facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحبر .. لا يزال في جيبي


د. هاني البدري
31-01-2013 01:58 PM

أبدى سليمان حرصاً لافتاً على غَمس إصبعه حتى آخره.. في زجاجة الحبر المُراق بالحنة, وهو ينهي عملية التصويت في أحد المراكز الانتخابية، إلتقط إصبعه بحنان حتى يحافظ على كامل الحبر الذي إلتصق على جوانبه ,اختفى أظفره الذي (مَعَسَهُ) بإمعان داخل الحبر فأضحى قاتماً, غادر دون ان يلتقط حتى منديل الورق الصحي الذي قدمه له احد موظفي المركز الانتخابي.

كان قد تأكد أن مشاركته في الانتخابات قد وجدت طريقها للنور, فأمضى سحابة نهاره الممتدة وهو يُلوحُ بإصبعه (المُحَبَر) أثناء كلامه وبشكل مقصود, ليستفز مستمعه للسؤال .."لمين صوتت"..؟!

وسرعان ما يطلق إجابته المُعَدة مسبقاً بعناية.." لا..لا هذه حرية شخصية, أنا صوتت لمن يستحق" ..!!
نجحت كل محاولاته التالية بإظهار اصبعه, وكأنه يعطي إشارة المخرجين السينمائيين (أكشن) ليبدأ حديثاً طويلاً, حول النائب الجيد, ومن ذلك النائب الذي علينا ان نوصله للبرلمان.

اراد في اداء مسرحي واضح..ان يُحَدثَ أصدقاءه فيما رآه في قاعة الاقتراع من عيون مفتوحة من قبل اللجان ومندوبي المرشحين وآخرين كانوا يرمقونه بصمت.. لم يعرفهم!!

حاول جاهداً أن يعزز قناعته التي أعلنها سابقاً بنزاهة الانتخابات, فحدث أصحابه عن الدقة في التمحيص والتدقيق الالكتروني ومقارنة البطاقات ,وبالحبر الذي لايمكن ازالته حتى بالهايبكس..!!

كانت فرصة سليمان ذهبية, للاستفراد بأُولئك الذين قضوا نهارهم وهم يخفون أصابعهم في قبضاتهم المغلقة , حتى لا تظهر (الفضيحة) وتنكشف (المؤامرة) وهم أنفسهم من قضى أياماً يتحدث عن أهمية الانتخابات كصفحة جديدة في حياتنا, مضى سليمان يشرح حالته النفسية بعد ان أدى "الامانة" ومدى ارتياحه بعد ان أدلى بصوته في الصندوق..كرر مراراً أن "صوتك مُهم لتُحدث التغيير".

منحه أصبعه, مساحة أكبر ليستعرض ما آلت اليه الأمور بسبب ما سُمي بظاهرة المال السياسي وشراء الأصوات, وذَكر ان المواطن هو المعني الاول والاخير باستفحال الظاهرة او القضاء عليها.. "هاأنذا.. ذهبت بملء إرادتي, دون ان أُخبر مرشحي بانني ساصوت له.."يتدارك, "هو يعرف أنني ادعمه وقد حشدت له العديد من اقاربي واصدقاء, لانه ببساطة خدوم"..!!

أمضى سليمان الذي قضى أُسبوعه الماضي متجولاً في المقار الانتخابية لمرشحي الدائرة الثالثة, يوم الانتخابات بالحديث عمن يشككون بنزاهة الانتخابات وعن أُولئك المقاطعين كونهم" هُمو الخسرانين..", ويحلل في اهمية المرحلة الراهنة التي نمر بها وأثر تشكيل مجلس نيابي قادر على مواجهة أعباء هذه المرحلة..
بفجاجة واضحة, إستفز بعضاً من اصدقائه ذلك المساء , بالسؤال "وين اصبعك يا رجل..شكلك مش منتخب, وليه ماصوتت لهسة", كانت معظم اسئلته معلومة الجواب, لكنها كانت مدخلاً لحديث طويل في الوطنية والامانة وعن أُولئك النواب الذين خدموا ابناء دائرتهم والآخرين الذين أداروا لهم ظهورهم..

بين كل اولئك الذين حاولوا جاهدين إخفاء أصابعهم النظيفة ووسط أحاديث سليمان ومماحكاته, دفع قادم جديد إلى حلبة الحوار بإصبعه, وبأداء مسرحي لافت أيضا.."انا ما انتخبت ومابدي انتخب".."انتوا مُصدقين انوا هاي الانتخابات نزيهة..أهلاً نزيهة"..!!

بين أُصبعين، اختفى الحوار وإحتفظ كل من صاحبيه بموقفه, وبمحاولاته الفجة لشرح تجربته ومواقفه ومشاهداته, صاحب الاصبع غير المُحبَّر تحدث طويلاً عن اشاعات " بقولك ..إنوا الصناديق بنلعب فيها في مواقع عديدة"!!

بين اصبعين ضاعت الطاسة وغاب الحوار, واتضح ان كل طرف يحتفظ بموقفه وبفهمه للمشهد, وبتخندقه وراء قناعاته.

(بعد مرور 72 ساعة)..
مازال إصبع سليمان مُحبراً وقد اتخذ ألواناً أخرى قرمزية, ومازالت الخلافات حول صناديق فُتحت وأُخرى أُعيد إحتسابها, وأُعتذر لمرشح أُعلن فوزه, وأُخبر آخر بفوزه بعد أن أُعلنت خسارته, زادت المناكفات , ولم يرضى أحد سوى أُولئك الذين عبروا الطريق إلى العبدلي.. بسلام.

حاول سليمان بصعوبة ذلك المساء مسح إصبعه وهو يتمتم لنفسه,شو صار يا إخوان, وسمع على الراديو أحداً يتفلسف .." قبل أن تجف أحبار أصابعنا, كنا قد دخلنا في مهاترات ما بعد العرس, نجحنا لكننا لم نُبدد الشكوك التي كانت جاهزة.

غمس اصبعه في الهايبكس بإمعان..فلم تعد لغة الاصابع تعبر عن شيء!!.





  • 1 عزام محمد البوريني 31-01-2013 | 04:02 PM

    أزيد على الكلام الجميل الذي كتبته وتعودت ىكتابته في مقالاتك ، أن من إخترع الحبر أبو حنه أراد أن يثبت لنا رضينا أم لم نرضى بأننا في عرس ، وأهل العروسين لا بد أن يشاهدو أصبعنا ليتأكدوا اننا كنا حضور .
    وهل معنى المال السياسي الذي فهمنا انه رشوة كان نقوط للعرسان .. وأنه لمم يرتكب جرما من رش على المدعوين للعرس ان كانوا حضروا ام لم يحضروا .
    اصبعي ما زال على الأظفر حبرا ولكن ولله الحمد لم آخذ نقوطا من أحد .. كي يبقى رأسي مرفوعا .

  • 2 نجم الشمري 31-01-2013 | 04:26 PM

    مقاله جميله للاستاذ هاني البدري تعكس صورة من المشهد الانتخابي.

  • 3 د . رقيب 31-01-2013 | 04:34 PM

    الحبر في جيبتك ام في ورقة الانتخاب

  • 4 ابو رمان 31-01-2013 | 05:44 PM

    الحبر ..لا يزال في جيبي...نشفو يا استاذ ولا تنس ان لغة الاصابع تعبر عن اشياء كثيرة

  • 5 معقول يا ناس 31-01-2013 | 06:01 PM

    مقال في نواقص

  • 6 محمد منور 31-01-2013 | 06:25 PM

    شكرا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :