سؤال بسيط دار في خاطري وأنا استذكر تلك الفزعة والشوشرة السياسية التي عشناها في شهر آب الماضي من خلال مجموعة من النخب السياسية الأردنية وتلك المبررات والمنطلقات التي طٌرحت في حينه من حاجة الساحة السياسية الأردنية إلى مثل هذا التيار والضرورات الوطنية ومقتضيات المصلحة الأردنية . ووجود الرعاية الرسمية لهذا التيار ، والسؤال هو أين ذهب التيار الوطني الوسطي بعد أن تشتتت رموزه بين وزير وعين ونائب ورئيسٍ لمجلس النواب . وبعد الانتهاء من موسم الانتخابات والتعيينات ومنح الألقاب . وأين هي المنطلقات والضرورات والمصالح الوطنية من هذه المواسم ؟ وأين اختفت تلك الجهود المكثفة للإصلاح والتنمية .
كل هذه الأسئلة أطرحها بنية حسنة بعد التذكير بالبرقيات التالية :

ذاكرة الأردنيون ليست مثقوبة وأن الأردنيين ليسوا حقلاً للتجارب . ولتحرص تلك النخب على احترام عقول الناس والابتعاد عن ممارسة هواية الصيد السياسي في مواسم العطل والفراغ .

لا يجوز أن تبقى التنمية السياسية وشعارات الإصلاح والتغيير نقطة اتكاء لإعادة صناعة المواقع وتحقيق المكتسبات الذاتية ولو كانت على حساب المصلحة العامة . ولا يجوز أن يبقى الأردنيون حقلاً للتجارب . فأين ذهبت الضرورات والمبررات التي طرحت لإنشاء ذلك التيار وهل تقهقرت أمام المصالح الفردية وتحقيق المكتسبات الشخصية . فلغة الشعارات ليست امتيازاً للمعارضة فقط . وأنا أدعو القارئ الفاضل أن يعود لقراءه ما كتبت سابقاً عن هذا التيار ومن هذا المنبر عن تلك المخاوف والتحفظات والتي – للأسف الشديد – لم تأخذ وقتاً طويلاً حتى تبرز إلى حيز الوجود باعتبارها حقائق .
Sami@zpu.edu.jo