facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوصلة الانتخابات المعكوفة


27-01-2013 09:35 AM

بوصلة الانتخابات المعكوفة : امتلكنا الادوات ولكن بدون معنويات واهداف،

ورقة الانتخاب استفتاء صادق

د. بكر خازر المجالي



جرت الانتخابات بكفاءة ومهنية وضبط متميز ، وبشفافية ونزاهة واضحتين مع ابداع اعلامي متميز خاصة من التلفزيون الاردني.

ويمكن القول ان اكثر من 60% من النتائج هي متوقعة ومعروفة سلفا نتيجة للخبرة السابقة في عالم الدوائر الانتخابية ، ولكن لاحظنا توجهات جديدة للناخب الاردني اتسمت بالتركيز على مبدأ المناكفة في الاختيار ،وتأخير مفهوم الوطن والمواطنة ، والتوجه الى الجعجعات الاعلامية وانتقاله من قاعات المناظرات والمحاضرات الى افرازات التقى بها مع الاخر على النقد الدائم الذي لا يعرف ان هناك في البلد انجازات وتغييرات ،وانه لا يدرك كمواطن انه جزء من التغيير والقادر على احداث التغيير المطلوب بعقليته وتوجهه لا بافواه الاخرين وعبر منابرهم.

اجاد البعض توظيف وسائل اعلامه لخدمة حملته الانتخابية وهذا حق مشروع ،واعطى درسا لغيرهم ليتخذوا احتياطاتهم مستقبلا ،لان نجاح الفضائيات في هذه الانتخابات قد كان 100%، وبغض النظر عن محتوى الرسالة الاعلامية لهذه الفضائيات فهي ركزت العوامل التي تجلب الناخب الى صناديق الاقتراع ويمنحها صوته بلا تردد،لانه اصبح من البديهي لدى المواطن الاردني ان هذه العوامل تتمحور حول الآتي :

1. ان الفساد هو السائد في التفكير ، وغير مقتنع بجدوى التحقيقات والعقوبات ،

2. الاعتقاد بعجز العدل الاردني عن الوصول الى بعض الفاسدين

3. لا زالت قاعدة العدالة والمساواة غير متحققة خاصة في نظام التقاعد المدني والعسكري ( فلا يعقل أن يكون راتب التقاعد لرتبة عقيد تقاعد عام 1996 الان هو 450 ديار كاجمالي ، بينما نفس الرتبة لما بعد 2004 هو اكثر من 1000 دينار ) وتزداد الفوارق وتتضاعف كلما علت الرتبة . وايضا عدالة توزيع الوظائف.

4. ان هناك ازمة ثقة بين المواطن والحكومة وان الحكومة دائما هي موضع اتهام .

5. ان سلسلة الحورات والمحاضرات والبيانات التي تدعو الى توجيه الناس نحو واجباتهم ومسؤلياتهم قد سقطت في مواقع عديدة .

6. ان سياسات الاقصاء ومزاجية التعيينات وتجاوز اهل الحق والاستقاق لا زالت سائدة ايضا.



ونلاحظ ان الخطاب الاعلامي ومحور النقاشات قد تركز على هذه القضايا اضافة لنقد قانون الانتخاب واحيانا التعديلات الدستورية،وكانت هذه هي محور الدعاية الانتخابية وسبب النجاح والاكتساح احيانا ،ونجد بين ايدينا نتائج استفتاء طبيعي قدمته ورقة الاقتراع بلا اية مؤثرات محصلتها العوامل أعلاه ،

ولكن نتساءل :

- هل القصور في اجراءات التقاضى وصدور احكام غير مقنعة للمواطن الذي في ابسط حالاته يقول ( ضعوني في السجن خمس سنوات وليس ثلاث مقابل ان اسرق 50 مليونا بل لو نصف مليون) او انه في الاعلام عن هذه الاجراءات .

-أم هل القصور في الوصول الى ترتيب مقنع للاولويات لدى المواطن الاردني او لانه في الاساس لا يوجد حديث عن اية اولويات.

- ام اننا قد الغينا الماضي والتاريخ وان سمات الحاضر هو البحث عن ما هو جديد في كل شيء بغض النظر عن النتائج هل ستكون حميدة او وخيمة ، بل من اجل التغيير كتقليد لغيرنا الذين يدفعون ثمن التهور والثورات المدمرة.



ومن خلال هذه المجريات نجد ان المواطن الاردني مشاهد جيد للشاشات التلفزيونية ، وانه يوجه سمعه واحساسه الى ما فيه النقد والشتم والقدح ، ويتداول بسرعة عجيبة اية معلومة فيها اساءات لاشخاص مسؤلين ، ويهوى اغتيال الشخصية ويتقن فن الاقصاء الشخصي ، ويمتلئ انتقاما على من حوله ويطبق على طريقته قانون من اين لك هذا بكل الوسائل لو بحرق اطار او تحطيم ممتلكات ، لكنه لا يجرؤ ان يلمس منشأة لمتنفذ او متهم بفساد ويصب جام غضبه على ممتلكات عامة وسيارات الشرطة ومباني حكومية ، لانه وصل الى حد الاستقواء على الدولة وادرك من خبراته السابقة العديدة ان الدولة تجامل المخرب ومن ثم لا تلبث ان تخلي سراحه .

مؤشر الانتخابات واضح بنزاهتها وحسن سيرها وقوة الامن فيها ، اي اننا امتلكنا كل الادوات المادية المتقدمة في التنفيذ وتم تطبيق الانظمة والتعليمات وفق القوانين بدقة ، ولكن هناك ما هو ليس من مسؤليات قانون الانتخاب ولا التعديلات الدستورية ولا الهيئة المستقلة للانتخاب وهو الوظيفة المعنوية للانتخابات أو الواجبات الوطنية التي من اجلها تجري الانتخابات ، التي تتمثل بمنهج التفكير ومفهوم المواطنة الاردنية وادراك حجم التحديات والاخطار المحيطة بنا ومن بيننا ، واختيار مجلس نواب قادر على التشريع الناظم للحياة وقادر على التصدي للاخطار والتحديات ، ويمكنه تحقيق زيادات في اللحمة الوطنية وتماسكها ، ونبذ عوامل التفرقة ، ورفض المساس بشرف المهنة التعليمية مثلا .. ويمكنه تحقيق الرقابة على الحكومة دون مؤثرات ما ، وينبذ المال السياسي تحت القبة ،ويرفض المال الاعلامي ايضا والترضيات من هنا وهناك . ولكن من قراءة الشعارات الانتخابية وكيفية التعريف بهوية بعض الناخبين نجد انفسنا في بعض الاحيان امام انتخابات لبلد اخر تجري بالانابة فوق ارضنا، وهذا يتنافى مع مبدأ اننا جميعا اردنيين .

انتخابات 2013 هي نقلة نوعية وفاتحة درب جديد ،، ولكن ايضا هي مصدر لمعلومات ومؤشرات جديدة نحتاج لتقصيها والبحث فيها ، من خلال اسئلة نطرحها بشفافية ومنها :

1. هل كانت هذه الانتخابات وطنية 100%. ؟

2. هل كان للأوضاع الخارجية المحيطة بنا اي تأثير في توجهات الناخبين ؟

3. هل لمسنا اية عبر من دروس الماضي الانتخابية. ؟

4. هل نجحت فكرة القوائم على حساب الاساس الذي يجب ان يكون وهو انها قوائم احزاب وليس بورصة قوائم متغيرة وهلامية .؟

5. هل فاز الوطن الاردني بهذه الانتخابات ؟ بالطبع لقد فاز الأمن والتنظيم كاجراءات مادية . ؟

6. هل هناك قصور في مجال الثقافة الديموقراطية والتثقيف الوطني وتوجيه الناس نحو الهدف الوطني الذي نريده من الانتخابات .؟



اسئلة كثيرة وعديدة اتردد في طرح بعضها .. ولكن قد اصيب القول او لا اصيبه ان قلت ان بوصلة الانتخابات هي معكوفة فعلا ، والقلق على محصلتها وما افرزته من تطورات في المشهد الداخلي الاردني ، وان هناك تفاعلات اجتماعية وسياسية كشفتها هذه الانتخابات نحتاج لاعداد العدة للتعامل معها بلا مجاملة او رتوش وبلا شعارات تخديرية وتضليلية وادعاءات بالحرص على الوحدة الوطنية التي اصبحت تظهر انها من جانب واحد فقط ..

انتخابات عظيمة بقدر عظمة الاردن ،واجراءات احترافية وشفافية اوصلتنا لمعرفة ان هناك في جسمنا الداخلي بعض الطحالب والسموم والأورام .

هل يمكن ان نبدأ فعلا بمنهج جديد من التفكير والنقد الموضوعي والتوجه لاصل الحكاية وقد عشنا 17 مجلسا نيابيا وخمسة مجالس تشريعية وثلاثة مجالس استشارية واتحاد وطني ، وان نعود الى احزاب العشرينات ونعيد قراءة وتبني برامجها الوطنية العميقة ، وان نقرأ في ملفات المجلس التشريعي الاول عام 1929م . اقول هذا في وقت يموت فيه التاريخ الوطني الاردني كل يوم وهناك مخطط التمويت له ينجح وينجح .

دعوة من القلب ، قبل ان يخفق القلب بغير تل اربد وهوى شيحان ...





  • 1 بدويحراث 27-01-2013 | 09:56 AM

    والدليل على صدق كلامك هو نجاح 16 واحد من حزب الوسط الاسلامي المنشقين عن الاخوان المسلمين
    و الدليل الثاني هو صراع حشد و فتح على مقاعد مجلس النواب الاردني
    شكرا عمون و تحية كبيرة لكاتبنا الكبير

  • 2 هندي اسود 27-01-2013 | 12:53 PM

    في جسمنا اورام وسرطانات يا استاذ بكر احنا ضايعيين اذا ما انتبهنا

  • 3 رجا صيقلي 27-01-2013 | 05:54 PM

    د. بكر اهنئك على وطنيتك اللامتناهية وتقديمك للوطن فبل الافراد، علما ان الرجال الصادقين من افضالك يصنعون الوطن المنيع والقوي الذي نفتخر به. صدقت عندما قلت "ومن خلال هذه المجريات نجد ان المواطن الاردني مشاهد جيد للشاشات التلفزيونية، وانه يوجه سمعه واحساسه الى ما فيه النقد والشتم والقدح ، ويتداول بسرعة عجيبة اية معلومة فيها اساءات لاشخاص مسؤلين ، ويهوى اغتيال الشخصية ويتقن فن الاقصاء الشخصي". هذا الذي يحصل وعلينا البدء بتغيير ثقافتنا بأن لا يحصل.المتهم بريء حتى تثبت ادانته. هذان هما المنطق والعقل

  • 4 ابو رمان 27-01-2013 | 10:39 PM

    مؤشر الانتخابات واضح بنزاهتها وحسن سيرها وقوة الامن فيها ...نعمممممممم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :