانظمة حتى اخذت قوى بعينها تملأ الفراغ وتتقمص –مع الأسف- أدوارا لا تختلف في مدلولاتها ومضامينها عن تلك الأدوار التي كانت أنظمة الفساد الساقطة تمارسها.

تفاجأ الانسان العربي الذي تعود على نمط من الحكم الاستبدادي الصارم بالاحداث.. فارتفعت معنوياته امام اعجاب العالم في طول الكرة الأرضية وعرضها بما يحدث.. واخذ بتقليد الاحداث التي اسقطت أنظمة مشابهة.

وبينما كان العالم مشدوها بما يحدث كان ما تبقى من أنظمة الاستبداد قد بدأت في استيعاب أسباب ما يجرى.. فبعضها سارع الى اجراء إصلاحات سريعة "مسلوقة" على وقع ما يحدث وبعضها الآخر فضل ان ينتظر ويتحسب لما قد تأتي به التطورات مع اتخاذ إجراءات احترازية بمعونة خبراء غربين متمرسين في تعليم فن البقاء بالرغم من كل الظروف المعاكسة.. رافق ذلك ضجيج عال لإيهام المواطن ان شيئا ما قد يتمخض عن هذه الحركة المصحوبة بالأصوات العالية.

فجأة وبدون مقدمات دالة، حطت سفينة الربيع العربي في بلاد الشام.. ومع ان الممهدات كانت احداثا بسيطة معزولة تتطلب استراتيجية تفاعلية للتعامل معها الا ان النظام في سوريا فشل بصورة مأساوية في ادراك مغزى ذلك ووسط الارتباك الكبير الذي وجد نفسه فيه قرر ان المواجهة قد تكون حلا ناجعا.. فدخل في النفق المظلم وتدفقت الى سوريا قوى من شتى الاتجاهات والمشارب وامسينا ننام يوميا على عداد لا يتوقف من القتلى والمشردين وشتى أنواع التخريب والتدمير وإزالة تراكمات التنمية في هذا البلد التي انجزها الشعب عبر ما يقارب قرنا من الزمان.

يقال ان الحكيم من اتعظ .. والحكمة الأن تتطلب من الأنظمة الأخرى التي لم يطالها التغيير بعد، ان تتوقف عن "سلق" الإصلاح وان تشرع في انجاز إصلاحات حقيقية "ومن القلب" .. فالأحداث التي بدأت صدفة اخذت الان تتعمق وتحدث تغييرات حقيقية في بنية المجتمعات العربية التي يغلب عليها الطابع الشبابي.. وكلنا نعي ان التغييرات التي يقدم الشباب انفسهم وقودا لها.. هي بالتأكيد تغييرات ليس من الممكن تجنبها.

qatamin8@hotmail.com





  • 1 منين ياعمون 12-01-2013 | 09:51 PM

    شو هالحكي ..... ,

  • 2 ... 12-01-2013 | 09:54 PM

    يعني انته عايش بدولة الدمقراطية والشفافية والحرية المطلقة...

  • 3 خالد ابو سمهدانه 12-01-2013 | 10:15 PM

    رائع.................

  • 4 الأردني الأصيل 13-01-2013 | 03:03 PM

    المشكلة بعض الأنظمة تعتقد بانها أجرت اصلاحات شاملة و لا يهمها ما يجري ؟!!!


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :